توزيع أموال العامّة بالسويّة











توزيع أموال العامّة بالسويّة



1504- الاختصاص- في بيان خصال وفضائل الإمام عليّ عليه السلام-: القسم بالسويّة، والعدل في الرعيّة؛ ولّي بيتَ مالِ المدينة عمّارَ بن ياسر وأباالهيثم بن التيّهان فکتب: العربي والقرشي والأنصاري والعجمي وکلّ من کان في الإسلام من قبائل العرب وأجناس العجم سواء.

فأتاه سهل بن حنيف بمولي له أسود، فقال: کم تعطي هذا؟ فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام: کم أخذتَ أنتَ؟ قال: ثلاثة دنانير، وکذلک أخذ الناس. قال: فأعطوا مولاه مثل ما أخذ؛ ثلاثة دنانير.[1] .

1505- الأمالي للطوسي عن إبراهيم بن صالح الأنماطي رفعه: لمّا أصبح عليّ عليه السلام بعد البيعة، دخل بيت المال، فدعا بمالٍ کان قد اجتمع، فقسّمه ثلاثة دنانير ثلاثة دنانير بين من حضر من الناس کلّهم. فقام سهل بن حنيف، فقال: يا أميرالمؤمنين، قد أعتقتُ هذا الغلام! فأعطاه ثلاثة دنانير؛ مثل ما أعطي سهل ابن حنيف.[2] .

[صفحه 195]

1506- الکافي عن أبي مخنف: أتي أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه رهطٌ من الشيعة، فقالوا: يا أميرالمؤمنين، لو أخرجتَ هذه الأموال ففرّقتَها في هؤلاء الرؤساء والأشراف، وفضّلتَهم علينا، حتي إذا استوسقت الاُمور عدتَ إلي أفضل ما عوّدکَ اللَّه من القسم بالسويّة، والعدل في الرعيّة!! فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: أتأمرونّي- ويحکم- أن أطلب النصر بالظلم والجور فيمن وُلّيتُ عليه من أهل الإسلام!! لا واللَّه، لا يکون ذلک ما سمر السمير، وما رأيتُ في السماء نجماً، واللَّه لو کانت أموالهم مالي لساويتُ بينهم، فکيف وإنّما هي أموالهم!![3] .

1507- الإمام عليّ عليه السلام- من خطبة له عندما عُوتب علي التسوية في الفي ء-: فأمّا هذا الفي ء فليس لأحد فيه علي أحد اُثْرَة،[4] قد فرغ اللَّه عزّ وجلّ من قَسمه، فهو مال اللَّه، وأنتم عباد اللَّه المسلمون، وهذا کتاب اللَّه، به أقررنا، وعليه شهدنا، وله أسلمنا، وعهد نبيّنا بين أظهرنا، فسلّموا رحمکم اللَّه، فمن لم يرضَ بهذا فليتولَّ کيف شاء.[5] .

1508- عنه عليه السلام- من کتابه إلي مصقلة بن هبيرة الشيباني عامله علي أردشير خُرّة-:[6] ألا وإنّ حقّ من قِبَلک وقِبَلنا من المسلمين في قسمة هذا الفي ء سواء، يَرِدون عندي عليه ويَصدرون عنه.[7] .

[صفحه 196]

1509- عنه عليه السلام- من کتابه إلي حذيفة بن اليمان والي المدائن-: آمُرک أن تُجبي خراج الأرضين علي الحقّ والنَّصَفَة، ولا تتجاوز ما قدّمتُ به إليک، ولا تدَع منه شيئاً، ولا تبتدِع فيه أمراً، ثمّ اقسمه بين أهله بالسويّة والعدل.[8] .

1510- الغارات عن أبي إسحاق الهمداني: إنّ امرأتين أتتا عليّاً عليه السلام عند القِسمة؛ إحداهما من العرب، والاُخري من الموالي، فأعطي کلّ واحدة خمسة وعشرين درهماً وکرّاً من الطعام.

فقالت العربيّة: يا أميرالمؤمنين، إنّي امرأة من العرب، وهذه امرأة من العجم! ! فقال عليّ عليه السلام: إنّي واللَّه لا أجد لبني إسماعيل في هذا الفي ء فضلاً علي بني إسحاق!![9] .

1511- أنساب الأشراف عن الحارث: کنتُ عند عليّ، فأتَته امرأتان، فقالتا: يا أميرالمؤمنين إنّنا فقيرتان مسکينتان. فقال: قد وجب حقّکما علينا وعلي کلّ ذي سعة من المسلمين إن کنتما صادقتين، ثمّ أمر رجلاً فقال: انطلق بهما إلي سوقنا، فاشتَرِ لکلّ واحدة منهما کرّاً من طعام وثلاثة أثواب- فذکر رداءً أو خماراً وإزاراً- وأعطِ کلّ واحدة منهما من عطائي مائة درهم.

