الجمع بين الشدّة واللين
1420- تاريخ اليعقوبي: کتب عليّ إلي عمر بن مسلمة الأرحبي: أمّا بعد، فإنّ دهاقين عملک شکوا غلظتک، ونظرت في أمرهم فما رأيت خيراً، فلتکن منزلتک بين منزلتين: جلباب لين، بطرف من الشدّة، في غير ظلم ولانقص؛ فإنّهم أحيونا صاغرين، فخذ ما لک عندهم وهم صاغرون، ولا تتّخذ من دون اللَّه وليّاً، فقد قال اللَّه عزّ وجلّ: «لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِکُمْ لَا يَأْلُونَکُمْ خَبَالًا»[3] وقال جلّ وعزّ في أهل الکتاب: «لَا تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَرَي أَوْلِيَآءَ» وقال تبارک [صفحه 157] وتعالي: «وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنکُمْ فَإِنَّهُ و مِنْهُمْ»[4] وقرِّعهم بخراجهم، وقابل في ورائهم، وإيّاک ودماءهم. والسلام[5] . 1421- الإمام عليّ عليه السلام- في کتابه إلي بعض عمّاله-: أمّا بعد، فإنّک ممّن أستظهر به علي إقامة الدين، وأقمع به نخوة الأثيم، وأسدّ به لهاة الثغر المخوف. فاستعن باللَّه علي ما أهمّک، واخلط الشدّة بضغث من اللين، وارفق ما کان الرفق أرفق، واعتزم بالشدّة حين لا تغني عنک إلّا الشدّة. واخفض للرعيّة جناحک، وابسط لهم وجهک، وألِن لهم جانبک. وآسِ بينهم في اللحظة والنظرة، والإشارة والتحيّة؛ حتي لا يطمع العظماء في حيفک، ولا ييأس الضعفاء من عدلک. والسلام.[6] . [صفحه 159]
1419- الإمام عليّ عليه السلام- في کتابه إلي بعض عمّاله-: أمّا بعد، فإنّ دهاقين[1] أهل بلدک شکوا منک غلظةً وقسوة، واحتقاراً وجفوة، ونظرت فلم أرَهم أهلاً لأن يُدْنَوا لشرکهم، ولا أن يُقصوا ويجفوا لعهدهم، فالبس لهم جلباباً من اللين تشوبه بطرف من الشدّة، وداوِل لهم بين القسوة والرأفة، وامزج لهم بين التقريب والإدناء، والإبعاد والإقصاء، إن شاء اللَّه.[2] .
صفحه 157، 159.