الرحمة للرعيّة والمحبّة لهم











الرحمة للرعيّة والمحبّة لهم



1596- الإمام عليّ عليه السلام- في عهده إلي مالک الأشتر-: وأشعر قلبک الرحمة للرعيّة، والمحبّة لهم، واللطف بهم، ولا تکوننّ عليهم سَبُعاً ضارياً تغتنم أکلهم؛ فإنّهم صنفان: إمّا أخ لک في الدين، وإمّا نظير لک في الخلق، يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل، ويؤتي علي أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوک وصفحک مثل الذي تحبّ وترضي أن يعطيک اللَّه من عفوه وصفحه؛ فإنّک فوقهم ، ووالي الأمر عليک فوقک، واللَّه فوق من ولّاک. وقد استکفاک أمرهم وابتلاک بهم. ولا تنصبنّ نفسک لحرب اللَّه؛ فإنه لا يدَ لک بنقمته، ولا غني بک عن عفوه ورحمته...

و اعلم أنّه ليس شي ء بأدعي إلي حسن ظنّ راع برعيّته من إحسانه إليهم، وتخفيفه المؤونات عليهم، وترک استکراهه إيّاهم علي ما ليس له قبلهم، فليکن منک في ذلک أمر يجتمع لک به حسن الظنّ برعيّتک؛ فإنّ حسن الظنّ يقطع عنک نصباً طويلاً، وإنّ أحقّ من حسن ظنّک به لَمن حسن بلاؤک عنده. وإن أحقّ من ساء ظنّک به لَمن ساء بلاؤک عنده.[1] .

[صفحه 235]

وزاد في تحف العقول: فاعرف هذه المنزلة لک وعليک لتزدک بصيرة في حسن الصنع، واستکثار حسن البلاء عند العامّة، مع ما يوجب اللَّه بها لک في المعاد.[2] .

1597- عنه عليه السلام- من کتابه لابن عبّاس، وهو عامله علي البصرة-: واعلم أنّ البصرة مهبط إبليس، ومغرس الفتن، فحادِثْ أهلها بالإحسان إليهم، واحلل عقدة الخوف عن قلوبهم.[3] .



صفحه 235.





  1. نهج البلاغة: الکتاب 53، دعائم الإسلام: 354:1 تا 356 نحوه.
  2. تحف العقول: 126 تا 130.
  3. نهج البلاغة: الکتاب 18، بحارالأنوار: 699:492:33.