الحلال والحرام، الواجبات والمحرمات
معاشر الناس، حجوا البيت، فما ورده أهل بيت إلا استغنوا وأبشروا، ولاتخلفوا عنه إلا بتروا وافتقروا.[2] . معاشر الناس، ما وقف بالموقف مؤمن إلا غفر الله له ما سلف من ذنبه إلي وقته ذلک، فإذا انقضت حجته استأنف عمله.[3] . معاشر الناس، الحجاج معانون ونفقاتهم مخلفة عليهم والله لايضيع أجر المحسنين. معاشر الناس، حجوا البيت بکمال الدين والتفقه،[4] ولا تنصرفوا عن المشاهد إلا بتوبة وإقلاع.[5] . معاشر الناس، أقيموا الصلاة وآتوا الزکاة کما أمرکم الله عز وجل،[6] فإن طال عليکم الأمد فقصرتم أو نسيتم فعلي وليکم ومبين لکم، الذي نصبه الله عز وجل لکم [صفحه 156] بعدي أمين خلقه. إنه مني وأنا منه، وهو ومن تخلف من ذريتي يخبرونکم بما تسألون عنه[7] ويبينون لکم ما لاتعلمون. ألا إن الحلال والحرام أکثر من أن أحصيهما وأعرفهما[8] فآمر بالحلال وأنهي عن الحرام في مقام واحد، فأمرت أن آخذ البيعة منکم والصفقة لکم بقبول ما جئت به عن الله عز وجل في علي أميرالمؤمنين والأوصياء[9] من بعده الذين هم مني ومنه إمامة فيهم قائمة، خاتمها المهدي إلي يوم يلقي الله الذي يقدر ويقضي.[10] . معاشر الناس، وکل حلال دللتکم عليه وکل حرام نهيتکم عنه فإني لم أرجع عن ذلک ولم أبدل.[11] ألا فاذکروا[12] ذلک واحفظوه وتواصوا به، ولاتبدلوه ولاتغيروه. ألا وإني أجدد القول: ألا فأقيموا الصلاة وآتوا الزکاة وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنکر. ألا وإن رأس الأمر بالمعروف أن تنتهوا إلي قولي وتبلغوه من لم يحضر وتأمروه بقبوله عني وتنهوه عن مخالفته،[13] فإنه أمر من الله عز وجل ومني.[14] ولا أمر بمعروف ولا نهي عن منکر إلا مع إمام معصوم.[15] . معاشر الناس، القرآن يعرفکم أن الأئمة من بعده ولده، وعرفتکم إنهم مني ومنه، [صفحه 157] حيث يقول الله في کتابه: «وجعلها کلمة باقية في عقبه»،[16] وقلت: «لن تضلوا ما إن تمسکتم بهما».[17] . معاشر الناس، التقوي، التقوي،[18] واحذروا الساعة کما قال الله عز وجل: «إن زلزلة الساعة شي ء عظيم».[19] . اذکروا الممات [والمعاد][20] والحساب والموازين والمحاسبة بين يدي رب العالمين والثواب والعقاب. فمن جاء بالحسنة أثيب عليها[21] ومن جاء بالسيئة فليس له في الجنان[22] نصيب.
معاشر الناس، إن الحج والعمرة من شعائر الله، «فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما» الآية.[1] .
صفحه 156، 157.