حماية الطبقة السفلي











حماية الطبقة السفلي



1528- الإمام عليّ عليه السلام- من کتابه إلي قثم بن العبّاس-: انظر إلي ما اجتمع عندک من مال اللَّه فاصرفْه إلي من قِبَلَک من ذوي العيال والمجاعة، مُصيباً به مواضع الفاقة والخَلّات،[1] وما فَضَل عن ذلک فاحملْه إلينا لنقسمه فيمن قِبَلَنا.[2] .

1529- عنه عليه السلام- في عهده إلي مالک الأشتر-: ثمّ اللَّهَ اللَّهَ في الطبقة السفلي من الذين لا حيلة لهم، من المساکين والمحتاجين وأهل البُؤْسي والزَّمْني؛[3] فإنّ في هذه الطبقة قانِعاً ومُعتَرّاً،[4] واحفظ للَّه ما استحفظک من حقّه فيهم، واجعل لهم

[صفحه 205]

قسماً من بيت مالک، وقسماً من غلّات صَوافي[5] الإسلام في کلّ بلد، فإنّ للأقصي منهم مثل الذي للأدني، وکلٌّ قد استُرعيتَ حقَّه، فلا يشغلنّک عنهم بطَر، فإنّک لا تعذَر بتضييعک التافِه لإحکامک الکثير المهمّ، فلا تُشخِصْ همّک عنهم، ولا تُصعِّرْ خدّک لهم.

وتفقَّدْ اُمور من لا يصل إليک منهم ممّن تَقتحمه العيون، وتَحْقره الرجال، ففرِّغْ لاُولئک ثقتک من أهل الخشية والتواضع. فليَرفعْ إليک اُمورهم، ثمّ اعمل فيهم بالإعذار إلي اللَّه يوم تلقاه، فإنّ هؤلاء من بين الرعيّة أحوج إلي الإنصاف من غيرهم، وکلٌّ فأعذِر إلي اللَّه في تأدية حقّه إليه.

وتَعهَّدْ أهل اليُتم وذوي الرِّقّة[6] في السنّ ممّن لا حيلة له، ولا ينصب للمسألة نفسه. وذلک علي الولاة ثقيل، والحقّ کلّه ثقيل.[7] .

1530- عنه عليه السلام- في عهده إلي مالک الأشتر (في رواية تحف العقول)-: وتعهّد أهل اليُتم والزمانة والرقّة في السنّ ممّن لا حيلة له، ولا ينصب للمسألة نفسه؛ فأجرِ لهم أرزاقاً، فإنّهم عباد اللَّه، فتقرّب إلي اللَّه بتخلّصهم ووضعهم مواضعهم في أقواتهم وحقوقهم، فإنّ الأعمال تخلص بصدق النيّات. ثمّ إنّه لا تسکن نفوس الناس أو بعضهم إلي أنّک قد قضيت حقوقهم بظهر الغيب دون مشافهتک بالحاجات، وذلک علي الولاة ثقيل، والحقّ کلّه ثقيل، وقد يخفّفه اللَّه علي أقوام طلبوا العاقبة فصبّروا نفوسهم، ووثقوا بصدق موعود اللَّه لمن صبر واحتسب،

[صفحه 206]

فکن منهم واستعن باللَّه.[8] .

1531- عنه عليه السلام- في عهده إلي مالک الأشتر، وهو في بيان طبقات الناس-: اعلمْ أنّ الرعيّة طبقات... ثمّ الطبقة السفلي من أهل الحاجة والمسکنة الذين يحقّ رِفدهم ومعونتهم. وفي اللَّه لکلٍّ سعة، ولکلٍّ علي الوالي حقّ بقدر ما يُصلحه.[9] .

1532- عنه عليه السلام- من کتابه إلي بعض عمّاله، وقد بعثه علي الصدقة-: إنّ لک في هذه الصدقة نصيباً مفروضاً، وحقّاً معلوماً، وشرکاء أهل مسکنة، وضعفاء ذوي فاقة، وإنّا موفّوک حقّک، فوفِّهم حقوقهم، وإلّا تفعل فإنّک من أکثر الناس خصوماً يوم القيامة، وبُؤسي لِمن خصمُه عند اللَّه الفقراء والمساکين، والسائلون، والمدفوعون، والغارمون، وابن السبيل![10] .

1533- دعائم الإسلام: إنّه [عليّاً عليه السلام] أوصي مِخْنَف بن سُليم الأزدي- وقد بعثه علي الصدقة- بوصيّة طويلة أمره فيها بتقوي اللَّه ربّه، في سرائر اُموره وخفيّات أعماله، وأن يلقاهم ببسط الوجه، ولين الجانب، وأمره أن يلزم التواضع، ويجتنب التکبّر؛ فإنّ اللَّه يرفع المتواضعين ويضع المتکبّرين. ثمّ قال له: يا مِخنف ابن سُليم، إنّ لک في هذه الصدقة نصيباً وحقّاً مفروضاً، ولک فيه شرکاء: فقراء، ومساکين، وغارمين، ومجاهدين، وأبناء سبيل، ومملوکين، ومتألَّفين، وإنّا موفّوک حقّک، فوفِّهم حقوقهم، وإلّا فإنّک من أکثر الناس يوم القيامة خُصَماء، وبؤساً لامرئٍ أن يکون خصمه مثل هؤلا![11] .

[صفحه 207]



صفحه 205، 206، 207.





  1. جَمْع خَلَّة: الحاجة والفَقْر (انظر النهاية: 72:2).
  2. نهج البلاغة: الکتاب 67، بحارالأنوار: 702:497:33.
  3. جَمْع زَمِين. ورجلٌ زَمِنٌ وزَمِينٌ: أي مُبْتَليً بَيِّنُ الزَّمانَة. والزَّمانة: العاهَة (انظر: لسان العرب: 199:13).
  4. المُعْتَرّ: هو الذي يتعرّض للسؤال من غير طلب (النهاية: 205:3).
  5. الصَّوافي: الأملاک والأرض التي جَلا عنها أهلُها أو ماتوا ولا وارث لها، واحدتها صافِية (لسان العرب: 463:14).
  6. يقال: رقّت عظام فلان إذا کبر وأسنَّ (لسان العرب: 122:10).
  7. نهج البلاغة: الکتاب 53 وراجع دعائم الإسلام: 366:1.
  8. تحف العقول: 141.
  9. نهج البلاغة: الکتاب 53، تحف العقول: 132 وفيه «في في ء اللَّه» بدل «في اللَّه» وراجع دعائم الإسلام: 3571.
  10. نهج البلاغة: الکتاب 26.
  11. دعائم الإسلام: 252:1، بحارالأنوار: 7:85:96.