نهج البلاغة و المحتضر











نهج البلاغة و المحتضر



1ـ قال عليه السلام: «فإنکم لو قد عاينتم ما قد عاين من مات منکم لجزعتم و وهلتم و سمعتم و أطعتم، و لکن محجوب عنکم ما قد عاينوا[1] قال ابن أبي الحديد في شرحه: «و يمکن أن يعني )علي عليه السلام( به ما يعاينه المحتضر من ملک الموت و هول قدومه، و يمکن أن يعني به ما کان عليه السلام يقوله عن نفسه أنه لا يموت ميت حتي يشاهده عليه السلام حاضرا عنده[2] و الشيعة تذهب إلي هذا القول و تعتقده و تروي عنه عليه السلام شعرا قاله للحارث الأعور الهمداني: «يا حار همدان! من يمت يرني ـ إلي آخر الأشعار»، و ليس هذا بمنکر إن صح أنه عليه السلام قاله عن نفسه، ففي الکتاب العزيز ما يدل علي أن أهل الکتاب لا يموت منهم ميت حتي يصدق بعيسي بن مريم عليه السلام، و ذلک قوله:/ و إن من أهل الکتاب إلا ليؤمنن به قبل موته و يوم القيامة يکون عليهم شهيدا/[3] .

2ـ قال عليه السلام: «و داعي لکم وداع امرء مرصد للتلاقي! غدا ترون أيامي، و يکشف لکم عن سرائري، و تعرفونني بعد خلو مکاني و قيام غيري مقامي[4] قال المولي صالح البرغاني في شرح هذا الکلام گويند: «أرصد له» أي أعد، پس مرصد به معني «مهيا شده» باشد[5] وداع من شما را وداع کردن مردي است که چشم به ملاقات او دارند و اصحاب او متوقع و مهياي وصل او باشند نه وداع کسي که ديگر ملاقات با اصحاب نکند. مي تواند ملاقات روز آخرت باشد، و مي تواند مراد آن ملاقات باشد که در ابيات مشهور به حارث همداني گفت و در ديوان مذکور است، و هي هذه: يا حار همدان من يمت يرني...[6] .

أقول: أيها الموالي الکريم! أحب أن أختم هذا المقال بحديث شريف مناسب للباب و فيه بشارة و مسرة لمحبي الأئمة الطاهرين الأطياب عليهم السلام «عن أبي بصير، عن أحدهما عليهما السلام، قال: إذا مات العبد المؤمن دخل معه في قبره ست صور، فيهن صورة أحسنهن وجها، و أبهاهن هيئة، و أطبهن ريحا، و أنظفهن صورة، قال: فيقف صورة عن يمينه، و اخري عن يساره، و اخري بين يديه، و اخري خلفه، و اخري عند رجله، و تقف التي هي أحسنهن فوق رأسه، فإن اتي عن يمينه منعته التي عن يمينه ثم کذلک إلي أن يؤتي من الجهات الست، قال: فتقول أحسنهن صورة: و من أنتم ـ جزاکم الله عني خيراـ؟ فتقول التي عن يمين العبد: أنا الصلاة، و تقول التي عن يساره: أنا الزکاة، و تقول التي بين يديه: أنا الصيام، و تقول التي خلفه: أنا الحج و العمرة، و تقول التي عند رجليه: أنا بر من وصلت من إخوانک، ثم يقلن من أنت، فأنت أحسننا وجها، و أطيبنا ريحا، و أبهانا هيئة؟ فتقول: أنا الولاية لآل محمدـ صلوات الله عليهم أجمعين[7] .









  1. نهج البلاغة، الخطبة.20.
  2. حضوره عليه السلام عند المحتضر مما لا يرد کما مر، و لکن کلامه هذا لا يدل عليه لما فيه من التخويف و الوعيد، کما لا يخفي. و حضوره عليه السلام للبشري و السرور للمؤمن )استاد ولي(.
  3. ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة، ج 1: ص 298.
  4. نهج البلاغة، الخطبة 147.
  5. هذا علي بنائه للمجهول، و في بعض الشروح کشرح عبده و الصبحي صالح بالمعلوم، أي منتظر.
  6. ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة، ج 2: ص 41.
  7. المجلسي: بحار الانوار، ج 6: ص 234.