الالتزام بالقانون











الالتزام بالقانون



89- الإمام الباقر عليه السلام: أخذ [عليّ عليه السلام] رجلاً من بني أسد في حدّ، فاجتمع قومه ليکلّموا فيه، وطلبوا إلي الحسن أن يصحبهم، فقال: ائتوه فهو أعلي بکم عيناً، فدخلوا عليه وسألوه، فقال: لا تسألوني شيئاً أملک إلّا أعطيتکم، فخرجوا يرون أنّهم قد أنجحوا، فسألهم الحسن، فقالوا: أتينا خير مأتيّ. وحکوا له قوله، فقال: ما کنتم فا علين إذا جلد صاحبکم فاصنعوه، فأخرجه عليّ فحدّه، ثمّ قال: هذا واللَّه لست أملکه[1] .

90- الغارات- في ذکر النجاشي الشاعر-: کان شاعر عليّ عليه السلام بصفّين، فشرب الخمر بالکوفة، فحدّه أميرالمؤمنين عليه السلام، فغضب ولحق بمعاوية وهجا عليّاً عليه السلام...

لمّا حدّ عليّ عليه السلام النجاشي غضب لذلک من کان مع عليّ من اليمانيّة، وکان

[صفحه 275]

أخصّهم به طارق بن عبد اللَّه بن کعب بن اُسامة النهدي، فدخل علي أميرالمؤمنين عليه السلام فقال: يا أميرالمؤمنين، ما کنّا نري أنّ أهل المعصية والطاعة وأهل الفرقة والجماعة عند ولاة العدل ومعادن الفضل سيّان في الجزاء، حتي رأيتُ ما کان من صنيعک بأخي الحارث، فأوغرتَ صدورنا، وشتّتّ اُمورنا، وحملَتنا علي الجادّة التي کنّا نري أنّ سبيل من رکبها النار.

فقال عليّ عليه السلام: «وَ إِنَّهَا لَکَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَي الْخَشِعِينَ»[2] ، يا أخا بني نهد، وهل هو إلّا رجل من المسلمين انتهک حرمة من حرم اللَّه فأقمنا عليه حدّاً کان کفّارته، إنّ اللَّه تعالي يقول: «وَلَا يَجْرِمَنَّکُمْ شَنََانُ قَوْمٍ عَلَي أَلَّا تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَي»[3] .

راجع: السياسة القضائيّة/إقامة الحدود علي القريب والبعيد.

[صفحه 276]


صفحه 275، 276.








  1. المناقب لابن شهر آشوب 147:2، دعائم الإسلام 1547:443:2 نحوه، بحارالأنوار 1:9:41.
  2. البقرة: 45.
  3. المائدة: 8. الغارات 533:2 و ص 539، المناقب لابن شهر آشوب 147:2 نحوه، بحارالأنوار 2:9:41؛ شرح نهج البلاغة 89:4 نحوه.