صفة الحوض و منزلة أميرالمؤمنين عنده











صفة الحوض و منزلة أميرالمؤمنين عنده



قال الصدوق رحمه الله: «إعتقادنا في الحوض أنه حق، و أن عرضه ما بين أيلة و صنعاء[1] ، و هو حوض النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و أن فيه من الأباريق عدد نجوم السماء، و أن الوالي عليه يوم القيامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يسقي منه أولياءه، و يذود عنه أعداءه، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا[2] .

1ـ عن أبي أيوب الأنصاري، قال: «کنت عند رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و قد سئل عن الحوض، فقال: أما إذا سألتموني عن الحوض فإني ساخبرکم عنه، إن الله تعالي أکرمني به دون الأنبياء، و إنه ما بين أيلة إلي صنعاء، يسيل فيه خليجان من الماء، ماؤهما أبيض من اللبن، و أحلي من العسل، بطحاؤهما مسک أذفر، حصباؤهما الدر و الياقوت، شرط مشروط من ربي لا يردهما إلا الصحيحة نياتهم، النقية قلوبهم، الذين يعطون ما عليهم في يسر، و لا يأخذون مالهم في عسر، المسلمون للوصي من بعدي، يذود من ليس من شيعته کما يذود الرجل الجمل الأجرب عن إبله[3] .

2ـ عن عبد الله بن عباس، قال: «لما نزل علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم/ إنا أعطيناک الکوثر/ قال له علي بن أبي طالب: ما هو الکوثر يا رسول الله، قال: نهر أکرمني الله به، قال علي: إن هذا النهر شريف فانعته لنا يا رسول الله، قال: نعم، يا علي الکوثر نهر يجري تحت عرش الله تعالي، ماؤه أشد بياضا من اللبن، و أحلي من العسل، و ألين من الزبد، و حصاه )حصباؤه ـ خ ل( الزبرجد و الياقوت و المرجان، حشيشه الزعفران، ترابه المسک الأذفر، قواعده تحت عرش الله عز و جل، ثم ضرب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يده في جنب علي أميرالمؤمنين عليه السلام و قال: يا علي! إن هذا النهر لي و لک و لمحبيک من بعدي[4] .

3ـ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم )في حديث طويل(: «يا علي! أنت أول من تنشق عنه الأرض معي، )و أنت أول من يبعث معي(، و أنت أول من يجوز الصراط معي، و إن ربي عز و جل أقسم بعزته أنه لا يجوز عقبة الصراط إلا من معه براءة بولايتک و ولاية الأئمة من ولدک، و أنت أول من يرد حوضي، تسقي منه أولياءک، و تذود عنه أعداءک، و أنت صاحبي إذا قمت المقام المحمود، و نشفع لمحبينا فنشفع فيهم، و أنت أول من يدخل الجنة و بيدک لوائي و هو لواء الحمد و هو سبعون شقة، الشقة منه أوسع من الشمس و القمر، و أنت صاحب شجرة طوبي في الجنة، أصلها في دارک، و أغصانها في دور شيعتک و محبيک[5] .

4ـ عن أبي الأسود الدئلي، عن أبيه، قال: «سمعت أميرالمؤمنين، علي بن أبي طالب عليه السلام، يقول: و الله، لأذودن بيدي هاتين القصيرتين عن حوض رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أعداءنا و ليردنه أحباؤنا[6] .

5ـ عن علي عليه السلام: «و الذي فلق الحبة و برأ النسمة، لأقمعن بيدي هاتين عن الحوض أعداءنا، و لاوردنه أحباءنا[7] .

6ـ عن أميرالمؤمنين عليه السلام، قال: «أنا مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و مع عترتي علي الحوض، فمن أرادنا فليأخذ بقولنا، و ليعمل عملنا، فإن لکل أهل نجيبأ و لنا نجيب، و لنا شفاعة و لأهل مودتنا شفاعة، فتنافسوا في لقائنا علي الحوض فإنا نذود عنه أعداءنا، و نسقي منه أحباءنا و أولياءنا، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، حوضنا فيه مشعبان ينصبان من الجنة، أحدهما من تسنيم و الآخر من معين، علي حافتيه الزعفران، و حصاه اللؤلؤ، و هو الکوثر[8] .

7ـ عن ابن خالد، عن الرضا، عن آبائه، عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «يا علي! أنت أخي و وزيري و صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة، و أنا صاحب حوضي، من أحبک أحبني، و من أبغضک أبغضني[9] .

