حسن المعاملة مع بقايا العدوّ











حسن المعاملة مع بقايا العدوّ



1800- تاريخ اليعقوبي عن إسماعيل بن عليّ: إنّ أوّل من علّم قتال أهل القبلة عليّ بن أبي طالب، ولم يکُن يقتل أسيراً، ولا يتبع منهزماً، ولا يُجهز علي جريح.[1] .

1801- العقد الفريد عن أبي الحسن- في ذکر حوادث وقعة صفّين-: کان منادي

[صفحه 311]

عليّ يخرج کلّ يوم وينادي: أيّها الناس، لا تُجهِزنّ علي جريح، ولا تتبعُنّ مولّياً، ولا تَسلُبنّ قتيلاً، ومن ألقي سلاحه فهو آمن.[2] .

1802- الکافي عن عبداللَّه بن شريک عن أبيه: لما هُزم الناس يوم الجمل، قال أميرالمؤمنين عليه السلام: لا تتبعوا مولّياً، ولا تجيزوا[3] علي جريح، ومن أغلق بابه فهو آمن.

فلمّا کان يوم صفّين، قَتل المقبل والمدبر، وأجاز علي جريح. فقال أبان بن تغلب لعبد اللَّه بن شريک: هذه سيرتان مختلفتان! فقال: إنّ أهل الجمل قُتِل[4] طلحة والزبير، وإنّ معاوية کان قائماً بعينه وکان قائدهم.[5] .

1803- السنن الکبري عن أبي فاختة: إنّ علياً رضي الله عنه اُتي بأسير يوم صفّين، فقال:

[صفحه 312]

لا تقتلني صبراً. فقال عليّ رضي الله عنه: لا أقتلک صبراً؛ إنّي أخاف اللَّه ربّ العالمين. فخلّي سبيله، ثمّ قال: أفيک خير تبايع؟[6] .

1804- المصنّف عن يزيد بن بلال: شهدتُ مع عليّ يوم صفّين، فکان إذا اُتي بالأسير قال: لن أقتلک صبراً؛ إنّي أخاف اللَّه ربّ العالمين. وکان يأخذ سلاحه، ويُحلّفه لا يقاتله، ويعطيه أربعة دراهم.[7] .

1805- المصنّف عن أبي جعفر: کان عليّ إذا اُتي بأسير صفّين أخذ دابّته وسلاحه، وأخذ عليه أن [لا][8] يعود، وخلّي سبيله.[9] .

1806- الإمام عليّ عليه السلام- بعد التحريض علي القتال في صفّين-: ولا تُمثّلوا بقتيل، وإذا وصلتُم إلي رحال[10] القوم فلا تهتکوا ستراً، ولا تدخلوا داراً، ولا تأخذوا شيئاً من أموالهم إلّا ما وجدتم في عسکرهم، ولا تهيجوا امرأة بأذي وإن شتمن أعراضکم وسببن اُمراءکم وصلحاءکم؛ فإنّهنَّ ضعاف القوي والأنفس والعقول، وقد کنّا نؤمر بالکفّ عنهنّ وهُنَّ مشرکات! وإن کان الرجل ليتناول المرأة فيُعيّر[11] بها وعقبه من بعده.[12] .

[صفحه 313]

1807- تاريخ الطبري- في ذکر وقعة الجمل-: خرج إليه الأحنف بن قيس وبنو سعد مشمّرين قد منعوا حرقوص بن زهير- ولا يرون القتال مع عليّ بن أبي طالب- فقال: يا عليّ، إنّ قومنا بالبصرة يزعمون أنّک إن ظهرت عليهم غداً أنّک تقتل رجالهم، وتسبي نساءهم! فقال: ما مثلي يُخاف هذا منه، وهل يحلّ هذا إلّا مِمّن تولّي وکفر!! ألم تسمع إلي قول اللَّه عزّ وجلّ: «لسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَن تَوَلَّي وَ کَفَرَ)!![13] .

1808- الکامل في التاريخ: کان في الخوارج أربعون رجلاً جرحي، فأمر عليّ بإدخالهم الکوفة ومداواتهم حتي برؤوا[14] .

[صفحه 315]



صفحه 311، 312، 313، 315.





  1. تاريخ اليعقوبي: 383:2.
  2. العقد الفريد: 333:3، هذا الموقف من العدوّ کان يمثّل السيرة العمليّة للإمام أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه جميعها، راجع وقعة صفّين: 204 والغيبة للنعماني: 15:231 وتفسير القمّي: 321:2. کما فعل مع عدوّه في حرب الجمل، راجع الکافي: 3:33:5 و ح 5 و ص 2:12 وتهذيب الأحکام: 274:155:6 و ص 276:156 و ص 230:137 والخصال: 18:276 والأمالي للمفيد: 3:59 والجمل: 341 و 342 و 403 ودعائم الإسلام: 394:1 وتحف العقول: 290 والمناقب لابن شهر آشوب: 274:1 وشرح الأخبار: 330:388:1 و ص 334:395 والاختصاص: 95 والمستدرک علي الصحيحين: 2661:168:2 وتذکرة الخواصّ: 72 وکنز العمّال: 11424:478:4 و ج 31675:335:11. وکذلک في حرب صفّين راجع: المستدرک علي الصحيحين: 2660:167:2 والسنن الکبري: 16753:315:8 وتحف العقول: 480. وقد استلهم الإمام عليه السلام هذا الموقف حيال العدوّ من سيرة النبيّ صلي الله عليه و آله، الکافي: 2:12:5 و 3 وتهذيب الأحکام: 230:1376 و ص 274:155 وتحف العقول: 290.
  3. أجزتُ علي الجريح: لغة في أجهزت. وجهز علي الجريح وأجهز: أثبتَ قتله (تاج العروس: 40:8و41).
  4. کذا في جميع المصادر، ولعلّ المراد: «قُتل قادتهم» أو نحو ذلک.
  5. الکافي: 5:33:5، رجال الکشّي: 392:482:2، بحارالأنوار: 657:446:33.
  6. السنن الکبري: 16754:315:8، کنز العمّال:31706:348:11.
  7. المصنّف لابن أبي شيبة: 25:725:8، کنز العمّال: 31703:345:11.
  8. إضافة يقتضيها السياق أثبتناها من کنز العمّال.
  9. المصنّف لابن أبي شيبة: 23:724:8، کنز العمّال: 31702:345:11.
  10. في المصدر: «رجال»، والصحيح ما أثبتناه کما في فروع الکافي، الطبعة الحجريّة: 338:1.
  11. في المصدر: «فيعبّر» والصحيح ما أثبتناه کما في فروع الکافي، الطبعة الحجريّة: 338:1.
  12. الکافي: 4:39:5 عن مالک بن أعين، وقعة صفّين: 204 عن جندب وزاد فيه «إلّا بإذني» بعد «داراً»، نهج البلاغة: الکتاب 14 وفيه من «ولا تهيجوا...»، بحارالأنوار: 468:563:32؛ شرح نهج البلاغة: 25:4 وزاد فيه «إلّا بإذن» بعد «داراً».
  13. الغاشية: 22 و 23،تاريخ الطبري: 496:4، الکامل في التاريخ: 334:2.
  14. الکامل في التاريخ: 424:2، أنساب الأشراف، 248:3.