الحسن والحسين











الحسن والحسين



267- أنساب الأشراف عن داود بن أبي عوف عن رجل من خثعم: رأيت الحسن والحسين عليهماالسلام يأکلان خبزاً وخلّاً وبقلاً، فقلت: أ تأکلان هذا وفي الرُّحْبة ما فيها! فقالا: ما أغفلک عن أميرالمؤمنين![1] .

268- شرح نهج البلاغة عن خالد بن معمر السدوسي- لعلباء بن الهيثم-: ماذا تؤمّل عند رجل أردته علي أن يزيد في عطاء الحسن والحسين دريهمات يسيرة ريثما يَرْأبان بها ظَلَف عيشهما، فأبي وغضب فلم يفعل![2] .

269- فضائل الصحابة عن أبي صالح: دخلت علي اُمّ کلثوم بنت عليّ فإذا هي تمشّط في ستر بيني وبينها، فجاء حسن وحسين فدخلا عليها وهي جالسة تمتشط فقالا: أ لا تطعمون أبا صالح شيئاً؟ قال: فأخرجوا لي قصعة فيها مرق بحبوب، قال: فقلت: تطعموني[3] هذا وأنتم اُمراء! فقالت اُمّ کلثوم: يا أبا صالح، کيف لو رأيت أميرالمؤمنين- يعني عليّاً- واُتي باُتْرُجّ فذهب حسن يأخذ منه اُترُجّة فنزعها من يده، ثمّ أمر به فقُسم بين الناس![4] .

270- تاريخ دمشق عن عبد اللَّه بن أبي سفيان: أهدي إليّ دهْقان من دهاقين السواد بُرداً، وإلي الحسن والحسين برداً مثله، فقام عليّ يخطب بالمدائن[5] يوم الجمعة، فرآه عليهما، فبعث إليّ وإلي الحسن والحسين فقال: ما هذان البردان؟ قال: بعث إليّ وإلي الحسين دهقان من دهاقين السواد. قال: فأخذهما فجعلهما في بيت المال[6] .

271- الإمام الباقر عليه السلام: کسا عليّ عليه السلام الناس بالکوفة، وکان في الکسوة بُرْنُس خزّ، فسأله إيّاه الحسن، فأبي أن يعطيه إيّاه، وأسهم عليه بين المسلمين، فصار لفتي من همْدان، فانقلب به الهمداني، فقيل له: إنّ حسناً کان سأله أباه فمنعه إيّاه، فأرسل به الهمداني إلي الحسن عليه السلام فقبله.[7] [8] .

[صفحه 428]


صفحه 428.








  1. أنساب الأشراف 375:2، الورع لابن أبي الدنيا 129:90 نحوه؛ المناقب لابن شهر آشوب 108:2.
  2. شرح نهج البلاغة 250:10.
  3. کذا في المصدر، وفي ذخائر العقبي والرياض النضرة «تطعمون»، ولعلّه أنسب.
  4. فضائل الصحابة لابن حنبل 901:540:1، المصنّف لابن أبي شيبة 7:156:8 نحوه، ذخائر العقبي 191، الرياض النضرة 221:3.
  5. المَدَائِن: أصل تسميتها هي: المدائن السبعة، وکانت مقرّ ملوک الفرس. وهي تقع علي نهر دجلة من شرقيّها تحت بغداد علي مرحلة منها. وفيها إيوان کسري. فُتحت هذه المدينة في (14 ه. ق) علي يد المسلمين (راجع تقويم البلدان:302).
  6. تاريخ دمشق: «ترجمة الإمام علي عليه السلام» تحقيق محمد باقر المحمودي (1223 182:3).
  7. قرب الإسناد 537:148 عن أبي البختري عن الإمام الصادق عليه السلام، بحارالأنوار 4:104:41.
  8. إنّ الإمام عليّاً والحسن والحسين عليهم السلام کلّهم معصومون؛ فلا يصدر منهم خطأ أو سهو أبداً، کما أنّهم لم يقوموا بأعمال متضاربة متناقضة، ولا يُخطّئ أحدهم الآخر.

    من هنا؛ إذا رأينا نصوصاً تنافي عصمتهم ولم تحتمل التوجيه العقلي، فهي منحولة مرفوضة. ويبدو أنّ النصّ الأخير وحده في هذه المجموعة يستدعي التأمّل، فقد ورد في سنده اسم (أبو البختري) وهو مضعّف، وما انفرد به مردود.

    ومن الطبيعي أنّنا يمکن أن نعرض توجيهاً عامّاً آخر أيضاً، وهو أنّ طلب سهم إضافيّ من بيت المال لم يکن هدفهم الحقيقيّ، بل کان يهمّهم أن يعرضوا للناس جميعهم المثل الأعلي للحکومة الإسلاميّة؛ وفي تلک الحکومة لاامتيازَ لأحدٍ في مصرف بيت المال حتي لوکان الإمام الحسن عليه السلام نفسه.