اعانة المظلوم











اعانة المظلوم



1624- الإمام عليّ عليه السلام: من لم ينصف المظلوم من الظالم سلبه اللَّه قدرته.[1] .

1625- عنه عليه السلام: أما والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، لولا حضور الحاضر، وقيام الحجّة بوجود الناصر، وما أخذ اللَّه علي العلماء ألّا يُقارّوا علي کِظّة[2] ظالم، ولا سغب مظلوم، لألقيتُ حبلها علي غاربها، ولسقيت آخرها بکأس أوّلها، ولألفيتم دنياکم هذه أزهد عندي من عفطة عنز![3] .

[صفحه 241]

1626- عنه عليه السلام: أيّها الناس! أعينوني علي أنفسکم، وايم اللَّه لاُنصفنّ المظلوم من ظالمه، ولأقودنّ الظالم بخزامته، حتي اُورده منهل الحقّ وإن کان کارهاً.[4] .

1627- عنه عليه السلام: الذليل عندي عزيز حتي آخذ الحقّ له، والقويّ عندي ضعيف حتي آخذ الحقّ منه.[5] .

1628- عنه عليه السلام- في عهده إلي مالک الأشتر-: ثمّ انظر في أمر الأحکام بين الناس بنيّة صالحة؛ فإنّ الحکم في إنصاف المظلوم من الظالم والأخذ للضعيف من القويّ وإقامة حدود اللَّه علي سنّتها ومنهاجها ممّا يُصلح عباد اللَّه وبلاده.[6] .

1629- الإمام الباقر عليه السلام: رجع عليّ عليه السلام إلي داره في وقت القيظ فإذا امرأة قائمة تقول: إنّ زوجي ظلمني وأخافني وتعدّي عليّ وحلف ليضربني، فقال عليه السلام: يا أمة اللَّه! اصبري حتي يبرد النهار، ثمّ أذهب معک إن شاء اللَّه، فقالت: يشتدّ غضبه وحَرْده عليّ، فطأطأ رأسه ثمّ رفعه وهو يقول: لا واللَّه أو يؤخذ للمظلوم حقّه غير متعتع، أين منزلک؟ فمضي إلي بابه فوقف، فقال: السلام عليکم. فخرج شابّ، فقال عليّ: يا عبداللَّه! اتّقِ اللَّه فإنّک قد أخفتها وأخرجتها. فقال الفتي: وما أنت وذاک؟ واللَّه لاُحرقنّها لکلامک!

فقال أميرالمؤمنين: آمرک بالمعروف وأنهاک عن المنکر تستقبلني بالمنکر،

[صفحه 242]

وتنکر المعروف؟ قال: فأقبل الناس من الطرق ويقولون: سلام عليکم يا أميرالمؤمنين، فسُقِط الرجل في يديه[7] فقال: يا أميرالمؤمنين أقلني عثرتي، فواللَّه لأکوننّ لها أرضاً تطأني، فأغمد عليّ سيفه وقال: يا أمة اللَّه ادخلي منزلک، ولا تُلجئي زوجک إلي مثل هذا وشبهه.[8] .

1630- الاختصاص: إنّ سعيد بن القيس الهمداني رآه [عليّاً عليه السلام] يوماً في شدّة الحرّ في فناء حائط، فقال: يا أميرالمؤمنين! بهذه الساعة؟ قال: ما خرجت إلّا لاُعين مظلوماً أو اُغيث ملهوفاً. فبينا هو کذلک إذ أتته امرأة قد خلع قلبها، لا تدري أين تأخذ من الدنيا حتي وقفت عليه، فقالت: يا أميرالمؤمنين! ظلمني زوجي وتعدّي عليَّ وحلف ليضربني فاذهب معي إليه، فطأطأ رأسه ثمّ رفعه وهو يقول: لا واللَّه، حتي يؤخذ للمظلوم حقّه غير متعتع، وأين منزلک؟ قالت: في موضع کذا وکذا.

