مصقلة بن هبيرة











مصقلة بن هبيرة



1407- الإمام عليّ عليه السلام- في کتابه إلي مَصْقَلة بن هُبَيرة-: بلغني عنک أمر إن کنت فعلته فقد أتيت شيئاً إدّاً،[1] بلغني أنّک تقسم في ء المسلمين فيمن اعتفاک وتغشّاک من أعراب بکر بن وائل!

[صفحه 149]

فوالذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، وأحاط بکلّ شي ء علماً، لئن کان ذلک حقّاً لتجدنّ بک عليَّ هواناً، فلا تستهيننّ بحقّ ربّک، ولا تصلحنّ دنياک بفساد دينک ومحقه؛ فتکون من «الْأَخْسَرِينَ أَعْمَلاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا».:[2] .

1408- عنه عليه السلام- في کتابه إلي مَصْقَلة: أمّا بعد، فإنّ من أعظم الخيانة خيانة الاُمّة، وأعظم الغشّ علي أهل المصر غشّ الإمام، وعندک من حقّ المسلمين خمسمائة ألف، فابعث بها إليَّ ساعة يأتيک رسولي، وإلّا فأقبل حين تنظر في کتابي؛ فإنّي قد تقدّمت إلي رسولي إليک ألّا يدعک أن تُقيم ساعة واحدة بعد قدومه عليک إلّا أن تبعث بالمال، والسلام عليک.[3] .

1409- الغارات عن ذهل بن الحارث: دعاني مصقلة إلي رحله، فقدّم عشاءً فطعمنا منه، ثمّ قال: واللَّه إنّ أمير المؤمنين يسألني هذا المال، وواللَّه لا أقدر عليه، فقلت له: لو شئت لا يمضي عليک جمعة حتي تجمع هذا المال. فقال: واللَّه ما کنت لاُحمّلها قومي، ولا أطلب فيها إلي أحد.

ثمّ قال: أما واللَّه لو أنّ ابن هند يطالبني بها، أو ابن عفّان لترکها لي، ألم ترَ إلي ابن عفّان حيث أطعم الأشعث بن قيس مائة ألف درهم من خراج أذربيجان في کلّ سنة، فقلت: إنّ هذا لا يري ذلک الرأي، وما هو بتارک لک شيئاً، فسکت ساعة وسکتّ عنه، فما مکث ليلة واحدة بعد هذا الکلام حتي لحق بمعاوية،

[صفحه 150]

فبلغ ذلک عليّاً عليه السلام فقال: ماله؟! ترّحه[4] اللَّه! فَعَل فِعْل السيّد، وفرّ فرار العبد، وخان خيانة الفاجر! أما إنّه لو أقام فعجز ما زدنا علي حبسه؛ فإن وجدنا له شيئاً أخذناه، وإن لم نقدر له علي مال ترکناه، ثمّ سار إلي داره فهدمها.[5] .

راجع: القسم السادس عشر/مصقلة بن هبيرة.



صفحه 149، 150.





  1. الإدُّ: الأمر الفظيع العظيم (لسان العرب: 71:3).
  2. الکهف: 103 و 104، أنساب الأشراف: 389:2؛ نهج البلاغة: الکتاب 43 نحوه.
  3. تاريخ الطبري: 129:5، شرح نهج البلاغة: 145:3؛ الغارات: 364:1 وراجع نهج البلاغة: الکتاب 26.
  4. التَّرَح: ضدّ الفرح وهو الهلاک والانقطاع أيضاً (النهاية: 186:1).
  5. الغارات: 365:1؛ تاريخ الطبري: 129:5، تاريخ دمشق: 7450:272:58، الکامل في التاريخ: 421:2 وراجع أنساب الأشراف: 181:3 والبداية والنهاية: 310:7 والفتوح: 244:4.