نبذة يسيرة من الأخبار في شأن أميرالمؤمنين من طريق العامة
2ـ عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «يا عمار! طاعة علي طاعتي، و طاعتي طاعة الله[2] . 3ـ عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «يا علي! من فارقني فقد فارق الله، و من فارقک فقد فارقني[3] . 4ـ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «)يا عمار!( فإن سلک الناس کلهم واديا و سلک علي واديا، فاسلک وادي علي بن أبي طالب عليه السلام و خل الناس[4] . 5ـ عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «يا علي! أنت حجة الله، و أنت باب الله، و أنت الطريق إلي الله و أنت النبأ العظيم، و أنت الصراط المستقيم، و أنت المثل الأعلي، و أنت إمام المسلمين، و أميرالمؤمنين، و خير الوصيين، و سيد الصديقين. يا علي! أنت الفاروق الأعظم، و أنت الصديق الأکبر، و إن حزبک حزبي و حزبي حزب الله، و إن حزب أعدائک حزب الشيطان[5] . 6ـ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «إن الله جعل عليا و زوجته و أبنائه حجج الله علي خلقه، و هم أبواب العلم في أمتي، من اهتدي بهم هدي إلي صراط مستقيم[6] . 7ـ عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «من سره أن يجوز علي الصراط کالريح العاصف، و يلج الجنة بغير حساب فليتول وليي و وصيي و صاحبي و خليفتي علي أهلي علي بن أبي طالب، و من سره أن يلج النار فليترک ولايته، فوعزة ربي و جلاله إنه لباب الله الذي لا يؤتي إلا منه، و إنه الصراط المستقيم، و إنه الذي يسأل الله عن ولايته[7] . 8ـ عن الأعمش، عن عباية، عن ابن عباس قال: ستکون فتنة، فمن أدرکها منکم فعليه بخصلة من کتاب الله و علي بن أبي طالب عليه السلام، فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و هو يقول: «هذا اول من آمن بي و اول من يصافحني، و هوفاروق هذه الامة يفرق بين الحق و الباطل، و هو يعسوب المؤمنين، و المال يعسوب الظلمة، و هو الصديق الاکبر، و هو بابي الذي اوتي منه، و هو خليفتي من بعدي[8] . 9ـ عن أبي ليلي الغفاري قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «ستکون فتنة من بعدي، فإذا کان ذلک فالزموا علي بن أبي طالب، إنه أول من يراني، و أول من يصافحني يوم القيامة، و هو معي في السماء العليا، و هو الفاروق بين الحق و الباطل[9] . 10ـ عن علي عليه السلام: «إن الله تبارک و تعالي لو شاء لعرف الناس نفسه، و لکن جعلنا أبوابه و صراطه و وجهه الذي يتوجه منه إليه، فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم عن الصراط لناکبون[10] . 11ـ عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «يا علي من أطاعني فقد أطاع الله، و من أطاعک فقد أطاعني، و من عصاني فقد عصي الله و من عصاک فقد عصاني[11] . 12ـ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «علي بن أبي طالب باب الدين، من دخل فيه کان مؤمنا، و من خرج منه کان کافرا[12] . 13ـ عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «علي مع القرآن، و القرآن مع علي، لا يفترقان حتي يردا علي الحوض[13] . 14ـ و عن ام سلمة أنها کانت تقول: «کان علي علي الحق، من اتبعه اتبع الحق، و من ترکه ترک الحق، عهد معهود قبل يومه هذا». رواه الطبراني[14] . 15ـ أخرج ابن مردويه في المناقب عن أبي ذرـ رضي الله عنه ـ أنه سئل عن اختلاف الناس، فقال: عليک بکتاب الله و الشيخ علي بن أبي طالب عليه السلام، فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «علي مع الحق و الحق معه و علي لسانه، و الحق يدورحيث دار علي[15] . 16ـ عن شهر بن حوشب، قال: کنت عند أم سلمةـ رضي الله عنهاـ إذ استأذن رجل، فقالت له: من أنت؟ قال: أنا أبو ثابت، مولي علي بن أبي طالب عليه السلام فقالت أم سلمة: مرحبا بک يا أبا ثابت! ادخل، فدخل فرحبت به، ثم قالت: يا ابا ثابت أين طار قبلک حين طارت القلوب مطائرها؟ فقال: مع علي عليه السلام قالت: وفقت ـ و الذي نفسي بيده ـ لقد سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «علي مع الحق و القرآن، و الحق و القرآن مع علي، و لن يفترقا حتي يردا علي الحوض[16] . 