اختيار العيون لمراقبة العمّال











اختيار العيون لمراقبة العمّال



1392- الإمام عليّ عليه السلام- في کتابه إلي کعب بن مالک-:[1] أمّا بعد؛ فاستخلف علي عملک، واخرج في طائفة من أصحابک حتي تمرّ بأرض کورة السواد،[2] فتسأل

[صفحه 139]

عن عمّالي، وتنظر في سيرتهم فيما بين دجلة والعُذيب،[3] ثمّ ارجع إلي البِهقُباذات[4] فتولّ معونتها، واعمل بطاعة اللَّه فيما ولّاک منها.

واعلم أنّ کلّ عمل ابن آدم محفوظ عليه مجزيّ به، فاصنع خيراً صنع اللَّه بنا وبک خيراً، وأعلمني الصدق فيما صنعت. والسلام.[5] .

1393- عنه عليه السلام- في عهده إلي مالک الأشتر-: ثمّ انظر في اُمور عمّالک فاستعملهم اختباراً... ثمّ تفقّد أعمالهم، وابعث العيون من أهل الصدق والوفاء عليهم؛ فإنّ تعاهدَک في السرّ لاُمورهم حَدْوَةٌ[6] لهم علي استعمال الأمانة، والرفق بالرعيّة، وتحفّظ من الأعوان؛ فإن أحدٌ منهم بسط يده إلي خيانة اجتمعت بها عليه عندک أخبار عيونک، اکتفيت بذلک شاهداً، فبسطت عليه العقوبة في بدنه، وأخذته بما أصاب من عمله، ثمّ نصبته بمقام المذلّة، ووسمته بالخيانة، وقلّدته عار التُّهمَةَ.[7] .

1394- عنه عليه السلام- في عهده إلي مالک الأشتر (في مراقبة الجنود)-: ثمّ لا تدَع أن يکون لک عليهم عيون[8] من أهل الأمانة والقول بالحقّ عند الناس، فيثبتون بلاء کلّ ذي بلاء منهم ليثِق اُولئک بعلمک ببلائهم.[9] .

[صفحه 140]



صفحه 139، 140.





  1. الظاهر أنّ الصحيح «مالک بن کعب» لعدم وجود عامل للإمام عليه السلام باسم کعب بن مالک، بل کعب بن مالک ممّن لم يبايع الإمام، ولکن مالک بن کعب من عمّاله الذي يعتمد عليه وهو عامل علي عين التمروبِهْقُباذات.
  2. السَّواد: أراضي وقري العراق وضياعها التي افتتحها المسلمون علي عهد عمر بن الخطّاب، سمّي بذلک لسواده بالزروع والنخيل والأشجار (راجع معجم البلدان: 272:3).
  3. العُذَيْب: ماء لبني تميم، وهو أوّل ماء يلقاه الإنسان بالبادية إذا سار من قادسيّة الکوفة يريد مکّة (تقويم البلدان: 79).
  4. بِهْقُباذ: اسم لثلاث کُور ببغداد من أعمال سقي الفرات (معجم البلدان: 516:1).
  5. تاريخ اليعقوبي: 204:2.
  6. حدوة لهم: أي باعث ومحرّض لهم والحدو في الأصل: سوق الإبل والغناء لها (بحارالأنوار: 625:33).
  7. نهج البلاغة: الکتاب 53، تحف العقول: 137، دعائم الإسلام: 361:1 کلاهما نحوه.
  8. العَين: الذي يُبعث ليتَجسّس الخبرَ (لسان العرب: 301:13).
  9. تحف العقول: 133.