المحتضر في القصائد و المدائح
2ـ و له رحمه الله کذب الزاعمون أن عليا قد و ربي دخلت جنة عدن فأبشروا اليوم أولياء علي ثم من بعده تولوا بنيه 3ـ و أيضا أحب الذي من مات من أهل وده و من کان يهوي غيره من عدوه حدث الحسين بن عون، قال: «دخلت علي السيد ابن محمد الحميري عائدا في علته التي مات فيها، فوجدته يساق به، و وجدت عنده جماعة من جيرانه و کانوا عثمانية، و کان السيد جميل الوجه، رحب الجبهة، عريض ما بين السالفين، فبدت في وجهه نکتة سوداء مثل النقطة من المداد، ثم لم تزل تزيد و تنمي حتي طبقت وجهه بسوادها، فاغتم لذلک من حضره من الشيعة، و ظهر من الناصبة سرور و شماتة، فلم يلبث بذلک إلا قليلا حتي بدت في ذلک المکان من وجهه لمعة بيضاء، فلم تزل تزيدـ أيضاـ و تنمي حتي أسفر وجهه و أشرق و افتر[1] السيد ضاحکا مستبشرا فقال: کذب الزاعمون ـ الأشعار»، و «احب الذي ـ إلي آخره[2] . 4ـ أيها المرجي لقاه في الممات ليتما عجل بي ما هو آت فأئزا منه بأوفي النعم الشاعر: هو السيد العلامة، الحاج الميرزا إسماعيل الشيرازي، و هو ابن عم سيد الطائفة، آية الله الميرزا الشيرازي. توفي في 11 شعبان سنة 1305 في الکاظمية، و کان قد جاء إليها من سامراء قبل شهرين، و حمل إلي النجف الأشرف فدفن هناک، کان عالما فاضلا جليلا شاعرا أديبا، قرأ علي ابن عمه الميرزا الشيرازي في سامراء و کان من أفضل تلامذته، و له أشعار في مدح أميرالمؤمنين عليه السلام[3] . و قد أخذنا و اقتطفنا هذه القطعة من الأشعار من قصيدة غراء له رحمه الله في مدح أميرالمؤمنين عليه السلام التي جاءت بتمامها في کتاب «الغدير» القيم )ج 6: ص 31( و «سفينة البحار» )ج 2: ص 230( مطلعها: رغد العيش فزده رغدا 5ـ إذا رمت يوم البعث تنجو من اللظي فوال عليا و الأئمة بعده فهم عترة قد فوض الله أمره أئمة حق أوجب الله حقهم نصحتک أن ترتاب فيهم و تنثني فحب علي عدة لوليه کذلک يوم البعث لم ينج قادم الشاعر: هو الحافظ الشيخ رجب البرسي، و في «الأعيان»: «کان حيا سنة 812، و توفي قريبة من هذا التاريخ، کان فقيها محدثا حافظا أديبا مصفا في الأخبار و غيرها[5] ، و في «الآمل»: «الشيخ رجب البرسي کان فاضلا شاعرا منشئا أديبا، له کتاب «مشارق أنوار اليقين[6] ، و في «الکني و الألقاب»: «الحافظ رجب البرسي فاضل محدث شاعر أديب منشي ء... و البرسي نسبة إلي برس و هي قرية بين الکوفة و الحلة، و عن «معجم البلدان» قال: برس بالضم موضع بأرض بابل، به آثار لبخت نصر[7] و الأبيات موجودة في «مشارق الانوار» )ط بيروت، ص 245( و «الغدير» )ج 7: ص 49(. 6ـ و حضور الوصي حق لدي الم هي بشري لمبغض و محب فيفوز المحب فيها بنعمي حار همدان کل ميت يراني و هو يوصي به منانا و عطفا حين يمسي من الحنو عليه و يمنيه بالبقاء فيأبي حين زفت إليه بشري علي فتسل الروح الأمينة منه و تجلي للحميري دليل حينما وجهه استحال ابتداء ظهرت فيه لانحراف قديم و استقامت عقيدة الحق منه فتجلي منه المحيا منيرا طبقت وجهه المبارک حتي مستفيقا من سکرة الموت صحوا «کذب الزاعمون أن عليا إي و ربي وردت جنة عدن کل هذا المأثور في الدين صدق الشاعر: هو الفاضل الألمعي، الشيخ عبد المنعم الفرطوسي المعاصر. قال العلامة المجاهد، الشهيد آية الله السيد محمد باقر الصدر رحمه الله في تقريظه علي ديوانه «ملحمة أهل البيت»[9] . فقد أطلعني جناب العلامة الجليل، الشاعر الألمعي، الشيخ عبد المنعم الفرطوسي ـ أدام الله تأييده و تسديده ـ علي جزء من ملحمته الشعرية الرائعة التي نظم فيها اصول الدين، و شيئا مهما من اسس العقيدة الإسلامية و قسطا من المعالم العامة للشريعة الأسلامية الغراء کما نظم حياة الرسول الأعظم الشريفة بما حفلت به من آيات باهرات و أمجاد و کرامات و سيرة أهل البيت ـ عليهم الصلاة و السلام ـ و أضواء من حياتهم و علومهم و موفور حکمتهم و عطائهم الفکري و الروحي، فوجدت الملحمة فريدة في بابهاـ إلي آخر ما قاله رحمه الله».
1ـ قد مر منافي ص 299 أشعار السيد الحميري رحمه الله و قد نظم قول أميرالمؤمنين عليه السلام للحارث الهمداني رحمه الله: «و ابشرک يا حارث، لتعرفني عند الممات و عند الصراط و عند الحوض و عند المقاسمة» الخبر.
لن ينجي محبه من هنات
و عفا لي الإله عن سيئاتي
و توالوا الوصي حتي الممات
واحدا بعد واحد بالصفات
تلقاه بالبشري لدي الموت يضحک
فليس له إلا إلي النار مسلک
کل موت فيه لقياک حياة
علني ألقي حياتي في الردي
بسلاف[4] منه تشفي سقمي
و يقبل منک الدين و الفرض و السنن
نجوم الهدي تنجو من الضيق و المحن
إليهم لما قد خصهم منه بالمنن
و طاعتهم فرض بها الخلق تمتحن
إلي غيرهم من غيرهم في الأنام من؟
يلاقيه عند الموت و القبر و الکفن
من النار إلا من تولي أبا الحسن
وت عيانا بشخصه المترائي
من علي بالخوف أو بالرجاء
و يخيب القالي بها بالشقاء
في حديث لسيد الأتقياء
ملک الموت ساعد الالتقاء
خير ام تحنو علي الابناء
رغبا في ثواب يوم البقاء
بجنان الخلود عند اللقاء
سل رفق لشعرة برخاء
بحضور الوصي قرب الفناء
لسواد من نکتة سوداء
کان منه عن منهج الاهتداء
حين وافي لجعفر باستواء
بعد هذا من نکتة بيضاء
صار کالبدر مشرقا بالضياء
و هو يشدو بغبطة و هناء
لا ينجي محبه من بلاء»
و عفالي الإله عن أخطائي
و يقين حق بغير افتراء[8] .