8ـ عن عبد الرحمن بن قيس الرحبي قال: «کنت جالسا مع أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام علي باب القصر حتي ألجأته الشمس إلي حائط القصر، فوثب ليدخل، فيقام رجل من همدان فتعلق بثوبه و قال: يا أميرالمؤمنين! حدثني حديثا جامعا ينفعني الله به، قال: أو لم يکن في حديث کثير؟ قال: بلي، و لکن حدثني حديثا ينفعني الله به.

قال عليه السلام: حدثني خليلي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أرد أنا و شيعتي الحوض رواء مرويين مبيضة وجوههم، و يرد عدونا ظمآن مظمئين مسودة وجوههم، خذها إليک، قصيرة من طويلة، أنت مع من أحببت، و لک ما اکتسبت، أرسلني يا أخا همدان، ثم دخل القصر[10] .

9ـ إن رجلا من المنافقين قال لمولانا الرضا عليه السلام: «إن من شيعتکم من يشرب الخمر علي الطريق لا يرعون عنه، و اعترضه آخر فقال: إن من شيعتکم من يشرب النبيذ )يعني الخمر(، قال: فعرق وجهه الشريف حياء ثم قال: الله أکرم أن يجمع بين رسيس الخمر و حبنا أهل البيت في قلب المؤمن، ثم صبر هنيئة، و قال: و إن فعله المنکوب منهم فإنه يجد ربا رؤوفا، و نبيا عطوفا، و إماما علي الحوض عروفا، و سادة له بالشفاعة وقوفا[11] .

10ـ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «اعطيت في علي خمس خصال هي أحب إلي من الدنيا و ما فيها، أما واحدة فهو ذاب[12] بين يدي الله عز و جل حتي يفرغ من الحساب، و أما الثانية فلواء الحمد بيده و آدم عليه السلام و من ولد تحته، و أما الثالثة فواقف علي عقر حوضي، يسقي من عرف من امتي، و أما الرابعة فساتر عورتي و مسلمي إلي ربي عز و جل، و أما الخامسة فلست أخشي عليه أن يرجع زانيا بعد إحصان و لا کافرا بعد إيمان[13] .

11ـ عن علي عليه السلام، قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: )أنت( أول من يدخل الجنة، فقلت: يا رسول الله! أدخلها قبلک؟ قال: نعم، لأنک صاحب لوائي في الآخرة کما انک صاحب لوائي في الدنيا، و حامل اللواء هو المتقدم.

ثم قال صلي الله عليه و آله و سلم: يا علي! کأني بک و قد دخلت الجنة و بيدک لوائي و هو لواء الحمد، و تحته آدم و من دونه[14] .

12ـ قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «آدم و جميع خلق الله يستظلون بظل لوائي يوم القيامةـ الحديث[15] .

عن العلامة الحلي رحمه الله: «المطلب الرابع: في أنه عليه السلام صاحب الحوض و اللواء و الصراط و الإذن، روي الخوارزمي، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: علي يوم القيامة علي الحوض، لا يدخل الجنة إلا من جاء بجواز من علي عليه السلام. و عن جابر بن سمرة، قال: قيل: يا رسول الله! من صاحب لوائک في الآخرة؟ قال: صاحب لوائي في الآخرة صاحب لوائي في الدنيا علي بن أبي طالب».

و عن عبد الله بن أنس، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «إذا کان يوم القيامة و نصب الصراط علي شفير جهنم لم يجز عليه إلا من کان معه کتاب بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام»، و الآخبار في ذلک أکثر من أن تحصي[16] .

و قال الفضل بن روزبهان في رد کلام العلامة رحمه الله: «من ضروريات الدين أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم صاحب الحوض المورود و الشفاعة العظمي و المقام المحمود يوم القيامة، و أما أن عليا صاحب الحوض فهو من مخترعات الشيعة، و لم يرد به نقل صحيح[17] .

و قال العلامة المظفر رحمه الله في مناقشة کلام الفضل: «لا ريب أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم صاحب الحوض و لکن عليا عليه السلام هو المتولي عليه، فهو صاحبه أيضا کما أن لواء النبي صلي الله عليه و آله و سلم في الآخرةـ و هو لواء الحمد ـ بيد علي عليه السلام أيضا کما صرحت بهذا کله أخبار القوم فضلا عن أخبارنا».

