عدم التأخير في توزيع أموال العامّة











عدم التأخير في توزيع أموال العامّة



1491- أنساب الأشراف عن أبي صالح السمّان: رأيت عليّاً دخل بيت المال، فرأي فيه مالاً، فقال: هذا هاهنا والناس يحتاجون!! فأمر به فقسّم بين الناس، فأمر بالبيت فکُنس، فنُضح، وصلّي فيه.[1] .

1492- الغارات عن بکر بن عيسي- في ذکر سيرة الإمام عليّ عليه السلام-: إنّه کان يقسم ما في بيت المال، فلا تأتي الجمعةُ وفي بيت المال شي ء. ويأمر ببيت المال في کلّ عشيّة خميس فينضح بالماء، ثمّ يصلّي فيه رکعتين.[2] .

1493- الغارات عن مجمّع التيمي: إنّ عليّاً عليه السلام کان ينضح بيت المال، ثمّ يتنفّل فيه ويقول: اشهد لي يوم القيامة أنّي لم أحبس فيک المال علي المسلمين.[3] .

1494- فضائل الصحابة عن مجمّع التيمي: إنّ عليّاً کان يأمر ببيت المال فيُکنس، ثمّ ينضح، ثمّ يصلّي؛ رجاء أن يشهد له يوم القيامة أنّه لم يحبس فيه المال عن المسلمين.[4] .

[صفحه 191]

1495- تاريخ دمشق عن أبي حکيم صاحب الحفاء عن أبيه: إنّ عليّاً أعطي العطاء في سنة ثلاث مرّات، ثمّ أتاه مال من أصبهان، فقال: اغدوا إلي العطاء الرابع؛ إنّي لستُ لکم بخازن. قال: وقسم الحبال، فأخذها قوم، وردّها قوم.[5] .

1496- مروج الذهب- في حوادث سنة 38 ه-: قبض أصحابه [عليٍّ] عن عليّ في هذه السنة ثلاثة أرزاق- علي حسب ما کان يُحمل إليه من المال من أعماله-، ثمّ ورد عليه مال من أصبهان، فخطب الناس، وقال: اغدوا إلي عطاء رابع؛ فواللَّه ما أنا لکم بخازن.

وکان في عطائه اُسوة للناس؛ يأخذ کما يأخذ الواحد منهم.[6] .

1497- الأمالي للطوسي عن هلال بن مسلم الجحدري: سمعت جدّي جرّة- أو جوّة- قال: شهدت عليّ بن أبي طالب عليه السلام اُتي بمال عند المساء، فقال: اقسموا هذا المال. فقالوا: قد أمسينا يا أميرالمؤمنين! فأخّره إلي غدٍ. فقال لهم: تقبلون[7] لي أن أعيش إلي غدٍ؟ قالوا: ماذا بأيدينا! قال: فلا تؤخّروه حتي تقسموه، فاُتي بشمع، فقسموا ذلک المال من تحت ليلتهم.[8] .

1498- الغارات عن الضحّاک بن مزاحم عن الإمام عليّ عليه السلام: کان خليلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لا يحبس شيئاً لغد، وکان أبو بکر يفعل، وقد رأي عمر بن الخطّاب في ذلک أن دوّن الدواوين وأخّر المال من سنة إلي سنة، وأمّا أنا فأصنع کما صنع

[صفحه 192]

خليلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.

قال: وکان عليّ عليه السلام يعطيهم من الجمعة إلي الجمعة وکان يقول:


هذا جنايَ وخِيارهُ فِيه
إذ کُلُّ جانٍ يَدهُ إلي فِيه[9] .


1499- شرح نهج البلاغة عن عبدالرحمن بن عجلان: کان عليٌّ عليه السلام يقسم بين الناس الأبزار[10] والحرف[11] والکمُّون، وکذا وکذا.[12] .

1500- شرح نهج البلاغة عن الشعبي: دخلت الرحبة بالکوفة- وأنا غلامٌ- في غلمان، فإذا أنا بعليٍّ عليه السلام قائماً علي صبرتين[13] من ذهب وفضّة، ومعه مخفقةٌ، وهو يطرد الناس بمخفقته، ثمّ يرجع إلي المال فيُقسِّمه بين الناس، حتي لم يبقَ منه شي ءٌ.

ثمّ انصرف ولم يحمل إلي بيته قليلاً ولا کثيراً، فرجعت إلي أبي، فقلت له: لقد رأيتُ اليوم خير الناس أو أحمق الناس! قال: مَن هو يا بنيَّ؟ قلتُ: عليّ بن أبي طالب أميرالمؤمنين، رأيتُه يصنع کذا، فقصصتُ عليه، فبکي، وقال: يابنيَّ،

[صفحه 193]

بل رأيتَ خيرَ الناس.[14] .

1501- الإمام الباقر عليه السلام: إنّ عليّاً اُتي بالمال فأقعد بين يديه الوزّان والنقّاد، فکوَّم کومةً من ذهب، وکومةً من فضَّة، فقال: يا حمراء ويا بيضاء، احمرّي وابيضّي وغرّي غيري.