فلمّا وَلّتا، سَفرت إحداهما وقالت: يا أميرالمؤمنين فضِّلني بما فضّلک اللَّه به وشرّفکَ! قال: وبماذا فضّلني اللَّهُ وشرّفني؟ قالت: برسول اللَّه صلي الله عليه و آله. قال: صدقتِ، وما أنتِ؟ قالت: أنا امرأة من العرب وهذه من الموالي. قال: فتناول شيئاً من الأرض، ثمّ قال: قد قرأتُ ما بين اللوحين فما رأيتُ لولد إسماعيل علي ولد

[صفحه 197]

إسحاق عليهماالسلام فضلاً ولا جناح بعوضة.[10] .

1512- أنساب الأشراف عن مصعب: کان عليّ يقسم بيننا کلّ شي ء، حتي يقسم العطور بين نسائنا.[11] .

1513- أنساب الأشراف عن الحارث: سمعت عليّاً يقول وهو يخطب: قد أمرنا لنساء المهاجرين بورس وإبر. قال: فأمّا الإبر فأخذها من ناس من اليهود ممّا عليهم من الجزية.[12] .

1514- فضائل الصحابة عن فضالة بن عبدالملک عن کريمة بنت همام الطابية: کان عليّ يقسم فينا الورس بالکوفة. قال فضالة: حملناه علي العدل منه رضي الله عنه.[13] .

1515- المناقب لابن شهر آشوب عن حکيم بن أوس: کان عليّ عليه السلام يبعث إلينا بزِقاق[14] العسل فيُقسّم فينا، ثمّ يأمر أن يلعقوه. واُتي إليه بأحمال فاکهة، فأمر ببيعها، وأن يطرح ثمنها في بيت المال.[15] .

1516- تاريخ دمشق عن کليب: قدم علي عليّ مالٌ من أصبهان، فقسمه علي سبعة أسهم، فوجد فيه رغيفاً، فکسره علي سبعة، وجعل علي کلّ قسم منها

[صفحه 189]

کسرة، ثمّ دعا اُمراء الأشياع فأقرع بينهم لينظر أيّهم يعطي أوّلاً.[16] .

1517- الغارات عن کليب الجرمي: کنتُ عند عليّ عليه السلام فجاءه مال من الجبل، فقام وقمنا معه، حتي انتهينا إلي خر بند جن[17] وجمّالين، فاجتمع الناس إليه، حتي ازدحموا عليه، فأخذ حبالاً فوصلها بيده وعقد بعضها إلي بعض، ثمّ أدارها حول المتاع، ثمّ قال: لا اُحلّ لأحدٍ أن يجاوز هذا الحبل. فقعدنا من وراء الحبل.

ودخل عليّ عليه السلام فقال: أين رؤوس الأسباع؟ فدخلوا عليه، فجعلوا يحملون هذا الجوالق إلي هذا الجوالق، وهذا إلي هذا، حتي قسّموه سبعة أجزاء.

قال: فوجد مع المتاع رغيفاً، فکسره سبع کِسَر، ثمّ وضع علي کلّ جزء کِسرَة، ثمّ قال:


هذا جنايَ وخيارُه فيه
إذ کُلّ جانٍ يدهُ إلي فيه


قال: ثمّ أقرع عليها، فجعل کلّ رجل يدعو قومه، فيحملون الجوالق.[18] .

1518- مروج الذهب: انتزع عليّ أملاکاً کان عثمانُ أقطعَها جماعةً من المسلمين، وقسّم ما في بيت المال علي الناس، ولم يفضّل أحداً علي أحد.[19] .

[صفحه 199]

1519- مروج الذهب- في ذکر حرب الجمل-: قَبضَ [عليّ عليه السلام] ما کان في معسکرهم من سلاح ودابّة ومتاع وآلة وغير ذلک فباعه، وقسّمه بين أصحابه، وأخذ لنفسه کما أخذ لکلّ واحد ممّن معه من أصحابه وأهله وولده؛ خمسمائة درهم.

فأتاه رجل من أصحابه، فقال: يا أميرالمؤمنين، إنّي لم آخذ شيئاً، وخلّفني عن الحضور کذا- وأدلي بعذر- فأعطاه الخمسمائة التي کانت له.[20] .

1520- الجمل: ثمّ نزل عليه السلام [بعد وقعة الجمل]، واستدعي جماعة من أصحابه، فمشوا معه حتي دخل بيت المال، وأرسل إلي القرّاء فدعاهم، ودعا الخزّان، وأمرهم بفتح الأبواب التي داخلها المال، فلمّا رأي کثرة المال قال:

هذا جنايَ وخيارُه فيه

ثمّ قسّم المال بين أصحابه، فأصاب کلّ رجل منهم ستّة آلاف ألف درهم، وکان أصحابه اثني عشر ألفاً، وأخذ هو عليه السلام کأحدهم. فبينا هم علي تلک الحالة إذ أتاه آتٍ، فقال: يا أميرالمؤمنين، إنّ اسمي سقط من کتابک، وقد رأيتُ من البلاء ما رأيت! فدفع سهمه إلي ذلک الرجل.[21] .

1521- الغارات عن المغيرة الضبّي: کان أشراف أهل الکوفة غاشّين لعليّ عليه السلام، وکان هَواهم مع معاوية؛ وذلک أنّ عليّاً کان لا يعطي أحداً من الفي ء أکثر من حقّه، وکان معاوية بن أبي سفيان جعل الشرف في العطاء ألفي درهم.[22] .

