الخضوع للقضاء

396- الکامل في التاريخ عن الشعبي: وجد عليٌّ درعاً له عند نصراني، فأقبل به إلي شُرَيْح وجلس إلي جانبه، وقال: لو کان خصمي مسلماً لساويته، وقال: هذه درعي. فقال النصراني: ماهي إلّا درعي، ولِمَ يکذب أميرالمؤمنين؟ فقال شريح لعليّ: ألک بيّنة؟ قال: لا، وهو يضحک. فأخذ النصراني الدرع ومشي يسيراً ثمّ عاد وقال:

أشهد أنّ هذه أحکام الأنبياء، أميرالمؤمنين قدّمني إلي قاضيه، وقاضيه يقضي عليه!

ثمّ أسلم واعترف أنّ الدرع سقطت من عليّ عند مسيره إلي صفّين، ففرح عليّ بإسلامه ووهب له الدرعَ وفرساً، وشهد معه قتال الخوارج[1] .

397- الغارات عن الشعبي: وجد عليّ عليه السلام درعاً له عند نصراني، فجاء به إلي شريح يخاصمه إليه، فلمّا نظر إليه شريح ذهب يتنحّي فقال: مکانَک، وجلس إلي جنبه، وقال: يا شريح، أما لو کان خصمي مسلماً ما جلست إلّا معه! ولکنّه نصراني؛وقال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله: «إذا کنتم وإيّاهم في طريق فألجؤوهم إلي مضايقه،

[صفحه 525]

وصغّروا بهم کما صغّر اللَّه بهم في غير أن تظلموا».

ثمّ قال عليّ عليه السلام: إنّ هذه درعي لم أبِع ولم أهَب. فقال للنصراني: ما يقول أميرالمؤمنين؟ فقال النصراني: ما الدرع إلّا درعي، وما أميرالمؤمنين عندي بکاذب. فالتفت شريح إلي عليّ عليه السلام فقال: يا أميرالمؤمنين، هل من بيّنة؟ قال: لا.

فقضي بها للنصراني، فمشي هنيّة ثمّ أقبل فقال:

أمّا أنا فأشهد أنّ هذه أحکام النبيّين، أميرالمؤمنين يمشي بي إلي قاضيه، وقاضيه يقضي عليه! أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وحده لا شريک له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، الدرع واللَّهِ درعک يا أميرالمؤمنين؛ انبعث الجيش وأنت منطلق إلي صفّين، فخرّت من بعيرک الأورَق، فقال: أمّا إذا أسلمت فهي لک، وحمله علي فرس[2] .

398- ربيع الأبرار: استعدي رجلٌ عمرَ علي عليّ، وعليٌّ جالس، فالتفت عمر إليه فقال: يا أبا الحسن، قم فاجلس مع خصمک، فقام فجلس مع خصمه فتناظرا،وانصرف الرجل، فرجع عليّ إلي مجلسه، فتبيّن عمر التغيّر في وجهه، فقال:

يا أبا الحسن، ما لي أراک متغيّراً؟ أکرِهت ما کان؟

قال: نعم.

قال: وما ذاک؟

قال: کنّيتني بحضرة خصمي، فألّا قلت لي: يا عليّ، قم فاجلس مع خصمک؟

فأخذ عمر برأس عليّ فقبّل بين عينيه، ثمّ قال: بأبي أنتم، بکم هدانا اللَّه، وبکم أخرجنا من الظلمات إلي النور[3] .

[صفحه 526]

صفحه 525، 526.

• تسليم در برابر داوري

---

1. الکامل في التاريخ 443:2، جواهر المطالب 127:2.
2. الغارات 124:1، بحارالأنوار 4:290:101؛ البداية والنهاية 4:8 نحوه.
3. ربيع الأبرار 595:3، المناقب للخوارزمي 99:98 عن عبد اللَّه بن عبّاس، شرح نهج البلاغة 65:17 کلاهما نحوه.