فمنها ما رواه الحاکم[18] ، عن علي بن أبي طلحة، و صححه: «أن الحسن عليه السلام قال لمعاوية بن خديج: أنت الساب لعلي عليه السلام؟ و الله، إن لقيته ـ و ما أحسبک تلقاه يوم القيامةـ لتجده قائما علي حوض رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يذود عنه رايات المنافقين».

و منها ما في «الصواعق» عن الطبراني: «يا علي! معک يوم القيامة عصا من عصي الجنة تذود بها المنافقين عن الحوض[19] .

و منها ما في «الصواعق» ـ أيضاـ عن أحمد: «اعطيت في علي خمسا... الثانية: فلواء الحمد بيده، آدم و من ولده تحته، و أما الثالثة: فواقف علي حوضي يسقي من عرف من أمتي[20] .

و روي في «الکنز» ـ أيضاـ عن الطبراني، عن علي عليه السلام: «إني أذود عن حوض رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بيدي هاتين القصيرتين الکفار و المنافقين».

و روي فيه ـ أيضاـ عن عمرـ من حديث طويل ـ عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم، قال فيه: «و أنت تتقدمني بلواء الحمد، و تذود عن حوضي[21] .

و فيه ـ أيضاـ عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لعلي: «أنت أمامي يوم القيامة، فيدفع إلي لواء الحمد فأدفعه إليک و أنت تذود الناس عن حوضي[22] .

13ـ قال في «لسان العرب» في مادة «صيد»: «و في الحديث أنه صلي الله عليه و آله و سلم قال لعلي: «أنت الذائد عن حوضي يوم القيامة، تذود عنه الرجال کما يذاد البعير الصاد» يعني الذي به الصيد، و هو داء يصيب الإبل في رؤوسها فتسيل انوفها و ترفع رؤوسها و لا تقدر أن تلوي معه أعناقها، يقال: بعير صاد، أي ذو صاد، کما يقال: رجل مال، أي ذو مال، و يوم راح، أي ذو ريح، و قيل: أصل صاد «صيد» ـ بالکسرـ قال ابن الأثير: و يجوز أن يروي صادـ بالکسرـ علي أنه اسم فاعل من الصدي: العطش».

14ـ عن عبد الله بن إجارة بن قيس، قال: «سمعت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، و هو علي المنبر يقول: «أنا أذود عن حوض رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بيدي هاتين القصيرتين الکفار و المنافقين کما تذود السقاة غريبة الإبل عن حياضهم[23] .

أقول: و هنا نکتة مهمة حقيق ذکرها و هي أن أحاديث الحوض تدل علي ارتداد قوم بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و کونهم مطرودين عن الحوض لأنهم لم يزالوا مرتدين منذ فارقهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و إليک بعضها:

الف ـ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال، قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «أنا فرطکم[24] علي الحوض، و ليرفعن إلي رجال منکم حتي إذا أهويت إليهم لاناولهم اختلجوا[25] دوني، فأقول: أي رب أصحابي! فيقال: إنک لا تدري ما أحدثوا بعدک[26] .

ب ـ في حديث سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «ألا و إنه سيجاء برجال من امتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي! فيقال: إنک لا تدري ما أحدثوا... فيقال لي: إنهم لم يزالوا مرتدين علي أعقابهم منذ فارقتهم[27] .

و في رواية: «و إني علي الحوض أنتظر من يرد علي منکم، فو الله، ليقتطعن دوني رجال، فلأقولن: أي رب مني و من امتي! فيقول: إنک لا تدري ما عملوا بعدک، ما زالوا يرجعون علي أعقابهم[28] .

و في رواية: «قد ارتدوا علي أدبارهم القهقري»، و في رواية: «و الله، ما برحوا يرجعون علي أعقابهم»، و في رواية: «ما زالوا يرجعون علي أعقابهم».

و في رواية إنهم قد ارتدوا علي أدبارهم، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم[29] .

ج ـ عن أبي النضر مولي عمر بن أبي عبيد الله أنه بلغه: «أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال لشهداء احد: «هؤلاء أشهد عليهم» فقال أبوبکر الصديق!: أ لسنا يا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم إخوانهم؟ أسلمنا کما أسلموا، و جاهدنا کما جاهدوا! فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: بلي، و لکن لا أدري ما تحدثون بعدي، فبکي أبوبکر ثم بکي، ثم قال: أئننا لکائنون بعدک[30] .

