امّ كلثوم











امّ کلثوم



272- الاختصاص: بُعث إليه [عليٍّ عليه السلام] من البصرة من غوص البحر بتحفة لا يُدري ما قيمتها، فقالت له ابنته اُمّ کلثوم: يا أميرالمؤمنين، أتجمّل به ويکون في عنقي؟ فقال: يا أبا رافع، أدخله إلي بيت المال؛ ليس إلي ذلک سبيل حتي لا تبقي امرأة من المسلمين إلّا ولها مثل ذلک![1] .

273- المصنّف عن أبي رافع: کنت خازناً لعليّ، قال: زيّنت ابنته بلؤلؤة من المال قد عرفها، فرآها عليها، فقال: من أين لها هذه؟ إنّ للَّه عليَّ أن أقطع يدها. قال: فلمّا رأيت ذلک قلت: يا أميرالمؤمنين، زيّنت بها بنت أخي، ومن أين کانت تقدر عليها! فلمّا رأي ذلک سکت[2] .

[صفحه 430]

274- تهذيب الأحکام عن عليّ بن أبي رافع: کنت علي بيت مال عليّ بن أبي طالب عليه السلام وکاتبَه، وکان في بيت ماله عقد لؤلؤ کان أصابه يوم البصرة، قال: فأرسلت إليَّ بنت عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

فقالت لي: بلغني أنّ في بيت مال أميرالمؤمنين عليه السلام عقد لؤلؤٍ وهو في يدک، وأنا اُحبّ أن تعيرنيه أتجمّل به في أيّام عيد الأضحي، فأرسلتُ إليها: عارية مضمونة مردودة يا بنت أميرالمؤمنين؟

فقالت: نعم، عارية مضمونة مردودة بعد ثلاثة أيّام، فدفعته إليها. وإنّ أميرالمؤمنين عليه السلام رآه عليها فعرفه.

فقال لها: من أين صار إليک هذا العقد؟

فقالت: استعرته من عليّ بن أبي رافع خازن بيت مال أميرالمؤمنين لأتزيّن به في العيد ثمّ أردّه.

قال: فبعث إليّ أميرالمؤمنين عليه السلام فجئته،.

فقال لي: أتخون المسلمين يابن أبي رافع؟!

فقلت له: معاذ اللَّه أن أخون المسلمين!

فقال: کيف أعرت بنت أميرالمؤمنين العقد الذي في بيت مال المسلمين بغير إذني ورضاهم؟!

فقلت: يا أميرالمؤمنين، إنّها ابنتک وسألتني أن أُعيرها إيّاه تتزيّن به؛ فأعرتها إيّاه عارية مضمونة مردودة، فضمنته في مالي، وعليَّ أن أردّه سليماً إلي موضعه. قال: فرُدّه من يومک، وإيّاک أن تعود لمثل هذا فتنالک عقوبتي! ثمّ قال: اُوْلي لابنتي لو کانت أخذت العقد علي غير عارية مضمونة مردودة لکانت إذاً أوّل هاشميّة قطعت يدها في سرقة.

قال: فبلغ مقالته ابنته، فقالت له:

يا أميرالمؤمنين، أنا ابنتک وبضعة منک، فمن أحقّ بلبسه منّي!

فقال لها أميرالمؤمنين عليه السلام: يا بنت عليّ بن أبي طالب! لا تذهبنّ بنفسک عن الحقّ، أکُلّ نساء المهاجرين تتزيّن في هذا العيد بمثل هذا؟!

قال: فقبضتُه منها ورددته إلي موضعه[3] .

[صفحه 431]


صفحه 430، 431.








  1. الاختصاص: 151، بحارالأنوار 106:40 نقلاً عن کتاب ابن دأب.
  2. المصنّف لابن أبي شيبة 6:622:7، تاريخ الطبري 156:5 نحوه.
  3. تهذيب الأحکام 606:151:10، تنبيه الخواطر 3:2 وراجع المناقب لابن شهر آشوب 108:2.