1522- الإمام عليّ عليه السلام- في ذمّ العاصين من أصحابه-: أوَليس عجباً أنّ معاوية

[صفحه 200]

يدعو الجُفاة الطغام فيتّبعونه علي غير معونة ولا عطاء، وأنا أدعوکم- وأنتم تريکة[23] الإسلام، وبقيّة الناس- إلي المعونة أو طائفة من العطاء، فتفرّقون عنّي وتختلفون عليَّ؟![24] .

1523- عنه عليه السلام- في قوم من أهل المدينة لحقوا بمعاوية-: قد عرفوا العدل ورأوه وسمعوه ووعوه، وعلموا أنّ الناس عندنا في الحقّ اُسوة، فهربوا إلي الاُثرة، فبُعداً لهم وسُحقاً.[25] .

راجع: السياسة الاجتماعيّة/إقامة العدل.

[صفحه 201]



صفحه 195، 196، 197، 189، 199، 200، 201.





  1. الاختصاص: 152، بحارالأنوار: 117:107:40.
  2. الأمالي للطوسي: 1457:686، المناقب لابن شهر آشوب: 111:2 عن مالک بن أوس بن الحدثان وفيه من «قام سهل...»، بحارالأنوار: 24:38:32.
  3. الکافي: 3:31:4، تحف العقول: 185، نثر الدرّ: 318:1 کلاهما نحوه وراجع الأمالي للمفيد: 6:175 والمناقب لابن شهر آشوب: 95:2.
  4. الاُثرَة والمأثَرَة والمأثُرَة: المکرمة (لسان العرب: 7:4).
  5. تحف العقول: 184؛ المعيار والموازنة: 112 وفيه «فليتبوّأ» بدل «فليتولّ»، شرح نهج البلاغة:40:7.
  6. أَرْدَشِير خُرَّه: من أجَلّ بقاع فارس، وقد بناها أردشير بابکان، ومنها مدينة شيراز ومِيمَنْد وکازرون، وهي بلدة قديمة (راجع معجم البلدان: 146:1).
  7. نهج البلاغة: الکتاب 43، بحارالأنوار: 712:516:33.
  8. إرشاد القلوب: 321، الدرجات الرفيعة: 289، بحارالأنوار: 3:88:28.
  9. الغارات: 70:1 وراجع الاختصاص: 151 والسنن الکبري: 12990:567:6 وکنز العمّال: 17095:610:6.
  10. أنساب الأشراف: 376:2.
  11. أنساب الأشراف: 374:2.
  12. أنساب الأشراف: 374:2.
  13. فضائل الصحابة لابن حنبل: 920:547:1، ذخائر العقبي: 191، الرياض النضرة: 221:3 وفيهما «الطائيّة» بدل «الطابية»؛ المناقب للکوفي: 559:77:2 عن کريمة بنت عقبة وليس فيه ذيله.
  14. الزِّقّ: کلّ وعاء اتُّخذ للشراب وغيره، وجمعه أزقاق، وزِقاق، وزُقّان (تاج العروس: 196:13).
  15. المناقب لابن شهر آشوب: 111:2، بحارالأنوار: 24:117:41.
  16. تاريخ دمشق: 476:42، فضائل الصحابة لابن حنبل: 913:545:1، الکامل في التاريخ: 442:2؛ الغارات: 51:1، المناقب لابن شهر آشوب: 112:2 کلّها نحوه وراجع حلية الأولياء: 300:7.
  17. کذا في المصدر، وفي هامشه: والظاهر- واللَّه العالم- أنّ العبارة کانت هکذا «خر بنده جن وجمّالين»، و«خر بنده جن» کلمة فارسيّة مرکّبة من کلمتي «خر» و«بنده» ومعناهما: صاحب الحمار ومؤجره ومکريه، وکلمة «جن» في آخرها علامة الجمع الفارسي؛ معرّب «گان» بالکاف الفارسيّة، و«خر بنده جن» معرّبة من «خر بندگان».
  18. الغارات: 52:1، بحارالأنوار: 10:60:100.
  19. مروج الذهب: 362:2.
  20. مروج الذهب: 380:2 وراجع شرح نهج البلاغة: 250:1.
  21. الجمل: 400 وراجع شرح نهج البلاغة: 250:1.
  22. الغارات: 44:1.
  23. التريکة: بيضة النعامة بعد أن يخرج منها الفرخ تترکها في مجثمها. والمراد: أنتم خَلَف الإسلام وعِوَض السَّلف.
  24. نهج البلاغة: الخطبة 180، الغارات: 291:1؛ تاريخ الطبري: 107:5 عن عبداللَّه بن فقيم، البداية والنهاية: 316:7 کلّها نحوه.
  25. نهج البلاغة: الکتاب 70، خصائص الأئمّة عليهم السلام: 113 وفيه من «وعلموا...»، بحارالأنوار: 714:521:33؛ أنساب الأشراف: 386:2 وفيه من «وعلموا...».