أقول: لا يخفي علي المطلع الخبير أن الأحاديث الماضيةـ التي تسمي روايات الحوض ـ و نظائرها من الأخبار التي توعز إلي اتباع هذه الامة سنن من کان قبلهم، و کذلک بعض الآيات القرآنية و بعض الخطب من «نهج البلاغة» کلها دالة علي ارتداد الناس بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و انقلابهم علي أعقابهم، و هذا مسلم بين الفريقين و لا شبهة فيه، و إنما الکلام في تعيين المرتدين و فيمن رجعوا عنه، و لکنا نورد اولا بعض ما يدل من الکتاب و الأخبار علي الارتداد کما أوردنا بعض نصوصها فيما مر تشييدا للمرام، ثم نتکلم في المسألة علي ما هو محل الکلام إن شاء الله تعالي.

أما الارتداد في القرآن فهو قول الله عز و جل:/ و ما محمد إلا رسول قد خلت/ من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابکم و من ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزي الله الشاکرين/[31] .

قال صاحب المنار: «قال ابن القيم: هذه الآية کانت مقدمة و إرهاصا بين يدي موت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و ذکر أن توبيخ الذين ارتدوا علي أعقابهم بهذه الآية قد ظهر أثره يوم وفاة النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فقد ارتد من ارتد علي عقبيه، و ثبت الصادقون علي دينه حتي کان العاقبة لهم، أقول: و لا ينافي هذه الحکمة کون الوقعة کانت قبل وفاته صلي الله عليه و آله و سلم ببضع سنين، لأن غزوة احد کان في السنة الثالثة من الهجرة...[32] .

و قال العلامة المظفر رحمه الله: «أما الکتاب قوله تعالي:/ أفإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابکم/، فإن الاستفهام فيه ليس علي حقيقته لاستلزامه الجهل، فلا بد أن يراد به الإنکار أو التوبيخ، و کل منهما لا يکون إلا علي أمر محقق بالضرورة فيکون انقلابهم بعد موت النبي صلي الله عليه و آله و سلم محققا، و لذا قال: انقلبتم» بصيغة الماضي تنبيها علي تحققه[33] .

أما الارتداد في نهج البلاغة فهو قوله عليه السلام: «حتي إذا قبض الله رسوله صلي الله عليه و آله و سلم رجع قوم علي الأعقاب، غالتهم السبل، و اتکلوا علي الولائج، و وصلوا غير الرحم، و هجروا السبب الذي امروا بمودته، و نقلوا البناء علي رص أساسه، فبنوه في غير موضعه، معادن کل خطيئة، و أبواب کل ضارب في غمرة، قد ماروا في الحيرة، و ذهلوا في السکرة، علي سنة من آل فرعون[34] .

قال ابن أبي الحديد: «رجعوا علي الأعقاب» ترکوا ما کانوا عليه. «و غالتهم السبل» أهلکهم اختلاف الآراء و الأهواء. «غاله کذا» أي أهلکه. و السبل: الطرق. والولائج: جمع وليجة و هي البطانة يتخذها الإنسان لنفسه، «و وصلوا غير الرحم» أي غير رحم الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، «و هجروا السبب» يعني أهل البيت أيضا، و هذه إشارة إلي قول النبي صلي الله عليه و آله و سلم، «خلفت فيکم الثقلين: کتاب الله و عترتي أهل بيتي، حبلان ممدودان من السماء الي الارض، لا يفترقان، حتي يردا علي الحوض»، فعبر أميرالمؤمنين عن أهل البيت بلفظ السبب، و السبب في اللغة: الحبل، عني بقوله عليه السلام: «امروا بمودته» قول الله تعالي:/ قل لا أسألکم عليه أجرا إلا المودة في القربي/[35] .

و الرص: مصدر رصصت الشي ء، أي ألصقت بعضه ببعض، و منه قوله تعالي:/ کأنهم بنيان مرصوص/[36] ، «فبنوه في غير موضعه»، و نقلوا الأمر عن أهله إلي غير أهله، ثم ذمهم عليه السلام و قال: إنهم «معادن کل خطيئة، و أبواب کل ضارب في غمرة» الغمرة: الضلال و الجهل، و الضارب فيها: الداخل المعتقد لها، مار يمور: إذا ذهب و جاء، فکأنهم يسبحون في الحيرة کما يسبح الإنسان في الماء. و ذهل فلان ـ بالفتح ـ يذهل، «علي سنة من آل فرعون» أي علي طريقه، و آل فرعون: أتباعه[37] .

