عقوبة الخونة من العمّال











عقوبة الخونة من العمّال



1414- الإمام عليّ عليه السلام- لمّا استدرک علي ابن هَرْمَة خيانة، وکان علي سوق الأهواز، فکتب إلي رِفاعة-: إذا قرأت کتابي فنحِّ ابن هرمة عن السوق، وأوقفْه للناس، واسجنْه ونادِ عليه، واکتب إلي أهل عملک تُعلمهم رأيي فيه، ولا تأخذک فيه غفلة ولا تفريط، فتهلک عند اللَّه، وأعزِلُک أخبث عزلة، واُعيذک باللَّه من ذلک.

فإذا کان يوم الجمعة فأخرِجه من السجن، واضربه خمسة وثلاثين سوطاً، وطف به إلي الأسواق، فمن أتي عليه بشاهد فحلّفه مع شاهده، وادفع إليه من

[صفحه 154]

مکسبه ما شهد به عليه، ومُرْ به إلي السجن مهاناً مقبوحاً منبوحاً،[1] واحزم رجليه بحزام، وأخرجه وقت الصلاة، ولا تحُل بينه وبين من يأتيه بمطعم أو مشرب أو ملبس أو مفرش، ولا تدع أحداً يدخل إليه ممّن يلقّنه اللَّدَد[2] ويرجّيه الخلوص.

فإن صحّ عندک أنّ أحداً لقّنه ما يضرّ به مسلماً، فاضربه بالدرّة، فاحبسه حتي يتوب، ومر بإخراج أهل السجن في الليل إلي صحن السجن ليتفرّجوا غير ابن هرمة إلّا أن تخاف موته فتخرجه مع أهل السجن إلي الصحن، فإن رأيت به طاقة أو استطاعة فاضربه بعد ثلاثين يوماً خمسة وثلاثين سوطاً بعد الخمسة والثلاثين الاُولي، واکتب إليَّ بما فعلت في السوق، ومن اخترت بعد الخائن، واقطع عن الخائن رزقه.[3] .

1415- عنه عليه السلام- من عهده إلي مالک الأشتر في مراقبة العمّال-: فإن أحد منهم بسط يده إلي خيانة اجتمعت بها أخبار عيونک، اکتفيت بذلک شاهداً، فبسطت عليه العقوبة في بدنه، وأخذته بما أصاب من عمله، ثمّ نصبته بمقام المذلّة، فوسمته بالخيانة، وقلّدته عار التُّهمَة.[4] .



صفحه 154.





  1. المنبوح: المشتوم. يقال: نبحتني کلابُک: أي لحقتني شتائمک (النهاية: 5:5).
  2. ما لي عنه محتدّ ولا ملتدّ أي بُدّ (لسان العرب: 390:3).
  3. دعائم الإسلام: 1892:532:2.
  4. نهج البلاغة: الکتاب 53، تحف العقول: 137، دعائم الإسلام: 361:1 نحوه.