الالتزام بالحقّ في معرفة الرجال
[صفحه 167] فقال له الحارث: لو کشفت- فداک أبي واُمّي- الريْنَ عن قلوبنا، وجعلتنا في ذلک علي بصيرةٍ من أمرنا. قال عليه السلام: قَدْک[4] فإنّک امرؤ ملبوس عليک. إنّ دِين اللَّه لا يعرف بالرجال، بل بآية الحقّ؛ فاعرف الحقّ تعرف أهله. يا حارث، إنّ الحقّ أحسن الحديث، والصادع به مجاهد.[5] . 1443- البيان والتبيين: نهض الحارث بن حَوطٍ الليثي إلي عليّ بن أبي طالب، وهو علي المنبر، فقال: أتظُنّ أنّا نظُنُّ أنّ طلحة والزبير کانا علي ضلال؟ قال: يا حارِ، إنّه ملبوسٌ عليک؛ إنّ الحقّ لا يعرف بالرجال؛ فاعرف الحقّ تعرفْ أهله!.[6] . راجع: القسم السادس/وقعة الجمل/تأهّب الإمام لمواجهة الناکثين/التباس الأمر علي من لا بصيرة له. [صفحه 169]
1442- الأمالي للمفيد عن الأصبغ بن نباتة: دخل الحارث الهمداني علي أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في نفرٍ من الشيعة وکنتُ فيهم، فجعل الحارث يتأوّد في مشيته، ويخبط[1] الأرض بمِحجَنه،[2] وکان مريضاً، فأقبل عليه أميرالمؤمنين عليه السلام- وکانت له منه منزلة- فقال: کيف تجدک يا حارث؟ فقال: نال الدهر يا أميرالمؤمنين منّي، وزادني اُواراً[3] وغليلاً اختصام أصحابک ببابک، قال: وفيمَ خصومتهم؟ قال: فيک وفي الثلاثة من قبلک، فمن مفرطٍ منهم غالٍ، ومقتصدٍ تالٍ ومن متردّد مرتاب، لا يدري أيقدم أم يحجم؟ فقال: حسبک يا أخا همدان، ألا إنّ خير شيعتي النمط الأوسط، إليهم يرجع الغالي، وبهم يلحق التالي.
صفحه 167، 169.