أما الاخبار و الاحاديث في ذلک فکثيرة جدا و صريحة في المقصود قويا حتي قال العلامة المظفر رحمه الله: «فمنها )أي الأخبار( ما هو کالآية الشريفة[38] في الدلالة علي ارتداد الامة بعد النبي صلي الله عليه و آله و سلم[39] ، و إن شئت زيادة توضيح في هذا الباب فراجع صحيح البخاري )الجزء 8: ص 148/ باب الحوض، و الجزء 9: ص 58/ باب الفتن، من طبع مصر/ مطبعة محمد علي صبيح و أولاده( و صحيح مسلم )الجزء 8/ باب فناء الدنيا و بيان الحشر، ص 157، ط بيروت( و ها نحن نذکر نبذة يسيرة من الصحيحين ما هو موضع الحاجة فلاحظ:

1ـ قال صلي الله عليه و آله و سلم: «سيؤخذ ناس دوني، فأقول: يا رب، مني و من أمتي فيقال: هل شعرت ما عملوا بعدک؟ و الله، ما برحوا يرجعون علي أعقابهم[40] .

2ـ عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم، قال: «أنا علي حوضي أنتظر من يرد علي، فيؤخذ بناس من دوني، فأقول: أمتي، فيقول: لا تدري مشوا علي القهقري[41] .

3- و عنه صلي الله عليه و آله و سلم: «أنا فرطکم علي الحوض، من ورده شرب منه، و من شرب منه لم يظمأ بعده أبدا، ليرد علي أقوام و أعرفهم و يعرفوني، ثم يحال بيني و بينهم، قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش و أنا احدثهم هذا فقال: هکذا سمعت سهلا؟ فقلت: نعم، قال: و أنا أشهد علي أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيه، قال: إنهم مني، فيقال: إنک لا تدري ما بدلوا بعدک، فأقول: سحقا سحقا، لمن بدل بعدي[42] .

4ـ عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم، قال: «لتتبعن سنن من کان قبلکم شبرا شبرا، و ذراعا بذارع، حتي لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم[43] .

5ـ و عنه صلي الله عليه و آله و سلم: «لا تقوم الساعة حتي تأخذ امتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر، و ذراعا بذراع ـ الحديث[44] .

6ـ و عنه صلي الله عليه و آله و سلم: «يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي، فيحلأون عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: إنک لا علم لک بما أحدثوا بعدک إنهم ارتدوا علي أدبارهم القهقري[45] .

7ـ و عنه صلي الله عليه و آله و سلم: «بينا أنا قائم إذا زمرة حتي إذا عرفتهم خرج رجل من بيني و بينهم فقال: هلم، فقلت: أين؟ قال: إلي النار و الله، قلت: و ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدک علي أدبارهم القهقري، ثم إذا زمرة حتي إذا عرفتهم خرج رجل من بيني و بينهم فقال: هلم، قلت: أين؟ قال: إلي النار و الله، قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدک علي أدبارهم القهقري، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم[46] .

أقول: فبعد ملاحظة الآية و الأخبار في ثبوت الإرتداد بعد وفاة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم قد حان أن نتکلم علي ما هو المهم في المسألة و هو أن نعلم من هم المرتدون، أهم أکثر الصحابة و جلهاـ کما هو ظاهر روايات الحوض و غيرها، أو هم قليل من الناس الذين لم يؤدوا الزکاة في عهد أبي بکر و قاتلهم أبوبکر، و صاروا مرتدين علي زعم جل العامة؟ مع أن بعضهم يقول: إنهم ليسوا بمرتدين کما سيظهر لک عن قريب، إن شاء الله.

قال الفضل بن روزبهان في رد کلام العلامة الحلي رحمه الله بعد نقل العلامة روايات الحوض في ارتداد الناس بعد النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «فنقول: ما روي من الجمع بين الصحيحين أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: «لا تدري ما أحدثوا بعدک»، فاتفق العلماء أن هذا في أهل الردة الذين ارتدوا بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و هم کانوا أصحابه في حياته ثم ارتدوا بعده[47] .

و قال ـ أيضا: «إن المراد منهم أرباب الارتداد الذين ارتدوا بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و قاتلهم أبوبکر الصديق[48] .

و قال ابن المنظور في «لسان العرب» في مادة «ردد»: «و في حديث القيامة و الحوض: «فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين علي أعقابهم» أي متخلفين عن بعض الواجبات، قال: و لم يرد ردة الکفر، و لهذا قيد بأعقابهم لأنه لم يرتد أحد من الصحابة بعده و إنما ارتد قوم من جفاة العرب[49] .

