امر إلهي في موضوع هامّ
فَأَوْحي إِلَيَّ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْکَ مِنْ رَبِّکَ- في عَلِيٍّ يَعْني فِي الْخِلافَةِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ- وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ».[5] . [صفحه 139] مَعاشِرَ النَّاسِ، ما قَصَّرْتُ في تَبْليغِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ تَعالي إِلَيَّ،[6] وَأَنَا أُبَيِّنُ لَکُمْ سَبَبَ هذِهِ الْآيَةِ: إِنَّ جَبْرَئيلَ هَبَطَ إِلَيَّ[7] مِراراً ثَلاثاً يَأْمُرُني عَنِ السَّلامِ رَبّي- وَهُوَ السَّلامُ-[8] أَنْ أَقُومَ في هذَا الْمَشْهَدِ فَأُعْلِمَ کُلَّ أَبْيَضٍ وَأَسْوَدٍ:[9] أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبي طالِبٍ أَخي وَوَصِيّي وَخَليفَتي [ عَلي أُمَّتي][10] وَالْإِمامُ مِنْ بَعْدي، الَّذي مَحَلُّهُ مِنّي مَحَلُّ هارُونَ مِنْ مُوسي إِلاَّ أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي وَهُوَ وَلِيُّکُمْ بَعْدَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَقَدْأَنْزَلَ اللَّهُ تَبارَکَ وَتَعالي عَلَيَّ بِذلِکَ آيَةً مِنْ کِتابِهِ [هِيَ]:[11] «إِنَّما وَلِيُّکُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّکاةَ وَهُمْ راکِعُونَ»،[12] وَعَلِيُّ بْنُ أَبي طالِبٍ الَّذي أقامَ الصَّلاةَ وَآتَي الزَّکاةَ وَهُوَ راکِعٌ يُريدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ في کُلِّ حالٍ.[13] . وَسَأَلْتُ جَبْرَئيلَ أَنْ يَسْتَعْفِيَ لِيَ [السَّلامَ][14] عَنْ تَبْليغِ ذلِکَ إِلَيْکُمْ- أَيُّهَا النَّاسُ- لِعِلْمي بِقِلَّةِالْمُتَّقينَ وَکَثْرَةِ الْمُنافِقينَ وَإِدْغالِ اللاَّئِمينَ[15] وَحِيَلِ الْمُسْتَهْزِئينَ بِالْإِسْلامِ،[16] الَّذينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ في کِتابِهِ بِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ في قُلُوبِهِمْ، وَيَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظيمٌ،[17] وَکَثْرَةِ أَذاهُمْ لي غَيْرَ مَرَّةٍ[18] حَتّي سَمُّوني اُذُناً وَزَعَمُوا [صفحه 140] أَنّي کَذلِکَ[19] لِکَثْرَةِ مُلازَمَتِهِ إِيَّايَ وَإِقْبالي عَلَيْهِ [ وَهَواهُ وَقَبُولِهِ مِنّي][20] حَتّي أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ في ذلِکَ[21] «وَمِنْهُمُ الَّذينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ، قُلْ أُذُنُ- [عَلَي الَّذينَ يَزْعَمُونَ أَنَّهُ أُذُنٌ][22] - خَيْرٍ لَکُمْ، يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنينَ»[23] الآيَةُ. وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ الْقائِلينَ بِذلِکَ بِأَسْمائِهِمْ لَسَمَّيْتُ وَأَنْ أَوْمَئَ ا لَيْهِمْ بِأَعْيانِهِمْ لَأَوْمَأْتُ وَأَنْ أَدُلَّ عَلَيْهِمْ لَدَلَلْتُ،[24] وَلکِنّي وَاللَّهِ في أُمُورِهِمْ قَدْ تَکَرَّمْتُ.[25] . وَکُلُّ ذلِکَ لايَرْضَي اللَّهُ مِنّي إِلاَّ أَنْ أُبَلِّغَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيَّ [في حَقِّ عَلِيٍّ]،[26] ثم تلا: « يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْکَ مِنْ رَبِّکَ- في حَقِّ عَلِيٍّ- وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ».[27] .
وَأَقِرُّ لَهُ عَلي نَفْسي بِالْعُبُودِيَّةِ وَأَشْهَدُ لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَأُؤَدّي ما أَوْحي بِهِ إِليَّ حَذَراً مِنْ أَنْ لاأَفْعَلَ فَتَحِلَّ بي مِنْهُ قارِعَةٌ لايَدْفَعُها عَنّي أَحَدٌ وَإِنْ عَظُمَتْ حيلَتُهُ وَصَفَتْ خُلَّتُهُ[1] - لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ- لِأنَّهُ قَدْ أعْلَمَني أَنّي إِنْ لَمْ أُبَلِّغْ ما أَنْزَلَ إِلَيَّ [في حَقِّ عَلِيٍّ][2] فَما بَلَّغْتُ رِسالَتَهُ، وَقَدْضَمِنَ[3] لي تَبارَکَ وَتَعالي الْعِصْمَةَ [مِنَ النَّاسِ][4] وَهُوَ اللَّهُ الْکافِي الْکَريمُ.
صفحه 139، 140.