انتخاب العمّال الصالحين











انتخاب العمّال الصالحين



1380- الإمام عليّ عليه السلام- في عهده إلي مالک الأشتر-: لکلٍّ علي الوالي حقّ بقدر ما يصلحه، وليس يخرج الوالي من حقيقة ما ألزمه اللَّه من ذلک إلّا بالاهتمام والاستعانة باللَّه، وتوطين نفسه علي لزوم الحقّ، والصبر عليه فيما خفّ عليه أو ثقل.

فولِّ من جنودک أنصحهم في نفسک للَّه ولرسوله ولإمامک، وأنقاهم جيباً، وأفضلهم حلماً، ممّن يبطئ عن الغضب، ويستريح إلي العذر، ويرأف بالضعفاء، وينبو[1] علي الأقوياء، وممّن لا يثيره العنف، ولا يقعد به الضعف.

ثمّ الصَق بذوي المروءات والأحساب، وأهل البيوتات الصالحة، والسوابق الحسنة؛ ثمّ أهل النجدة والشجاعة، والسخاء والسماحة؛ فإنّهم جِماع من الکرم، وشُعَب من العُرْف. ثمّ تفقّد من اُمورهم ما يتفقّده الوالدان من ولدهما...

ثمّ انظر في اُمور عمّالک فاستعملهم اختباراً، ولا تولّهم محاباة وأثَرَة، فإنّهما جِماع من شُعَب الجور والخيانة، وتَوَخَّ منهم أهل التجربة والحياء من أهل

[صفحه 135]

البيوتات الصالحة، والقدم في الإسلام المتقدّمة؛ فإنّهم أکرم أخلاقاً، وأصحّ أعراضاً، وأقلّ في المطامع إشراقاً، وأبلغ في عواقب الاُمور نظراً...

ثمّ لا يکن اختيارک إيّاهم علي فِراستک، واستنامتک،[2] وحسن الظنّ منک؛ فإنّ الرجال يتعرّضون لفِراسات الولاة بتصنّعهم وحسن خدمتهم، وليس وراء ذلک من النصيحة والأمانة شي ء، ولکن اختبرهم بما ولّوا للصالحين قبلک، فاعمِد لأحسنهم کان في العامّة أثراً، وأعرَفِهم بالأمانة وجهاً؛ فإنّ ذلک دليل علي نصيحتک للَّه ولمن ولّيت أمره.

واجعل لرأس کلّ أمر من اُمورک رأساً منهم لا يقهره کبيرها، ولا يتشتّت عليه کثيرها، ومهما کان في کتّابک من عيب فتغابيت[3] عنه اُلزمته.[4] .

1381- عنه عليه السلام- في عهده إلي مالک الأشتر-: فاصطَفِ لولاية أعمالک أهل الورع والعلم والسياسة.[5] .

راجع: الاصلاحات العلويّة/عزل عمّال عثمان.



صفحه 135.





  1. نَبا فُلان عن فلان: لم ينقَد له، ونَبابي فلان نَبْواً: إذا جَفاني (لسان العرب: 302:15).
  2. استنام: سَکَن (لسان العرب: 596:12).
  3. تغابي: أي تغافلَ وتبالَهَ (النهاية: 342:3).
  4. نهج البلاغة: الکتاب 53، تحف العقول: 132 و ص 137 و 139، دعائم الإسلام: 357:1 و ص 361 و 365 کلاهما نحوه.
  5. تحف العقول: 137، دعائم الإسلام: 361:1.