قال العلامة المظفر رحمه الله في رد کلام الفضل: «فلا إشکال بظهور تلک الأحاديث )روايات الحوض( بأبي بکر و أتباعه دون أهل الردة لقرائن، منها: دلالة بعض تلک الأحاديث علي ارتداد عامة الصحابة إلا مثل همل النعم، و منها تعبير بعضها بأنهم )ما برحوا بعدک يرجعون علي أعقابهم» أو «ما زالوا يرجعون علي أعقابهم...» أو «إنهم لم يزالوا مرتدين علي أعقابهم منذ فارقتهم»... فإن هذا النحو من الکلام ظاهر في الاستمرار و طول مدة الارتداد، و هو لا يناسب إرادة مانعي الزکاة أياما و أشباههم و لا سيما أنهم رجعوا إلي الإسلام بإقرار الخصوم[50] .

و قال رحمه الله: «...لا يناسب إرادة قوم مخصوصين من أهل البادية رأوا النبي صلي الله عليه و آله و سلم أوقاتا قليلة و ارتدوا أياما يسيرة و تابوا و أسلموا[51] .

و قال رحمه الله: «علي أن الکثير ممن زعموا ردتهم إنما منعوا الزکاة عن أبي بکر، و غاية ما يقال فيه الحرمة لا الارتداد، و لذا أجري عليهم عمر أحکام الإسلام فرد سبيهم و أموالهم، مضافا إلي أن هذه الرواية[52] و غيرها مصرحة بأنهم من الصحابة، و من زعموا ردتهم إن ماتوا علي الارتدادـ کما هو ظاهر هذه الأخبارـ لم يکونوا من الصحابة لأن من مات مرتدا ليس بصحابي عندهم، و إن تابوا و ماتوا مسلمين لم يکونوا ممن يؤخذ بهم ذات الشمال، و يحال بينهم و بين النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فلا يرادون )أي الذين قاتلهم أبوبکر علي منع الزکاة( بتلک الأخبار علي کلا الوجهين، و لا يرد علينا النقض بمن أنکروا النص علي أميرالمؤمنين عليه السلام و دفعوه عن الإمامة حيث نقول بارتدادهم و نسميهم مع ذلک بالصحابة لأنه لا يشترط عندنا في إطلاق اسم الصحابي علي الشخص بقاؤه علي الإيمان، بل لا يشترط فيه إلا تحقق الصحبة لا سيما مع بقائه علي صورة الإسلام[53] .

أقول: قد سبق في الصفحة 356 تحت الرقم ج رواية عن موطأ مالک مصرحة بانقلاب أبي بکر و نظرائه علي أعقابهم، قال العلامة جلال الدين السيوطي في تنوير الحوالک في شرح موطأ مالک المطبوع في هامشه: «قال ابن البر: هذا مرسل عند جميع رواة الموطأ و لکن معناه يستند من وجوه صحاح کثيرة»، يعني أن مضمونه موافق لصحاح کثيرة و هي أخبار الحوض، و هذا الحديث دليل محکم علي أن ارتداد الناس بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عام شامل لکل الصحابة إلا مثل همل النعم[54] لا أهل الردة الذين هم أهل البادية، و هم ليسوا بمرتدين حتي علي رأي بعض العامة فلاحظ کلامه!

قال الدکتور حسن إبراهيم حسن[55] : «اتخذ بعض المستشرقين ارتداد بعض القبائل العربية عن الإسلام بعد وفاة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم دليلا علي أن الاسلام إنما قام بالسيف و أن الخوف وحده هو الذي أدخل العرب في هذا الدين، و في الحق أن العرب الذين حاربهم أبوبکر و سموا مرتدين لم يرتدوا عن الإسلام کما يتبادر إلي الذهن من تسميتهم مرتدين، و إنما کانوا فريقين: فريقا منع الزکاة فقط زاعما أنها إناوة تدفع إلي الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، فلما انتقل إلي جوار ربه أصبحوا في حل من عدم دفعها إلي خليفته، و في شأن هذا الفريق عارض عمر أبابکر في حربهم محتجا بقوله عليه السلام: «امرت أن اقاتل الناس حتي يقولوا: «لا إله إلا الله»... فمن قالها فقد عصم مني ماله و نفسه إلا بحقه، و حسابه علي الله»... و أما الفريق الثاني فقد ارتدوا عن الإسلام و لم يکونوا مسلمين[56] .