17ـ قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم«تمسکوا بهذا )يعني عليا( هو حبل الله المتين[17] . أيها القاري ء اللبيب، أنت إذا مررت بهذه الأخبار المنقولة من الکتب المعتبرة عند العامة مر النبيه، و نظرت فيها بعين الإنصاف و الإمعان يحصل لک اليقين و الإطمينان بأن الإعتراف بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام و أولاده المعصومين ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ من أهم الفرائض و أعظمها لأنک علمت: أنه عليه السلام حبل الله المتين بينه و بين خلقه[18] و من ألقي حبل الله من يده خر من السماء إلي الأرض فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مکان سحيق. و أنه عليه السلام غصن من أغصان النبوة، من تعلق به نجا، و من زاغ عنه هوي[19] . و أنه عليه السلام من ناصب خلافته من بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فهو کافر[20] . و أنه إذا تکون فتنة فالزموا علي بن أبي طالب عليه السلام[21] و أنه عليه السلام مع الحق و القرآن، و الحق و القرآن معه لن يفترقا[22] . و أنه عليه السلام باب حطة، من دخل فيه کان مؤمنا، و من خرج عنه کان کافرا[23] . و أن ولايته ولاية رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و ولاية رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ولاية الله[24] . و أنه عليه السلام من فارقه فارق رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و من فارق رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقد فارق الله[25] . و أن طاعته طاعة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و طاعة رسول الله صلي الله عليه و آله طاعة الله[26] . و أنه لو سلک الناس کلهم واديا و سلک علي واديا فالمسلک المأمور بسلوکه هو وادي علي[27] . و أنه من اتبعه اتبع الحق، و من ترکه ترک الحق[28] . و أنه يفرق بين الحق و الباطل، و باب الله الذي يؤتي منه[29] ، و هو الفاروق بين الحق و الباطل[30] . و أنه من عدل عنه ولايته أو فضل عليه غيره فهم عن الصراط لناکبون[31] . و أنه باب الدين من دخل فيه کان مؤمنا و من خرج منه کان کافرا[32] و أن الله تعالي جعله و زوجته و أبنائه عليه السلام حجج الله علي خلقه[33] . و أنه من سره أن يلج النار فليترک ولايته[34] . و أن حزبه حزب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و حزب رسول الله حزب الله، و حزب أعدائه حزب الشيطان[35] . و أنه عليه السلام أول من آمن بالله، و هو وزير رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و قاضي دينه[36] . فلما بلغ بنا الکلام إلي هذا المجال ينبغي أن نشير إلي نکتة مهمة تدل علي أن الولاية أوجب الفرائض و أشدها، و هي أن هذه الفرائض المذکورة مع أنها من دعائم الاسلام و أرکانها فقد جعل الله عزوجل في بعض الأحيان و الأحوال جوازا و رخصة في ترکها إلا الولاية منها. و ها نحن نذکرـ إن شاء الله تعالي ـ بعض الأحاديث التي وردت عن الأئمة المعصومين ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ في ذلک حتي تتجلي الحقيقة للمنصفين. 1ـ عن أبي العلاء الأزدي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «إن الله عزوجل فرض علي خلقه خمسا، فرخص في أربع و لم يرخص في واحدة». قال العلامة المجلسي ـ رحمه الله ـ: قوله عليه السلام: «فرخص في أربع» کالتقصير في الصلاة في السفر و تأخيرها عن وقت الفضيلة مع العذر، و ترک کثير من واجباتها في بعض الأحيان، أو سقوط الصلاة عن الحائض و النفساء، و عن فاقد الطهورين أيضا إن قيل به، و الزکاة عمن لم يبلغ ماله النصاب أو مع فقد سائر الشرائط، و الحج مع فقد الاستطاعة أو غيرها من الشرائط، و الصوم عن المسافر و الکبير و ذوي العطاش و أمثالهم بخلاف الولاية فإنها مع بقاء التکليف لا يسقط وجوبها في حال من الأحوال[37] . 2ـ عن سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ، قال: «کنا عند رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم إذ دخل علينا أعرابي فوقف و سلم، فرددنا عليه السلام، فقال: أيکم البدر التمام و مصباح الظلام محمد رسول الله الملک العلام؟ أهو هذا صبيح الوجه؟ قلنا: نعم، قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: يا أخا العرب! اجلس، فقال: يا محمد آمنت بک قبل أن أراک، و صدقت بک قبل أن ألقاک غير أنه بلغني عنک أمر، قال صلي الله عليه و آله و سلم: و أي، شي ء بلغکم عني؟ قال: دعوتنا إلي شهادة أن لا إله إلا الله و أنک محمد رسول الله فأجبناک، ثم دعوتنا إلي الصلاة و الزکاة و الحج و الصوم و الجهاد، فأجبناک، ثم لم ترض عنا حتي دعوتنا إلي موالاة ابن عمک علي ابن أبي طالب و محبته، أنت فرضته أم الله فرضه من السماء؟ فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: بل الله فرضه علي أهل السماوات و الأرض ـ إلي أن قال صلي الله عليه و آله و سلم: ـ کنت جالسا بعد ما فرغت من جهاز عمي حمزة )يوم احد( إذ هبط علي جبرئيل و قال: يا محمد! الله يقرئک السلام، و يقول لک قد فرضت الصلاة و وضعتها عن المعتل و المجنون و الصبي، )عن الحائض و النفساء و فاقد الطهورين ـ إن قيل به ـ( و فرضت الصوم و وضعته عن المسافر و فرضت الحج و وضعته عن المعتل و فرضت الزکاة و وضعتها عن المعدم، و فرضت حب علي بن أبي طالب ففرضت محبته علي أهل السماوات و الأرض فلم اعط أحدا رخصته[38] . 3ـ عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: لأي علة تکبر علي الميت خمس تکبيرات، و يکبر مخالفونا بأربع تکبيرات؟ قال عليه السلام: «لأن الدعائم التي بني عليها الاسلام خمس: الصلاة و الزکاة و الصوم و الحج و الولاية لنا أهل البيت، فجعل الله للميت من کل دعامة تکبيرة، و إنکم أقررتم بالخمس کلها، و أقر مخالفوکم بأربع و أنکروا واحدة، فمن ذلک يکبرون علي موتاهم أربع تکبيرات، و تکبرون خمسا[39] . 4ـ عن أبي جعفر عليه السلام، قال: «بني الإسلام علي خمس: إقام الصلاة، و إيتاء الزکاة، و حج البيت، و صوم شهر رمضان، و الولاية لنا أهل البيت، فجعل في أربع منها رخصة و لم يجعل في الولاية رخصة. من لم يکن له مال لم تکن عليه الزکاة، و من لم يکن له مال فليس عليه حج، و من کان مريضا صلي قاعدا، و أفطر شهر رمضان، و الولاية صحيحا کان أو مريضا أو ذا مال أو لا مال له، فهي لازمة[40] . 5ـ عن سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ قال: کنا عند رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم إذ جاء أعرابي من بني عامر فوقف و سلم، فقال: يا رسول الله! جاء منک رسول يدعونا إلي الاسلام فأسلمنا، ثم إلي الصلاة و الصيام و الجهاد فرأيناه حسنا، ثم نهيتنا عن الزنا و السرقة و الغيبة و المنکر فانتهينا، فقال لنا رسولک: علينا أن نحب صهرک علي بن أبي طالب عليه السلام، فما السر في ذلک؟ و ما نراه عبادة؟! قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «لخمس خصال، أولها: أني کنت يوم بدر جالسا بعد أن غزونا إذ هبط جبرئيل عليه السلام و قال: إن الله يقرئک السلام و يقول: باهيت اليوم بعلي ملائکتي و هو يجول بين الصفوف و يقول: الله أکبر، و الملائکة تکبر معه، و عزتي و جلالي لا الهم حبه إلا من أحبه، و لا ألهم بغضه إلا من ابغضه. و الثانية: أني کنت جالسا يوم احد و قد فرغنا من جهاز عمي حمزة إذ أتاني جبرئيل عليه السلام و قال: يا محمد إن الله يقول: فرضت الصلاة و وضعتها عن المريض )عن الحائض و النفساء( و فرضت الصوم و وضعته عن المريض و المسافر، و فرضت الحج و وضعته عن المقل المدقع )الفقير الملصق بالتراب( و فرضت الزکاة و وضعتها عمن لا يملک النصاب، و جعلت حب علي بن أبي طالب ليس فيه رخصة. الثالثة: أنه ما أنزل الله کتابا و لا خلق خلقا إلا جعل له سيدا، فالقرآن سيد الکتب المنزلة، و جبرئيل سيد الملائکةـ أو قال: إسرافيل ـ و أنا سيد الأنبياء، و علي سيد الأوصياء و لکل أمر سيد و حبي و حب علي سيد ما تقرب به المتقربون من طاعة ربهم. الرابعة: أن الله تعالي ألقي في روعي أن حبه شجرة طوبي التي غرسها الله تعالي بيده. الخامسة: أن جبرئيل عليه السلام قال: إذا کان يوم القيامة نصب لک منبر عن يمين العرش و النبيون کلهم عن يسار العرش و بين يديه، و نصب لعلي کرسي إلي جانبک إکراما له. فمن هذه خصائصه يجب عليکم أن تحبوه فقال الأعرابي: سمعا و طاعة[41] .
1ـ عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «يا علي! لو أن عبدا عبد الله عزوجل مثل ما قام نوح في قومه، و کان له مثل احد ذهبا فأنفقه في سبيل الله، و مد في عمره حتي حج ألف عام علي قدميه ثم قتل بين الصفا و المروة مظلوما و لم يوالک لم يشم رائحة الجنة و لم يدخلها[1] .