الالتزام بالحقّ في معرفة الرجال











الالتزام بالحقّ في معرفة الرجال



1442- الأمالي للمفيد عن الأصبغ بن نباتة: دخل الحارث الهمداني علي أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في نفرٍ من الشيعة وکنتُ فيهم، فجعل الحارث يتأوّد في مشيته، ويخبط[1] الأرض بمِحجَنه،[2] وکان مريضاً، فأقبل عليه أميرالمؤمنين عليه السلام- وکانت له منه منزلة- فقال: کيف تجدک يا حارث؟ فقال: نال الدهر يا أميرالمؤمنين منّي، وزادني اُواراً[3] وغليلاً اختصام أصحابک ببابک، قال: وفيمَ خصومتهم؟ قال: فيک وفي الثلاثة من قبلک، فمن مفرطٍ منهم غالٍ، ومقتصدٍ تالٍ ومن متردّد مرتاب، لا يدري أيقدم أم يحجم؟ فقال: حسبک يا أخا همدان، ألا إنّ خير شيعتي النمط الأوسط، إليهم يرجع الغالي، وبهم يلحق التالي.

[صفحه 167]

فقال له الحارث: لو کشفت- فداک أبي واُمّي- الريْنَ عن قلوبنا، وجعلتنا في ذلک علي بصيرةٍ من أمرنا. قال عليه السلام: قَدْک[4] فإنّک امرؤ ملبوس عليک. إنّ دِين اللَّه لا يعرف بالرجال، بل بآية الحقّ؛ فاعرف الحقّ تعرف أهله.

يا حارث، إنّ الحقّ أحسن الحديث، والصادع به مجاهد.[5] .

1443- البيان والتبيين: نهض الحارث بن حَوطٍ الليثي إلي عليّ بن أبي طالب، وهو علي المنبر، فقال: أتظُنّ أنّا نظُنُّ أنّ طلحة والزبير کانا علي ضلال؟ قال: يا حارِ، إنّه ملبوسٌ عليک؛ إنّ الحقّ لا يعرف بالرجال؛ فاعرف الحقّ تعرفْ أهله!.[6] .

راجع: القسم السادس/وقعة الجمل/تأهّب الإمام لمواجهة الناکثين/التباس الأمر علي من لا بصيرة له.

[صفحه 169]



صفحه 167، 169.





  1. الخبط: الضرب (المصباح المنير: 163).
  2. المِحْجَن: عصاً مُعقّفة الرأس کالصولجان، والميم زائدة (النهاية: 347:1).
  3. الاُوار- بالضمّ: حرارة النار والشمس والعطش (النهاية: 80:1).
  4. قَدْ: بمعني حَسْب، ويقال للمخاطب: قَدْک: أي حَسْبک (النهاية: 19:4).
  5. الأمالي للمفيد: 3:3، الأمالي للطوسي: 1292:625 وفيه «في شأنک والبليّة من قبلک» بدل «فيک وفي الثلاثة من قبلک» و«قالٍ» بدل «تالٍ»، بشارة المصطفي: 4 وفيه «والٍ» بدل «تالٍ»، تأويل الآيات الظاهرة: 11:6492، کشف الغمّة: 37:2 کلاهما نحوه. راجع: القسم التاسع/عليّ عن لسان الشعراء/السيّد الحميري.
  6. البيان والتبيين: 211:3؛ نثر الدرّ: 273:1، تاريخ اليعقوبي: 210:2 نحوه، وراجع نهج البلاغة: الحکمة 262 وروضة الواعظين: 39.