قال العلامة العسکري ـ حفظه الله ـ بعد نقل الکلام المذکور و غيره: «مما ذکرنا يظهر للباحث المتتبع أن ما وصفوه بالردة في عصر أبي بکر لم يکن بالارتداد عن الإسلام و إنما کانت مخالفة لبيعة أبي بکر و امتناعا من دفع الزکاة إليه[57] .

فظهر مما ذکرنا و أوضحنا أن الناس صاروا مرتدين بعد وفاة النبي صلي الله عليه و آله و سلم و عند قبضه، و أنهم جل الصحابة و أکثرها کما شاهدت في الأخبار الماضية، و من المعلوم أن الصحابة لم يعدلوا عن الشهادتين عموما حتي يستحقوا الطرد و البعدعن رحمة الله تعالي بحيث لا تشملهم الشفاعة مع أنا شاهدنا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أرادهم بقوله: «فأقول: سحقا سحقا، لمن بدل بعدي[58] فما الباعث علي طردهم و إبعادهم عن ـ رحمه الله ـ تعالي؟ و ما السبب لقوله صلي الله عليه و آله و سلم هذا، مع أنه نبي الأمة و إمام الرحمة و شافع المذنبين بقوله: «ادخرت شفاعتي لأهل الکبائر من امتي»؟

إني ـ اشهد الله و ملائکته و رسله أني لا أعلم سببا لذلک إلا إنکار أصل من اصول الدين و رکن من أرکانه، و هو إمامة أميرالمؤمنين و سيد الموحدين عليه السلام، و خلافته عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بلا فصل، جعلنا الله بحقه و بحق ذريته الطاهرين و بحق أسمائه الحسني التي هي هم من أعوانهم و انصارهم و المحبين لهم في الدنيا و المرافقين لهم في الآخرة.









