كراهة الإمام للحكومة











کراهة الإمام للحکومة



5- الإمام عليّ عليه السلام- في خطبته بعد البيعة-: أمّا بعد، فإنّي قد کنتُ کارهاً لهذه الولاية- يعلم اللَّه في سماواته وفوق عرشه- علي اُمّة محمّد صلي الله عليه وآله، حتي اجتمعتم علي ذلک، فدخلتُ فيه[1] .

6- تاريخ الطبري عن أبي بشير العابدي: کنت بالمدينة حين قتل عثمان، واجتمع المهاجرون والأنصار- فيهم طلحة والزبير- فأتوا عليّاً، فقالوا: يا أبا حسن، هلمّ نبايعک!

فقال: لا حاجة لي في أمرکم، أنا معکم؛ فمن اخترتم فقد رضيتُ به، فاختاروا واللَّه! فقالوا: ما نختار غيرک.

قال: فاختلفوا إليه بعدما قُتل عثمان مراراً، ثمّ أتوه في آخر ذلک، فقالوا له: إنّه لا يصلح الناس إلّا بإمرة، وقد طال الأمر! فقال لهم: إنّکم قد اختلفتم إليَّ وأتيتم، وإنّي قائلٌ لکم قولاً إن قبلتموه قبلتُ أمرکم، وإلّا فلا حاجة لي فيه. قالوا: ما قلت من شي ء قبلناه إن شاء اللَّه.

فجاء فصعد المنبر، فاجتمع الناس إليه، فقال: إنّي قد کنتُ کارهاً لأمرکم،

[صفحه 147]

فأبيتم إلّا أن أکون عليکم، ألا وإنّه ليس لي أمر دونکم، إلّا أنّ مفاتيح مالکم معي، ألا وإنّه ليس لي أن آخذ منه درهماً دونکم، رضيتم؟ قالوا: نعم. قال: اللهمّ اشهَد عليهم. ثمّ بايعهم علي ذلک[2] .

7- تاريخ الطبري عن محمّد وطلحة: غشي الناس عليّاً، فقالوا: نبايعک؛ فقد تري ما نزل بالإسلام، وما ابتُلينا به من ذوي القربي! فقال عليّ: دعوني، والتمسوا غيري؛ فإنّا مستقبلون أمراً له وجوه وله ألوان، لا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول. فقالوا: نُنشدک اللَّه، أ لا تري ما نري! أ لا تري الإسلام! أ لا تري الفتنة! أ لا تخاف اللَّه!

فقال: قد أجبتُکم لما أري، واعلموا إن أجبتُکم رکبتُ بکم ما أعلم، وإن ترکتموني فإنّما أنا کأحدکم، إلّا أنّي أسمَعُکم وأطوَعُکم لمن ولّيتُموه أمرَکم[3] .

8- الإمام عليّ عليه السلام- من کلام له لمّا أراده الناس علي البيعة بعد قتل عثمان-: دَعُوني والتمسوا غيري؛ فإنّا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان، لا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول. وإنّ الآفاق قد أغامت، والمحجّة قد تنکّرت، واعلموا أنّي إن أجبتُکم رکبتُ بکم ما أعلم، ولم اُصغِ إلي قول القائل، وعتب العاتب، وإن ترکتموني فأنا کأحدکم، ولعلّي أسمعکم وأطوَعکم لمن ولّيتموه أمرَکم،وأنا لکم وزيراً، خير لکم منّي أميراً[4] .

[صفحه 148]

9- تاريخ الطبري عن محمّد ابن الحنفيّة: کنت مع أبي حين قُتل عثمان، فقام فدخل منزله، فأتاه أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه وآله، فقالوا: إنّ هذا الرجل قد قُتل، ولابدّ للناس من إمام، ولا نجد اليوم أحداً أحقّ بهذا الأمر منک؛ لا أقدم سابقة، ولا أقرب من رسول اللَّه صلي الله عليه وآله!!

فقال: لا تفعلوا، فإنّي أکون وزيراً خير من أن أکون أميراً. فقالوا: لا، واللَّه ما نحن بفا علين حتي نبايعک. قال: ففي المسجد؛ فإنّ بيعتي لا تکون خفيّاً، ولا تکون إلّا عن رضا المسلمين[5] .

10- الإمام عليّ عليه السلام- من کلام له في جواب طلحة والزبير-: واللَّه ما کانت لي في الخلافة رغبة، ولا في الولاية إربة، ولکنّکم دعوتُموني إليها، وحملتموني عليها، فلمّا أفضَت إليَّ نظرتُ إلي کتاب اللَّه وما وضَع لنا وأمرَنا بالحُکم به فاتّبعتُه، وما استنّ النبيّ صلي الله عليه وآله فاقتديتُه[6] نهج البلاغة: الخطبة 205.

11- عنه عليه السلام- من کلامه لمّا أراد المسير إلي ذي قار-: بايعتُموني وأنا غير مسرور بذلک، ولا جَذِل، وقد علم اللَّه سبحانه أنّي کنت کارهاً للحکومة بين اُمّة محمّد صلي الله عليه وآله؛ ولقد سمعته يقول: ما من والٍ يلي شيئاً من أمر اُمّتي إلّا اُتي به يوم القيامة مغلولة يداه إلي عنقه، علي رؤوس الخلائق، ثمّ يُنشر کتابه، فإن کان عادلاً نجا، وإن کان جائراً هوي.[7] .

[صفحه 149]


صفحه 147، 148، 149.








  1. الأمالي للطوسي:1530:728 عن مالک بن أوس، بحارالأنوار: 9:26:32.
  2. تاريخ الطبري: 427:4، الکامل في التاريخ: 302:2 و ص 304 نحوه؛ الکافئة: 7:12 عن أبي بشر العائذي وفيه إلي «مراراً»، شرح الأخبار: 318:376:1 عن أبي بشير العائدي نحوه وراجع الفتوح: 434:2 تا 436 والمناقب للخوارزمي: 11:49.
  3. تاريخ الطبري: 434:4، الکامل في التاريخ: 304:2 نهاية الأرب: 13:20 وفيهما «بين القري» بدل «ذوي القربي»؛ الجمل: 129 عن سيف عن رجاله نحوه.
  4. نهج البلاغة: الخطبة 92، المناقب لابن شهر آشوب: 110:2 وفيه إلي «وعتب العاتب».
  5. تاريخ الطبري: 427:4، أنساب الأشراف: 11:3 نحوه.
  6. .
  7. الجمل: 267، بحارالأنوار: 63:32؛ شرح نهج البلاغة: 309:1 عن زيد بن صوحان.