فانطلق معها حتي انتهت إلي منزلها، فقالت: هذا منزلي، قال: فسلّم، فخرج شابّ عليه إزار ملوّنة، فقال: اتّقِ اللَّه فقد أخفت زوجتک، فقال: وما أنت وذاک؟ واللَّه لاُحرقنّها بالنار لکلامک.

قال: وکان إذا ذهب إلي مکان أخذ الدرّة بيده، والسيف معلّق تحت يده، فمن حلّ عليه حکمٌ بالدرّة ضربه، ومن حلّ عليه حکمٌ بالسيف عاجله، فلم يعلم الشابّ إلّا وقد أصلت السيف وقال له: آمرک بالمعروف وأنهاک عن المنکر، وتردّ المعروف! تُب وإلّا قتلتک.

قال: وأقبل الناس من السکک يسألون عن أميرالمؤمنين عليه السلام حتي وقفوا

[صفحه 243]

عليه، قال: فاُسقط في يد الشابّ، وقال: يا أميرالمؤمنين، اعفُ عنّي عفا اللَّه عنک، واللَّه لأکوننّ أرضاً تطأني، فأمرها بالدخول إلي منزلها وانکفأ وهويقول: «لا خَيْرَ فِي کَثِيرٍ مِّن نَّجْوَلهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَحِ م بَيْنَ النَّاسِ».

الحمد للَّه الذي أصلح بي بين مرأة وزوجها، يقول اللَّه تبارک وتعالي: «لا خَيْرَ فِي کَثِيرٍ مِّن نَّجْوَلهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَحِ م بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَ لِکَ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا».[9] .

1631- الکافي عن اُسيد بن صفوان صاحب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: لمّا کان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين عليه السلام ارتجّ الموضع بالبکاء، ودهش الناس کيوم قبض النبيّ صلي الله عليه و آله، وجاء رجل باکياً وهو مسرع مسترجع وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوّة، حتي وقف علي باب البيت الذي فيه أميرالمؤمنين عليه السلام فقال: رحمک اللَّه يا أباالحسن، کنت أوّل القوم إسلاماً وأخلصهم إيماناً... الضعيف الذليل عندک قويّ عزيز حتي تأخذ له بحقّه، والقويّ العزيز عندک ضعيف ذليل حتي تأخذ منه الحقّ، والقريب والبعيد عندک في ذلک سواء.[10] .

راجع: الإتصال المباشر بالنّاس.



صفحه 241، 242، 243.





  1. غرر الحکم: 8966، عيون الحکم والمواعظ: 7261:428.
  2. الکِظّة: ما يعتري الممتلئ من الطعام (النهاية: 177:4).
  3. نهج البلاغة: الخطبة 3، معاني الأخبار: 1:362، الإرشاد: 289:1 نحوه وفيهما «حضور الناصر» فبدل «حضور الحاضر»، علل الشرائع: 12:151، الاحتجاج: 105:458:1 وفيه «أولياء الأمر» بدل «العلماء» وفيها «يقرّوا» بدل «يقارّوا» وکلّها عن ابن عبّاس، المناقب لابن شهر آشوب: 205:2.
  4. نهج البلاغة: الخطبة 136، بحارالأنوار: 33:49:32.
  5. نهج البلاغة: الخطبة 37، بحارالأنوار: 25:351:39.
  6. تحف العقول: 135.
  7. يقال لکلّ من ندم وعجز عن الشي ء: قد سُقِط في يده، واُسقِط في يده، لغتان (مجمع البحرين: 854:2).
  8. المناقب لابن شهر آشوب: 106:2، بحارالأنوار: 7:57:41.
  9. النساء: 114.، الاختصاص: 157، بحارالأنوار: 113:40.
  10. الکافي: 4:454:1، کمال الدين: 388 تا 3:390الأمالي للصدوق: 363:312.