الدعاء إذا أراد القتال
[صفحه 309] بغير يقين، فيکون سعيي في تباب، وعملي غير مقبول.[4] . 1796- وقعة صفّين عن تميم: کان عليّ إذا سار إلي القتال ذکر اسم اللَّه حين يرکب، ثمّ يقول: الحمد للَّه علي نعمه علينا، وفضله العظيم، «سُبْحَنَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَ مَا کُنَّا لَهُ و مُقْرِنِينَ وَ إِنَّآ إِلَي رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ»،[5] ثمّ يستقبل القبلة، ويرفع يديه إلي اللَّه، ثمّ يقول: اللهمّ إليک نُقلت الأقدام، واُتعبت الأبدان، وأفضَت القلوب، ورُفعت الأيدي، وشَخصت الأبصار، «رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَتِحِينَ»،[6] سيروا علي برکة اللَّه. ثمّ يقول: اللَّه اکبر، اللَّه أکبر، لا إله إلّا اللَّه واللَّه أکبر، يا اللَّه، يا أحد، يا صمد، يا ربّ محمّد، بسم اللَّه الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة إلّا باللَّه العليّ العظيم، «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَلِکِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاکَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاکَ نَسْتَعِينُ»،[7] اللهمّ کُفّ عنّا بأس الظالمين. فکان هذا شعاره بصفّين.[8] .
1795- الإمام الصادق عليه السلام: إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام کان إذا أراد القتال قال هذه الدعوات: اللهمّ إنّک أعلمتَ سبيلاً من سبلک، جعلتَ فيه رضاک، وندبتَ إليه أولياءک، وجعلتَه أشرف سبلک عندک ثواباً، وأکرمها لديک مآباً، وأحبّها إليک مسلکاً، ثم اشتريتَ فيه من المؤمنين أنفسَهم وأموالَهم بأنَّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل اللَّه فيَقتُلون ويُقتلون وعداً عليک حقّاً، فاجعلني ممّن اشتري فيه منک نفسَهُ ثمّ وفَي لک ببيعه الذي بايعک عليه، غير ناکثٍ ولا ناقض عهداً، ولا مبدّلاً تبديلاً، بل استيجاباً لمحبّتک، وتقرّباً به إليک، فاجعله خاتمة عملي، وصيّر فيه فناء عمري، وارزقني فيه لک وبه[1] مشهداً توجب لي به منک الرضا، وتحطّ به عنّي الخطايا، وتجعلني في الأحياء المرزوقين بأيدي العداة والعصاة، تحت لواء الحقّ وراية الهدي، ماضياً علي نصرتهم قدماً، غير مولٍّ دبراً، ولا محدث شکّاً، اللهمّ وأعوذ بک عند ذلک من الجبن عند موارد الأهوال، ومن الضعف عند مساورة[2] الأبطال، ومن الذنب المحبط للأعمال، فأحجم من شکّ، أو أمضي[3]
صفحه 309.