القرآن و المحتضر











القرآن و المحتضر



1ـ قال الله تعالي:/ الذين آمنوا و کانوا يتقون، لهم البشري في الحيوة الدنيا و/ في الآخرة لا تبديل لکلمات الله ذلک هو الفوز العظيم/[1] .

في الکافي بإسناده عن أبان بن عثمان، عن عقبة أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: «إن الرجل إذا وقعت نفسه في صدره يري، قلت: جعلت فداک و ما يري؟ قال: يري رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيقول له رسول الله: أنا رسول الله، أبشر، ثم قال: ثم يري علي بن أبي طالب عليه السلام فيقول: أنا علي بن أبي طالب الذي کنت تحب، أما لأنفعنک اليوم، قال: قلت له: أيکون أحد من الناس يري هذا، ثم يرجع إلي الدنيا؟ قال: لا، إذا رأي هذا أبدا مات و أعظم ذلک قال: و ذلک في القرآن، قول الله عز و جل:/ الذين آمنوا و کانوا يتقون لهم البشري في الحيوة الدنيا و في الآخرة لا تبديل لکلمات الله/.

أقول: و هذا المعني مروي عن أئمة أهل البيت عليهم السلام بطرق کثيرة جدا، و قوله «و أعظم ذلک» أي عده عظيما[2] .

و عن ابن شهر آشوب، روايته عن زريق، عن الصادق عليه السلام في قوله تعالي «لهم البشري في الحيوة الدنيا»، قال: هو أن يبشراه بالجنة عند الموت، يعني محمدا و عليا عليهما السلام[3] .

2ـ قال الله تعالي:/ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائکة ألا تخافوا و لا تحزنوا و أبشروا بالجنة التي کنتم توعدون نحن أولياؤکم في الحيوة الدنيا و في الآخرة و لکم فيها ما تشتهي أنفسکم و لکم فيها ما تدعون/[4] .

في «البرهان»، عن الإمام أبي محمد العسکري عليهما السلام، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: لا يزال المؤمن خائفا من سوء العاقبة لا يستيقن الوصول إلي رضوان الله حتي يکون وقت نزوع روحه و ظهور ملک الموت له، و ذلک أن ملک الموت يرد علي المؤمن و هو في شدة علته و عظيم ضيق صدره بما يخلفه من أمواله و عياله و ما هو عليه من اضطراب أحواله في معاطبه و عقباته و قد بقيت نفسه حزارتها، و انقطعت آماله فلم ينلها، فيقول له ملک الموت: مالک تجرع غصصک؟ فيقول: لاضطراب أحوالي و أنقطاعي دون آمالي.

فيقول له ملک الموت: و هل يجزع عاقل من فقد درهم زائف و قد اعتاض منه بألف ألف ضعف الدنيا؟ )فيقول: لا(، فيقول له ملک الموت: فانظر فوقک، فينظر فيري درجات الجنان و قصورها التي تقصر دونها الأماني، فيقول له ملک الموت: هذه منازلک و نعمک و أموالک و من کان من ذريتک صالحا فهو هناک معک، أفترضي به بدلا مما ههنا؟ فيقول: بلي، و الله.

ثم يقول ملک الموت: انظر، فيري محمدا و عليا و الطيبين من آلهما في أعلي عليين، فيقول له: أو تراهم و هؤلاء سادتک و أئمتک؟ هم هنا جلاسک و آناسک، )أ( فما ترضي بهم بدلا مما تفارق هنا؟ فيقول: بلي و ربي، و ذلک ما قال الله تعالي:/ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائکة ألا تخافوا و لا تحزنوا/ فما أمامکم من الأموال فقد کفيتموه، و لا تحزنوا علي ما تخلفونه من الذراري و العيال و الأموال، فهذا الذي شاهدتموه في الجنان بدل منهم، و أبشروا بالجنة التي کنتم توعدون، هذه منازلکم، و هؤلاء آناسکم و جلاسکم، و نحن أولياؤکم في الحياة الدنيا و في الآخرة، و لکم فيها ما تشتهي أنفسکم و لکم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم[5] .

3ـ قال الله تعالي:/ يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلي ربک راضية/ مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي/[6] .

في «البرهان»، عن سدير الصيرفي قال: «قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداک، يابن رسول الله، هل يکره المؤمن علي قبض روحه؟ قال: لا، إذا أتاه ملک الموت لقبض روحه جزع عند ذلک، فيقول له ملک الموت: يا ولي الله! لا تجزع، فو الذي بعث محمدا بالحق نبيا لأنا أبر بک و أشفق عليک من الوالد البر الرحيم بولده، افتح عينيک و انظر، قال: فيمثل له رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أميرالمؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة عليهم السلام، فيقول: هؤلاء رفقاؤک، فيفتح عينيه و ينظر إليهم، ثم ينادي نفسه:/ يا أيتها النفس المطمئنة )إلي محمد و أهل بيته( إرجعي إلي ربک راضية مرضية )بالولاية و بالثواب( فادخلي في عبادي )يعني محمدا و أهل بيته(، فما من شي ء أحب إليه من استلال روحه و اللحوق بالمنادي[7] .

4ـ قال الله تعالي:/ و إن من أهل الکتاب إلا ليؤمنن به قبل موته و يوم القيامة يکون عليهم شهيدا/.[8] .

عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالي:/ و إن من أهل الکتاب إلا ليؤمنن به قبل موته و يوم القيامة يکون عليهم شهيدا/ قال: ليس من أحد من جميع الأديان يموت إلا رأي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أميرالمؤمنين حقا من الأولين و الآخرين[9] .









  1. يونس، 64:10.
  2. الطباطبائي: الميزان، ج 10: ص 100.
  3. البحراني: البرهان، ج 2: ص 191.
  4. الزخرف، 43: 31ـ 30.
  5. البحراني: البرهان، ج 4: ص 111، المجلسي: بحار الانوار، ج 6: ص 176.
  6. الفجر، 89:30.
  7. البحراني: البرهان، ج 4: ص 461.
  8. النساء، 159:4.
  9. المجلسي: بحار الانوار، ج 6: ص 188.