ساقي الکوثر في القصائد و المدائح
فإنک تلقاه لدي الحوض قائما يجيران من والاهما في حياته و له أيضا: و الحوض حوض محمد و وصيه و له ايضا: ألا أيها اللاحي عليا دع الخنا أتلحي أمير الله بعد أمينه و حافاته در و مسک ترابه 2ـ ابن حماد: و الحوض حوضک ليس ثم مدافع عجبا لاعمي عن هداه و نوره و له أيضا: و هم سقاة للحوض من والاهم و له أيضا: و إن الحوض حوضک و البرايا و تحت لوائک المحمود تضحي 3ـ العوني: تسقي الظماء علي حوض النبي غدا 4ـ الزاهي: بدر الدجي و زوجه شمس الضحي و من له الکوثر حوض في غد و له أيضا: يا ساقي الشيعة من کأسه في يوم تبلو النفس ما قدمت و النار في الموقف قد سعرت 5ـ حسان بن ثابت: له الحوض لا شک يحيي به و من ناصب القوم لم يسقه أقول: إذا أمعنت النظر في الأخبار و الأحاديث التي جاءت من الفريقين في صفة حوض النبي صلي الله عليه و آله و سلم و الکوثر وجدت في خلالها عجائب من حيث المضامين و المعاني مثل کون ترابه المسک الأذفر، و حصاه الدر و الياقوت و المرجان، و حشيشه الزعفران، و، و، و فتحدثک نفسک: ما المراد من هذه المعاني؟ هل يجب علينا أن نلتزم بظواهرها و نقول: إن في حوض النبي صلي الله عليه و آله و سلم أباريق کعدد النجوم، و فيه مرجان و ياقوت و در[5] ، أو يمکن أن نعبر من هذه الظواهر إلي معاني أعلي وأرقي و ألطف من ذلک؟ نعم، جاء هذا المعني في قول الصادق عليه السلام علي ما ذکره العلامة المجلسي رحمه الله و هو: في الأصل کنا نجوما يستضاء بنا نحن البحور التي فيها لغائصکم مساکن القدس و الفردوس نملکها من شذ عنا فبرهوت مساکنه فهل المراد من النجوم و الدر و الياقوت و المرجان في هذه الأبيات ظاهرها؟ أو وراءه حکمة و علم و معرفة؟ فإن الغائص في بحور علوم أهل البيت عليهم السلام له أنواع من المعرفة التي لا يقاس بها الياقوت و المرجان و الدر و غير ذلک من الأشياء التي تقربها عيون العامة عند سماعها، و لکن الخاصة و العظماء تفهم ما فوق ذلک، و تعلم أن هذه ألفاظ لضيق البيان عن کشف حقائقها، و هذا لا ينافي ظواهرها أيضا فلنختم هذا البحث بنقل کلمات من أفذاذ العلماء و عظمائهم:
1ـ الحميري:
مع المصطفي بالجسر جسر جهنم
إلي الروح و الظل الظليل المکرم
يسقي محبيه و يمنعه العدي
فما أنت من تأنيبه بمصوب[1] .
و صاحب حوض شربه خير مشرب
و قد حازماء من لجين و مذهب[2] .
في الحشر تسقي من تشاء و تمنع
کالشمس واضحة تضي ء و تلمع
يسقي بکأس لذة للشارب
إليک لدي القيامة مهطعينا
جميع الخلق دونک خاشعينا
للمؤمنين بمملو من الحلب[3] .
في فضلها و ابناه للعرش القرط
و النار ملک و الفراديس خطط
عند ورود الکوثر الجاري
لسيد في الحکم جبار
لأخذ نصاب و فجار
فمن شاء أسقي برغم العدي
و يدعو إلي الورد للأولياء[4] .
و للبرية نحن اليوم برهان
در ثمين و ياقوت و مرجان
و نحن للقدس و الفردوس خزان
و من أتانا فجنات و ولدان[6] .
و کقوله صلي الله عليه و آله و سلم: «عرضه و طوله ما بين المشرق و المغرب، لا يشرب منه أحد فيظمأ، و لا يتوضأ منه أحد فيشعب»، و «عمقه سبعون ألف فرسخ، ماؤه أشد بياضا من اللبن، و أحلي من العسل، شاطئاه الدر و الياقوت و الزبرجد» )الالوسي: تفسير روح المعاني، ج 30: ص 244(. و کقوله صلي الله عليه و آله و سلم: «عرضه ما بين أيلة و صنعاء... و أن فيه من الأباريق عدد نجوم السماء» و: «حصاه )حصباؤه( الزبرجد و الياقوت و المرجان، حشيشه الزعفران، ترابه المسک الأذفر، قواعده تحت عرش الله عز و جل» )المجلسي: بحار الانوار، ج 8: ص 18(.