تاسيس جهاز الرقابة علي العاملين











تاسيس جهاز الرقابة علي العاملين



نهي الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام بشدّة عن ممارسة التجسّس والتدخّل بالاُمور الشخصيّة للمجتمع أثناء عهده السياسي،[1] بيدَ أنّه مع ذلک کان يري من الضروري فرض رقابة علي العاملين في النظام الإسلامي، وممارسة ذلک عبر جهاز رقابي خاص، ومن خلال موظّفين سريّين (عيون)، لئلّا يتواني هؤلاء في أداء وظائفهم، أو يتعدّوا علي حقوق الناس بالاتّکاء إلي ما لديهم من سلطة.

إنّ عهود الإمام واللوائح التي أصدرها بهذا الشأن، وما بعث به من رسائل للولاة المتخلّفين مثل الأشعث بن قيس، وزياد بن أبيه، وقدامة بن عجلان، ومصقلة بن هبيرة، والمنذر بن الجارود، کلّها تحکي تأسيس الإمام لجهاز رقابي مقتدر کان ينهض بمهمّة مراقبة العاملين معه خلال عهده السياسي.

لقد بلغ المخبرون السرّيّون والعاملون في جهاز الرقابة الخاصّ في حکومة الإمام، حدّاً من العدالة والوثاقة، بحيث تحوّلت تقاريرهم وما يُدلون به من معلومات إلي قاعدة تستند إليها سياسة التحفيز الإداري للعاملين، حيث يشجَّع المحسنون، ويعزَل الخونة والفاسدون بعد إثبات جرمهم مباشرة، وينزل بهم من العقوبة ما يکون عبرة للآخرين، وعِظة لمن اتّعظ.







  1. راجع نهج البلاغة: الکتاب 53.