  1. أيلةـ بالفتح ـ: مدينة علي ساحل بحر القلزم ـ و الصنعاء موضعان، أحدهما باليمن، و اخري بدمشق.
  2. المجلسي: بحار الانوار، ج 8: ص 27.
  3. المجلسي: بحار الانوار، ج 8: ص 28.
  4. المجلسي: بحار الانوار، ج 8: ص 18.
  5. المجلسي: بحار الانوار، ج 39: صص 211 و 212 و 216.
  6. المجلسي: بحار الانوار، ج 39: صص 211 و 212 و 216.
  7. المجلسي: بحار الانوار، ج 39: صص 211 و 212 و 216.
  8. الفيض: تفسير الصافي، ج 5: ص 301.
  9. المجلسي: بحار الانوار، ج 39: صص 211 و 212 و 216.
  10. الطوسي: کتاب الأمالي، ج 1: ص 150.
  11. الفيض: علم اليقين، ج 2: ص 603.
  12. في رواية: کاب.
  13. المجلسي: بحار الانوار، ج 39: صص 219 و 217.
  14. المجلسي: بحار الانوار، ج 39: صص 219 و 217.
  15. المجلسي: بحار الانوار، ج 39: ص 213.
  16. المظفر: دلائل الصدق، ج 2: ص 587 و 588، ط القاهرة.
  17. المظفر: دلائل الصدق، ج 2: ص 587 و 588، ط القاهرة..
  18. الحاکم النيسابوري: المستدرک علي الصحيحين، ج 3: ص 138/ کتاب معرفة الصحابة.
  19. المظفر: دلائل الصدق، ج 2: صص 588 و 594.
  20. المظفر: دلائل الصدق،: ج 2: صص 588 و 594.
  21. المتقي: کنز العمال، ج 6: ص 402/ باب فضائل علي عليه السلام.
  22. المتقي: کنز العمال، ج 6: ص 402/ باب فضائل علي عليه السلام.
  23. الهيثمي: مجمع الزوائد، ج 9: ص 137، ط بيروت..
  24. فرط: تقدم و سبق.
  25. اختلج: اجتذب و اقتطع.
  26. ابن الاثير: جامع الاصول، ج 11: ص 119.
  27. صحيح مسلم، ج 8: ص 157/ باب فناء الدنيا..
  28. راجع جامع الاصول، ج 11: ص 121.
  29. المصدر السابق، ج 11: ص 121. و قوله: «همل النعم» أي ضوال الابل، أي ان الناجي منهم قليل.» )لسان العرب(.
  30. موطأ مالک، ص 307/ باب الشهداء في سبيل الله»!.
  31. آل عمران، 144:3.
  32. العبده ـ رشيد رضا: المنار، ج 4: ص 160.
  33. المظفر: دلائل الصدق، ج 2: ص 10.
  34. نهج البلاغة، الخطبة 150.
  35. الشوري، 23:42.
  36. الصف، 4:61.
  37. ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة، ج 9: ص 132.
  38. يعني الآية المذکورة في آل عمران، 144:3.
  39. المظفر: دلائل الصدق، ج 2: ص 11.
  40. صحيح البخاري، ج 8: ص 151 و ج 9: ص 58.
  41. صحيح البخاري، ج 8: ص 151 و ج 9: ص 58.
  42. صحيح البخاري، الجزء 9: ص 58.
  43. المصدر السابق، ص 126.
  44. المصدر السابق، ص 126.
  45. المصدر السابق، ج 8: صص 150 و 152، و قد تقدم معني همل النعم ص 355.
  46. صحيح البخاري، ج 8: صص 150 و 152، و قد تقدم معني همل النعم ص 355.
  47. نقله دلائل الصدق، ج 3، صص 400 و 412.
  48. نقله دلائل الصدق، ج 3، صص 400 و 412.
  49. ليت شعري أن جفاة العرب من هم؟ أ لم ير ابن المنظور کلمة «أصحابي» في الأخبار؟ ألم يکن «أعقابکم» ناظرا إلي عهد أکثر الصحابة بالجاهلية الأولي؟ علي أن وظيفة اللغوي تعريف اللغة لا الرأي في مسائل الکلام. )المصحح(..
  50. المظفر: دلائل الصدق، ج 3: ص 410.
  51. المصدر، ص 411.
  52. يعني قوله صلي الله عليه و آله و سلم: «يا رب أصحابي! فيقال: انک لا تدري ما أحدثوا بعدک.
  53. المظفر: دلائل الصدق، ج 3: ص 412.
  54. و هم الثلاثة أو السبعة و من لحق بهم بعد، الذين استقاموا علي الطريقة و لم تحرکهم عواصف الفتن و لم يحيصوا عن صاحب الولاية عليه السلام، کما نقل عن أبي جعفر الباقر عليه السلام: «ارتد الناس بعد النبي صلي الله عليه و آله و سلم إلا ثلاثة نفر: المقداد ابن الأسود، و أبوذر الغفاري، و سلمان الفارسي، ثم ان الناس عرفوا و لحقوا بعد» و عن ابي عبد الله الصادق عليه السلام: «أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم لما قبض ارتد الناس علي أعقابهم کفارا إلا ثلاثا: سلمان و المقداد و أبوذر الغفاري» )المفيد: الاختصاص، ص 6(، إي و الله، و لاغر و بعد أن اتفق نظيره في امة موسي عليه السلام حين رجع م ن الطور فرأي امته مرتدين مشرکين عابدي الوثن، و لم يبق منهم علي الايمان إلا أخوه هارون، مع أنهم يعلمون حياة موسي، و امة الإسلام قد استيقنوا أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قد مات، و هذا آکد و أشد في العدول عن طريقته، و إنما افتتن العامة بعمل الخاصة لأن «الناس علي دين ملوکهم» و لأن الأکثر همج رعاع، أتباع کل ناعق، يميلون مع کل ريح، لم يستضيؤوا بنور العلم، و لم يرکنوا إلي رکن وثيق، و قال الله تعالي:/ و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منکم خاصة و اعلموا أن الله شديد العقاب/ )الانفال، 8: 25( )المصحح(.
  55. هو مدير جامعة أسيوط و أستاذ التاريخ الاسلامي بجامعة القاهرة.
  56. الدکتور حسن ابراهيم حسن: تاريخ الاسلام السياسي، ج 1: ص 351....
  57. العسکري: عبد الله بن سبا، ج 1: ص 141.
  58. قال العلامة القسطلاني في «ارشاد الساري لشرح صحيح البخاري» )ج 9: ص 340(: «فأقول سحقا سحقا» ـ بضم السين و سکون الحاء المهملتين و بالقاف و النصب ـ فيهما علي المصدر، أي بعدا بعدا و کررها ثنتين تأکيدا. «لمن غير بعدي» أي دينه، لانه لا يقول في العصاة بغير الکفر سحقا سحقا بل يشفع لهم و يهتم بأمرهم کما لا يخفي».

    أقول: و الدين هنا الولاية لانها اسها و أصلها کما سنبين، إن شاء الله تعالي..