عدم استعمال الخائن والعاجز











عدم استعمال الخائن والعاجز



1382- الإمام عليّ عليه السلام: إنّ المغيرة بن شعبة قد کان أشار عليَّ أن أستعمل معاوية

[صفحه 136]

علي الشام وأنا بالمدينة، فأبيت ذلک عليه، ولم يکن اللَّه ليراني أتّخذ المضلّين عضداً.[1] .

1383- عنه عليه السلام- في عهده إلي مالک الأشتر-: إنّ شرّ وزرائک من کان للأشرار قبلک وزيراً، ومن شرکهم في الآثام؛ فلا يکوننّ لک بطانة؛ فإنّهم أعوان الأَثَمة وإخوان الظَّلَمة، وأنت واجد منهم خير الخلف ممّن له مثل آرائهم ونفاذهم، وليس عليه مثل آصارهم وأوزارهم وآثامهم ممّن لم يعاون ظالماً علي ظلمه، ولا آثماً علي إثمه. اُولئک أخفّ عليک مؤونة، وأحسن لک معونة، وأحني عليک عطفاً، وأقلّ لغيرک إلفاً، فاتّخذ اُولئک خاصّة لخلواتک وحَفَلاتک.[2] .

1384- عنه عليه السلام- من کتابه إلي رِفاعة قاضيه علي الأهواز-: اعلم يا رفاعة أنّ هذه الإمارة أمانة؛ فمن جعلها خيانةً فعليه لعنة اللَّه إلي يوم القيامة، ومن استعمل خائناً فإنّ محمّداً صلي الله عليه و آله بري ء منه في الدنيا والآخرة.[3] .

1385- عنه عليه السلام- يصف الإمام الحقّ-: وقد علمتم أنّه لا ينبغي أن يکون الوالي علي الفروج والدماء والمغانم والأحکام وإمامة المسلمين البخيلَ؛ فتکون في أموالهم نَهْمَته، ولا الجاهل؛ فيضلّهم بجهله، ولا الجافي؛

[صفحه 137]

فيقطعهم بجفائه، ولا الحائف للدُّوَل؛ فيتّخذ قوماً دون قوم، ولا المرتشي في الحکم؛ فيذهب بالحقوق، ويقف بها دون المَقاطِع،[4] ولا المعطّل للسنّة؛ فيُهلِک الاُمّة.[5] .

1386- عنه عليه السلام- في الحکم المنسوبة إليه: من فسدت بطانته کان کمن غصّ بالماء؛ فإنّه لو غصّ بغيره لأساغ الماء غصّته.[6] .

1387- عنه عليه السلام:آفة الأعمال عجز العمّال.[7] .

1388- عنه عليه السلام:لا تتّکل في اُمورک علي کسلان.[8] .

1389- عنه عليه السلام:من خانَه وزيره فسد تدبيره.[9] .

1390- عنه عليه السلام:کِذْب السفيرِ يولّد الفساد، ويفوّت المراد، ويُبطل الحزم ويَنقُض العزم.[10] .

[صفحه 138]



صفحه 136، 137، 138.





  1. إشارة إلي الآية 51 من سورة الکهف، وقعة صفّين: 52 عن الجرجاني؛ الإمامة والسياسة: 116:1، تاريخ دمشق: 131:59 وراجع الخصال: 58:379 والاختصاص: 177.
  2. حَفَل القومُ يَحفِلون حَفْلاً واحتَفَلُوا: اجتمعوا واحتشدوا (لسان العرب: 157:11)، نهج البلاغة: الکتاب 53، تحف العقول: 129، دعائم الإسلام: 355:1 کلاهما نحوه.
  3. دعائم الإسلام: 1890:531:2، نهج السعادة: 33:5.
  4. المَقاطِع: جمع مقطع وهو ما ينتهي الحق إليه أي لا تصل الحقوق إلي أربابها لأجل ما أخذ من الرشوة عليها (شرح نهج البلاغة: 266:8).
  5. نهج البلاغة: الخطبة 131 وراجع دعائم الإسلام: 1886:531:2.
  6. شرح نهج البلاغة: 526:308:20.
  7. غرر الحکم: 3958، عيون الحکم والمواعظ: 3711:181.
  8. غرر الحکم: 10205، عيون الحکم والمواعظ: 9384:518.
  9. غرر الحکم: 8054، عيون الحکم والمواعظ: 7430:432.
  10. غرر الحکم: 7259، عيون الحکم والمواعظ: 6724:397. قد تخطر علي بال بعضٍ هذه الشبهة؛ وهي أنّ الإمام عليّاً عليه السلام کان يؤکّد علي اختيار الصلحاء ويحذّر من استعمال الخائن والعاجز. فکيف کان بين عمّاله وولاته أشخاص غير صالحين؟ فقد کان بعض عمّاله کزياد بن أبيه، والمنذر بن الجارود، والنعمان بن عجلان وغيرهم خائنين، وفيما هناک کان آخرون کعبيد اللَّه بن عبّاس وأبي أيّوب وغيرهم يفتقدون لعنصر الکفاءة والتدبير. فلماذا استعملهم؟ ولماذا عزل رجلاً متديناً ومدبّراً کقيس بن سعد، وولّي مکانه محمّد بن أبي بکر وهو شابّ عديم التجربة؟

    جاء جواب الشبهة الاُولي في مدخل القسم السادس عشر (طائفة من عمّاله وأصحابه).

    أمّا الشبهة الثانية فقد وردت ضمن سيرة قيس بن سعد، وجاء الجواب عنها تفصيليّاً في القسم السادس عشر أيضاً.