الخدعة











الخدعة



1783- الإمام عليّ عليه السلام: إذا حدّثتکم عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حديثاً، فواللَّه لأنْ أخِرّ من السماء أحبّ إليَّ من أن أکذب عليه. وإذا حدّثتکم فيما بيني وبينکم، فإنّ الحرب خدعة.[1] .

1784- الإمام الباقر عليه السلام: إنّ عليّاً عليه السلام کان يقول: لَأن تَخطَفني الطيرُ أحبّ إليّ من أن أقول علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ما لم يقُل، سمعتُ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول في يوم الخندق: الحرب خدعة. يقول: تکلّموا بما أردتُم.[2] .

1785- الإمام عليّ عليه السلام- في الحکم المنسوبة إليه-: کن في الحرب بحيلتِک أوثق منک بشدّتِک، وبحذرک أفرح منک بنجدتک؛ فإنّ الحرب حرب المتهوّر، وغنيمة المتحذّر.[3] .

1786- الکافي عن عديّ بن حاتم: إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام قال يوم التقي هو ومعاوية بصفّين- ورفع بها صوتَه ليُسمع أصحابه-: واللَّه لَأقتلنّ معاوية وأصحابه، ثمّ يقول في آخر قوله: إن شاء اللَّه- يخفض بها صوته-.

وکنتُ قريباً منه، فقلتُ: يا أميرالمؤمنين إنّک حلفتَ علي ما فعلتَ، ثمّ

[صفحه 304]

استثنيتَ، فما أردتَ بذلک؟! فقال لي: إنّ الحرب خدعة، وأنا عند المؤمنين غير کذوب، فأردتُ أن اُحرّض أصحابي عليهم؛ کيلا يفشلوا، وکي يطمعوا فيهم، فأفقههم ينتفعُ بها بعد اليوم إن شاء اللَّه.[4] .

1787- تفسير القمّي- في ذکر غزوة الخندق-: مرّ أميرالمؤمنين عليه السلام يُهرول في مشيه... فقال له عمرو: من أنت؟ قال: أنا عليّ بن أبي طالب؛ ابن عمّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وخَتَنه. فقال: واللَّه إنّ أباک کان لي صديقاً قديماً وإنّي أکره أن أقتُلک، ما آمنَ ابن عمّک- حين بعثک إليّ- أن أختطفک برمحي هذا فأترکک شائلاً بين السماء والأرض؛ لا حيّ ولا ميّت!!

فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام: قد علم ابن عمّي أنّک إن قتلتني دخلتُ الجنّة وأنت في النار، وإن قتلتُک فأنتَ في النار وأنا في الجنّة.

فقال عمرو: وکلتاهما لک يا عليّ! تلک إذاً قسمة ضيزي!!

قال عليّ عليه السلام: دع هذا يا عمرو، إني سمعتُ منک وأنت متعلّق بأستار الکعبة تقول: «لا يعرضنّ عليَّ أحدٌ في الحرب ثلاثَ خصال إلّا أجبتُه إلي واحدة منها»، وأنا أعرض عليک ثلاث خصال، فأجِبني إلي واحدة! قال: هاتِ يا عليّ!

قال: أحدها تشهدُ أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمّداً رسول اللَّه. قال: نَحِّ عنّي هذه، فاسأل الثانية.

فقال: أن ترجع وتردّ هذا الجيش عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؛ فإن يَکُ صادقاً فأنتم

[صفحه 305]

أعلي به عيناً، وإن يَکُ کاذباً کفَتکُم ذؤبان العرب أمره! فقال: إذاً لا تتحدّث نساء قريش بذلک، ولا تنشد[5] الشعراء في أشعارها أنّي جبنتُ ورجعتُ علي عقبي من الحرب، وخذلت قوماً رأّسوني عليهم!!

فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: فالثالثة أن تنزل إليّ؛ فإنّک راکب وأنا راجل؛ حتي اُنابذک! فوثب عن فرسه وعَرقَبه، وقال: هذه خصلة ما ظننت أنّ أحداً من العرب يسومني عليها.

ثمّ بدأفضرب أميرالمؤمنين عليه السلام بالسيف علي رأسه، فأتّقاه أميرالمؤمنين بدرقته، فقطعها، وثبت السيف علي رأسه. فقال له عليّ عليه السلام: يا عمرو، أما کفاک أنّي بارزتُک وأنت فارس العرب، حتي استعنت عليّ بظهير؟! فالتفتَ عمرو إلي خلفه، فضربه أميرالمؤمنين عليه السلام مسرعاً علي ساقيه [ف][6] قطعهما جميعاً، وارتفعت بينهما عجاجة، فقال المنافقون: قُتل عليُّ بن أبي طالب. ثمّ انکشفت[7] العجاجة فنظروا فإذا أميرالمؤمنين عليه السلام علي صدره، قد أخذ بلحيته يريد أن يذبحه، فذبحه، ثمّ أخذ رأسه وأقبل إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله والدماء تسيل علي رأسه من ضربة عمرو، وسيفه يقطر منه الدم، وهو يقول- والرأس بيده-:


أنا عليٌّ وابنُ عبدِ المُطّلِب
الموتُ خيرٌ للفَتي مِنَ الهَرَب


فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: ياعليّ ما کَرتَه؟ قال: نعم يا رسول اللَّه؛ الحرب خديعة.[8] .

[صفحه 306]



صفحه 304، 305، 306.





  1. صحيح البخاري: 6531:2539:6 و ج 3415:1322:3، صحيح مسلم: 1066:746:2، سنن أبي داود: 4767:244:4، مسند ابن حنبل: 616:177:1 وفيه «عن غيره فإنّما أنا رجل محارب» بدل «فيما بيني وبينکم»، و ص 1086:276 کلّها عن سويد بن غفلة.
  2. تهذيب الأحکام: 298:162:6 عن إسحاق بن عمّار عن الإمام الصادق عليه السلام، قرب الإسناد: 466:133 عن أبي البختري عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام نحوه.
  3. شرح نهج البلاغة: 588:312:20.
  4. الکافي: 1:460:7، تهذيب الأحکام: 299:163:6، تفسير القمّي: 60:2 نحوه وفيهما «فافهم» بدل «فأفقههم»، بحارالأنوار: 33:27:100 نقلاً عن تفسير العيّاشي وفيه «فأفعلهم» بدل «فأفقههم».
  5. في بحارالأنوار نقلاً عن المصدر: «إذاً تتحدّث نساء قريش بذلک، وينشد الشعراء...»، وهو الأنسب.
  6. ما بين المعقوفين إضافة يقتضيها السياق.
  7. في المصدر: «انکشف»، والتصحيح من بحارالأنوار.
  8. تفسير القمّي: 183:2، بحارالأنوار: 226:20.