الصدق في السياسة











الصدق في السياسة



الصدق في السياسة هو أهمّ أصل في السياسة الإداريّةللإمام أميرالمؤمنين عليه السلام،

[صفحه 22]

وهو رمز النفوذ الخلّاق والجاذبيّة الخالدة للحکم العلوي، والحدّ الفاصل بين تخوم السياستين العلويّة والاُمويّة، فإنّه لا معني للصدق ولا مکان له في قاموس السياسة الاُمويّة، والکذب هو الأداة الأساسيّة في ضروب الفعّاليّة السياسيّة عند السياسييّن المحترفين.

يذکر الإمام الخميني أنّ أحد مسؤولي النظام الملکي السابق زاره عندما کان في السجن، وقال له: «إنَّ السياسة خبث وکذب وخداع... وهي بلاء سيّئ، اترکوا ذلک لنا»!

يضيف الإمام الخميني في تتمّة الواقعة: «صحيحٌ ما يقوله؛ فلئن کانت السياسة لا تعني إلّا هذه الاُمور، فهي من شؤونهم».[1] أجل، إذا ما حذف الکذب عن السياسة في عالَم السياسييّن المحترفين فلن يبقي منها شي ء.

أمّا في قاموس السياسة العلويّة فإنّ الصدق أوّل شروط الحکم والتأهّل السياسي، فإذا لم يکن ثَمَّ وجود للصدق السياسي فلن يکون هناک معني لسيادة الحقّ، وحاکميّة القانون، وحقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعيّة، وجميع البرامج والسياسات البنّاءة التي سنشير لها بعدئذٍ، حيث تتحوّل بأجمعها إلي کلمات فارغة لا معني لها، وتنقلب إلي أداة للابتزاز والتعدّي علي حقوق الناس أکثر.

في نهج السياسة العلويّة لا يجوز توظيف الحيل السياسيّة إلّا في مورد واحد هو الحرب، والحرب هي الاستثناء الوحيد للّجوء إلي الخديعة، کما سيأتي توضيح ذلک أثناء الحديث عن السياسة الحربيّة للإمام عليه السلام.

[صفحه 23]



صفحه 22، 23.





  1. ولاية الفقيه: 192 و 193.