الحمد والثناء
بارِئُ الْمَسْمُوکاتِ وَداحِي الْمَدْحُوَّاتِ[4] وَجَبَّارُ الْأَرَضينَ وَالسَّمواتِ، قُدُّوسٌ سُبُّوحٌ، رَبُّ الْمَلائِکَةِ وَالرُّوحِ، مُتَفَضِّلٌ عَلي جَميعِ مَنْ بَرَأَهُ، مُتَطَوِّلٌ عَلي جَميعِ مَنْ أَنْشَأَهُ[5] يَلْحَظُ کُلَّ عَيْنٍ[6] وَالْعُيُونُ لاتَراهُ. کَريمٌ حَليمٌ ذُو أَناةٍ، قَدْوَسِعَ کُلَّ شَيْي ءٍ رَحْمَتُهُ وَمَنَّ عَلَيْهِمْ[7] بِنِعْمَتِهِ. لايَعْجَلُ [صفحه 136] بِانْتِقامِهِ، وَلايُبادِرُ إِلَيْهِمْ بِمَا اسْتَحَقُّوا[8] مِنْ عَذابِهِ. قَدْفَهِمَ السَّرائِرَ وَعَلِمَ الضَّمائِرَ، وَلَمْ تَخْفَ عَلَيْهِ الْمَکْنُوناتِ وَلاَ اشْتَبَهَتْ عَلَيْهِ الْخَفِيَّاتُ. لَهُ الْإِحاطَةُ بِکُلِّ شَيْ ءٍ وَالْغَلَبَةُ عَلي کُلِّ شَيْ ءٍ وَالْقُوَّةُ في کُلِّ شَيْي ءٍ وَالْقُدْرَةُ عَلي کُلِّ شَيْي ءٍ، وَلَيْسَ مِثْلُهُ شَيْي ءٌ. وَهُوَ مُنْشِي ءُ الشَّيْي ءِ حينَ لا شَيْ ءَ[9] دائِمٌ حَيٌّ[10] وَقائِمٌ بِالْقِسْطِ، لا إِلهَ إلاَّ هُوَ الْعَزيزُ الْحَکيمُ. جَلَّ عَنْ أَنْ تُدْرِکَهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِکُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطيفُ الْخَبيرُ. لايَلْحَقُ أَحَدٌ وَصْفَهُ مِنْ مُعايَنَةٍ، وَلايَجِدُ أَحَدٌ کَيْفَ هُوَ مِنْ سِرٍّ وَعَلانِيَةٍ إِلاَّ بِما دَلَّ عَزَّ وَجَلَّ عَلي نَفْسِهِ.[11] . وَأَشْهَدُ أَنَّهُ اللَّهُ الَّذي مَلَأَ[12] الدَّهْرَ قُدْسُهُ، وَالَّذي يَغْشَي الْأَبَدَ نُورُهُ،[13] وَالَّذي يُنْفِذُ أَمْرَهُ بِلا مُشاوَرَةِ مُشيرٍ وَلا مَعَهُ شَريکٌ في تَقْديرِهِ وَلايُعاوَنُ في تَدْبيرِهِ.[14] . صَوَّرَ مَا ابْتَدَعَ[15] عَلي غَيْرِ مِثالٍ، وَخَلَقَ ما خَلَقَ بِلا مَعُونَةٍ مِنْ أَحَدٍ وَلا تَکَلُّفٍ وَلاَ احْتِيالٍ.[16] أَنْشَأَها[17] فَکانَتْ وَبَرَأَها فَبانَتْ. فَهُوَ اللَّهُ الَّذي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمُتْقِنُ الصَّنْعَةُ،[18] الْحَسَنُ الصَّنيعَةُ،[19] الْعَدْلُ الَّذي لا يَجُورُ، وَالْأَکْرَمُ الَّذي تَرْجِعُ إِلَيْهِ الْأُمُورُ. وَأَشْهَدُ أَنَّهُ اللَّهُ الَّذي تَواضَعَ کُلُّ شَيْي ءٍ لِعَظَمَتِهِ، وَذَلَّ کُلُّ شَيْي ءٍ لِعِزَّتِهِ، وَاسْتَسْلَمَ [صفحه 137] کُلُّ شَيْي ءٍ لِقُدْرَتِهِ، وَخَضَعَ کُلُّ شَيْي ءٍ لِهَيْبَتِهِ. مَلِکُ الْأَمْلاکِ[20] وَمُفَلِّکُ الْأَفْلاکِ وَمُسَخِّرُ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ،[21] کُلٌّ يَجْري لِأَجَلٍ مُسَمّي. يُکَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَي النَّهارِ وَيُکَوِّرُ النَّهارَ عَلَي اللَّيْلِ يَطْلُبُهُ حَثيثاً. قاصِمُ کُلِّ جَبَّارٍ عَنيدٍ وَمُهْلِکُ کُلِّ شَيْطانٍ مَريدٍ. لَمْ يَکُنْ لَهُ ضِدٌّ وَلا مَعَهُ نِدٌّ[22] أَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَکُنْ لَهُ کُفْواً أَحَدٌ. إِلهٌ واحِدٌ وَرَبٌّ ماجِدٌ[23] يَشاءُ فَيَمْضي، وَيُريدُ فَيَقْضي، وَيَعْلَمُ فَيُحْصي، وَيُميتُ وَيُحْيي، وَيُفْقِرُ وَيُغْني، وَيُضْحِکُ وَيُبْکي، [ وَيُدْني وَيُقْصي][24] وَيَمْنَعُ وَيُعْطي،[25] لَهُ الْمُلْکُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلي کُلِّ شَيْي ءٍ قَديرٍ. يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ، لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزيزُ الْغَفّارُ.[26] مُسْتَجيبُ الدُّعاءِ[27] وَمُجْزِلُ الْعَطاءِ،[28] مُحْصِي الْأَنْفاسِ ورَبُّ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ، الَّذي لايُشْکِلُ عَلَيْهِ شَيْي ءٌ،[29] وَلايَضْجُرُهُ صُراخُ الْمُسْتَصْرِخينَ وَلايُبْرِمُهُ إِلْحاحُ الْمُلِحّينَ.[30] . الْعاصِمُ لِلصَّالِحينَ، وَالْمُوَفِّقُ لِلْمُفْلِحينَ، وَمَوْلَي الْمُؤْمِنينَ وَرَبُّ الْعالَمينَ.[31] الَّذي اسْتَحَقَّ مِنْ کُلِّ مَنْ خَلَقَ أَنْ يَشْکُرَهُ وَيَحْمَدَهُ [ عَلي کُلِّ حالٍ].[32] . [صفحه 138] أَحْمَدُهُ کَثيراً وَأَشْکُرُهُ دائِماً[33] عَلَي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ، وَأُومِنُ بِهِ وَبِمَلائِکَتِهِ وَ کُتُبِهِ وَرُسُلِهِ. أَسْمَعُ لِأَمْرِهِ وَأُطيعُ وَأُبادِرُ إِلي کُلِّ ما يَرْضاهُ وَأَسْتَسْلِمُ لِما قَضاهُ،[34] رَغْبَةً في طاعَتِهِ وَخَوْفاً مِنْ عُقُوبَتِهِ، لِأَنَّهُ اللَّهُ الَّذي لايُؤْمَنُ مَکْرُهُ وَلايُخافُ جَوْرُهُ.
الْحَمْدُللَّهِِ الَّذي عَلا في تَوَحُّدِهِ وَدَنا في تَفَرُّدِهِ[1] وَجَلَّ في سُلْطانِهِ وَعَظُمَ في أَرْکانِهِ، وَأَحاطَ بِکُلِّ شَيْي ءٍ عِلْماً وَهُوَ في مَکانِهِ وَقَهَرَ جَميعَ الْخَلْقِ بِقُدْرَتِهِ وَبُرْهانِهِ، حَميداً[2] لَمْ يَزَلْ، مَحْمُوداً لايَزالُ [ وَمَجيداً لايَزُولُ، وَمُبْدِئاً وَمُعيداً وَکُلُّ أَمْرٍ إلَيْهِ يَعُودُ].[3] .
صفحه 136، 137، 138.