العناية الخاصّة بالقوات المسلّحة











العناية الخاصّة بالقوات المسلّحة



1763- الإمام عليّ عليه السلام- في عهده إلي مالک الأشتر-: ثمّ تفقّد من اُمورهم ما يتفقّده الوالدان من ولدهما، ولا يتفاقَمَنَّ في نفسک شي ء قوّيتهم به. ولا تَحْقِرَنَّ لطفاً تعاهدتهم به وإن قلّ؛ فإنه داعية لهم إلي بذل النصيحة لک، وحسن الظنّ بک. ولا تدعْ تفقدّ لطيف اُمورهم اتّکالاً علي جسيمها؛ فإنّ لليسير من لطفک موضعاً ينتفعون به، وللجسيم موقعاً لا يستغنون عنه.

وليکن آثر رؤوس جندک عندک من واساهم في معونته، وأفضلَ عليهم من جِدَته بما يسعهم ويسع من وراءهم من خلوف أهليهم، حتي يکون همّهم همّاً

[صفحه 295]

واحداً في جهاد العدوّ؛ فإنّ عطفک عليهم يعطف قلوبهم عليک. وإنّ أفضل قرّة عين الولاة استقامة العدل في البلاد، وظهور مودّة الرعيّة، وإنّه لا تظهر مودّتهم إلّا بسلامة صدورهم، ولا تصحّ نصيحتهم إلّا بحيطتهم علي ولاة اُمورهم، وقلّة استثقال دولهم، وترک استبطاء انقطاع مدّتهم.

فافسح في آمالهم، وواصل في حسن الثناء عليهم، وتعديد ما أبلي ذوو البلاء منهم؛ فإنّ کثرة الذکر لحسن أفعالهم تهزّ الشجاع، وتُحرّض الناکل إن شاء اللَّه. ثمّ اعرف لکلّ امرئ منهم ما أبلي، ولا تضيفنّ بلاء امرئ إلي غيره، ولا تُقصرنّ به دون غاية بلائه، ولا يدعونّک شرف امرئ إلي أن تُعظِم من بلائه ما کان صغيراً، ولا ضَعَة امرئ إلي أن تستصغر من بلائه ما کان عظيماً.[1] .



صفحه 295.





  1. نهج البلاغة: الکتاب 53، تحف العقول: 137، دعائم الإسلام: 361:1 کلاهما نحوه.