هذا جنايَ وخِيارهُ فِيه
وکلُّ جانٍ يَدهُ إلي فيه[15] .


1502- تاريخ دمشق عن أبي صالح السمّان: رأيتُ عليّاً دخل بيت المال، فرأي فيه شيئاً، فقال: لا[16] أري هذا هاهنا وبالناس إليه حاجةٌ!! فأمر به فقسِّم، وأمر بالبيت فکُنس ونضح، فصلّي فيه، أو قال[17] فيه؛ يعني نام.[18] .

1503- الدعوات: کان أميرالمؤمنين عليه السلام إذا أعطي ما في بيت المال أمر به فکُنس، ثمّ صلّي فيه، ثمّ يدعو، فيقول في دعائه: اللهمّ إنّي أعوذ بک من ذنب يحبط العمل، وأعوذ بک من ذنب يُعجِّل النِّقم، وأعوذ بک من ذنب يُغيّر النِّعم،

[صفحه 194]

وأعوذ بک من ذنب يمنع الرزق، وأعوذ بک من ذنب يمنع الدعاء، وأعوذ بک من ذنب يمنع التوبة، وأعوذ بک من ذنب يَهتِکُ العصمة، وأعوذ بک من ذنب يُورث الندم، وأعوذ بک من ذنب يحبس القِسم.[19] .



صفحه 191، 192، 193، 194.





  1. أنساب الأشراف: 371:2، تاريخ دمشق: 476:42.
  2. الغارات: 69:1 وراجع حلية الأولياء: 300:7.
  3. الغارات: 49:1؛ تاريخ الخلفاء: 213 نحوه وراجع المناقب للکوفي: 517:32:2.
  4. فضائل الصحابة لابن حنبل: 886:533:1، تاريخ الإسلام للذهبي: 643:3، تاريخ دمشق: 478:42، حلية الأولياء: 81:1، الاستيعاب: 1875:211:3 کلّها نحوه وراجع الغارات: 46:1.
  5. تاريخ دمشق: 477:42، الأموال: 673:284، کنز العمّال: 11703:584:4.
  6. مروج الذهب: 421:2.
  7. القَبالة: الکفالة، وقَبُل- بالضم-: إذا صار قَبيلاً؛ أي کفيلاً (لسان العرب: 544:11).
  8. الأمالي للطوسي: 904:404، تنبيه الخواطر: 173:2، المناقب لابن شهر آشوب: 95:2 عن سالم الجحدري وفيه إلي «حتي تقسموه».
  9. قال ابن الأثير: هذا مَثلٌ، أوّل من قاله عَمْرو ابن اُخت جَذِيمة الأبْرش؛ کان يجني الکَمْأة مع أصحابٍ له، فکانوا إذا وَجَدوا خِيارَ الکَمْأة أکلوها، وإذا وجدها عمروٌ جعلها في کُمِّه حتي يأتي بها خالَه. وقال هذه الکلمة فسارت مثلاً. وأراد عليٌّ رضي الله عنه بقَوْلها أنّه لم يَتَلطّخ بشي ء من فَي ء المسلمين بل وَضَعه مَواضِعَه (النهاية: 309:1)، الغارات: 47:1، بحارالأنوار: 9:60:100.
  10. البِزْر: التابَل، وجمعه: أبزار، وأبازير جمع الجمع (لسان العرب: 56:4).
  11. الحُرف: حَبُّ الرَّشاد، واحدته حُرفة. وقال الأزهري: حَبّ کالخردل (لسان العرب: 45:9).
  12. شرح نهج البلاغة: 199:2؛ الغارات: 60:1 عن عبدالرحمن بن عجلان عن جدّته وزاد فيه «يصرّه صرراً» بعد «الأبزار»، بحارالأنوار: 136:41.
  13. الصُّبرة: الکُدْس (لسان العرب: 441:4).
  14. شرح نهج البلاغة: 198:2؛ الغارات: 54:1، بحارالأنوار: 135:41.
  15. الأموال: 675:285 عن عبدالعزيز بن محمّد عن الإمام الصادق عليه السلام، حلية الأولياء: 81:1 عن علي بن ربيعة الوالبي، شرح نهج البلاغة: 126:19 من دون إسنادٍ إلي المعصوم وکلاهما نحوه، کنز العمّال: 36545:182:13؛ المناقب للکوفي: 541:53:2 عن سليمان بن بلال عن الإمام الصادق عنه عليهماالسلام وفيه «واُخري من ورق» بدل «وکومة من فضّة».
  16. في المصدر: «ألا»، والصحيح ما أثبتناه کما في تاريخ دمشق «ترجمة الإمام علي عليه السلام» تحقيق محمد باقر المحمودي (1219:180:3).
  17. القيلولة: الاستراحة نصف النهار، يقال: قال، يقيل، قيلولة (النهاية: 133:4).
  18. في الطبعة المعتمدة: «قام»، والصحيح ما أثبتناه کما في تاريخ دمشق «ترجمة الإمام عليّ عليه السلام، تحقيق محمد باقر المحمودي»، تاريخ دمشق: 476:42، مسند ابن جعد: 2145:315.
  19. الدعوات: 150:60، بحارالأنوار: 9:93:94.