فمن طريق العامة











فمن طريق العامة



1ـ قال العلامة سليمان بن إبراهيم الحنفي القندوزي في تفسير قوله:/ قل کفي بالله شهيدا بيني و بينکم و من عنده علم الکتاب/: الثعلبي و ابن المغازلي بسنديهما عن عبد الله بن عطاء قال: «کنت مع محمد الباقرـ رضي الله عنه ـ في المسجد فرأيت ابن عبد الله ابن سلام، قلت: هذا ابن الذي عنده علم الکتاب. قال: إنما ذاک علي بن أبي طالب[1] ـ الثعلبي و ابو نعيم بسنديهما عن زاذان، عن محمد بن الحنفية، قال: «من عنده علم الکتاب علي بن أبي طالب».

3ـ عن الفضيل بن يسار، عن الباقر عليه السلام، قال: «هذه الآية نزلت في علي عليه السلام، إنه عالم هذه الامة». و في رواية عنه عليه السلام قال: «إيانا عني خاصة، و علي أفضلنا و أولنا و خيرنا بعد النبي صلي الله عليه و آله و سلم».

4ـ عن عمر بن اذينة، عن جعفر الصادق عليه السلام قال: قال أميرالمؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ: «ألا إن العلم الذي هبط به آدم عليه السلام من السماء إلي الأرض و جميع ما فضلت به النبيون إلي خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين صلي الله عليه و آله و سلم».

5ـ و قال الصادق عليه السلام: «علم الکتاب کله ـ و الله ـ عندنا، و ما اعطي وزير سليمان بن داود عليه السلام إنما عنده حرف واحد من الاسم الأعظم و علم بعض الکتاب کان عنده، قال تعالي:/ قال الذي عنده علم من الکتاب ـ أي بعض الکتاب ـ أنا أتيک به قبل أن يرتد إليک طرفک/.[2] قال تعالي لموسي عليه السلام:/ و کتبنا له في الألواح من کل شي ء موعظة/[3] بمن التبعيض. و قال في عيسي عليه السلام:/ و لابين لکم بعض الذي تختلفون فيه/[4] بکلمة البعض. و قال في علي:/ و من عنده علم الکتاب/ أي کل الکتاب، و قال:/ و لا رطب و لا يابس إلا في کتاب مبين/[5] ، و علم هذا الکتاب عنده عليه السلام».

6ـ عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: «سألت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عن هذه الآية الذي عنده علم من الکتاب قال: ذاک وزير أخي سليمان بن داود عليه السلام. و سألته عن قول الله عزوجل:/ قل کفي بالله شهيدا بيني و بينکم و من عنده علم الکتاب/ قال: ذاک أخي علي بن أبي طالب».

7ـ عن محمد بن مسلم، و أبي حمزة الثمالي، و جابر بن يزيد، عن الباقر عليه السلام، و روي )عن( علي بن فضال و الفضيل بن يسار و أبي بصير، عن الصادق عليه السلام، و روي أحمد بن محمد الحلبي و محمد بن فضيل، عن الرضا عليه السلام، و قد روي عن موسي بن جعفر و عن زيد بن علي عليه السلام و عن محمد بن الحنفية، و عن سلمان الفارسي و عن أبي سعيد الخدري و إسماعيل السدي أنهم قالوا في قوله تعالي:/ قل کفي بالله شهيدا بيني و بينکم و من عنده علم الکتاب/ ، هو علي بن أبي طالب عليه السلام».

8ـ و سئل سعيد بن جبير:/ و من عنده علم الکتاب/ عبد الله بن سلام؟ قال: لا، و کيف و هذه السورة مکية، و عبد الله بن سلام أسلم في المدينة بعد الهجرة».

9ـ و ابن عباس ـ رضي الله عنهماـ قال:/ من عنده علم الکتاب/ إنما هو علي، لقد کان عالما بالتفسير و التأويل و الناسخ و المنسوخ».

10ـ و عن محمد بن الحنفيةـ رضي الله عنه ـ قال: «عند أبي أميرالمؤمنين علي ـ صلوات الله عليه ـ علم الکتاب الأول و الاخر».

11ـ عن قيس بن سعد بن عبادة، قال:/ و من عنده علم الکتاب/ علي. قال معاوية بن أبي سفيان: هو عبد الله بن سلام، قال قيس: أنزل الله:/ إنما أنت منذر و لکل قوم هاد/[6] ، و أنزل:/ أفمن کان علي بينة من ربه و يتلوه شاهد منه/[7] ، فالهادي من الاية الاولي، و الشاهد من الثانية علي، لأنه نصبه صلي الله عليه و آله و سلم يوم الغدير و قال: «من کنت مولاه فعلي مولاه» و قال: أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي». فسکت معاوية و لم يستطع أن يردها».

قال بعض المحققين: «إن الله تبارک و تعالي بعث خاتم أنبيائه و أشرف رسله وأکرم خلقه بمنه و فضله العظيم بسابق علمه و لطفه بعد أخذه العهد و الميثاق علي أنبيائه و عباده بمحمد صلي الله عليه و آله و سلم بقوله:/ لتؤمنن به و لتنصرنه/[8] و لما فتح الله أبواب السعادة الکبري و الهداية العظمي برسالة حبيبه علي العرب و قريش و خصوصا علي بني هاشم بقوله تعالي:/ و أنذر عشيرتک الأقربين/[9] و رهطک المخلصين اقتضي العقل أن يکون العالم بجميع أسرار کتاب الله لابد أن يکون رجلا من بني هاشم بعد النبي صلي الله عليه و آله و سلم لأنه أقرب به من سائر قريش، و أن يکون إسلامه أولا ليکون واقفا علي أسرار الرسالة و بدء الوحي، و أن يکون جميع الأوقات عنده بحسن المتابعة ليکون خبيرا عن جميع أعماله و أقواله، و أن يکون من طفوليته منزها عن أعمال الجاهلية ليکون متخلفا بأخلاقه و مؤدبا بآدابه و نظيرا بالرشيد من أولاده، فلم يوجد هذه الشروط لأحد إلا في علي عليه السلام. و أما عبد الله بن سلام لم يسلم إلا بعد الهجرة، فلم يعرف سبب نزول السور التي نزلت قبل الهجرة، و لما کان حاله هذا لم يعرف حق تأويلها بعد إسلامه، مع أن سلمان الفارسي الذي صرف عمره الطويل ثلاث مائة و خمسين سنة في تعلم أسرار الإنجيل و التوراة و الزبور و کتب الأنبياء السابقين و القرآن لم يکن من عنده علم الکتاب لفقده الشروط المذکورة، فکيف يکون من عنده علم الکتاب ابن سلام الذي لم يقرأ الإنجيل، و لم يوجد فيه الشروط، و لم يصدر منه مثل ما صدر من علي يعسوب الدين من الأسرار و الحقائق في الخطبات، مثل قوله: «سلوني قبل أن تفقدوني، فإن بين جنبي علوما کالبحار الزواخر»، و مثل ما صدر من أولاده الأئمة الهداةـ عليهم سلام الله و برکاته ـ من المعارف و الحکم في تأويلات کتاب الله و أسراره[10] .

12ـ قال القرطبي في تفسيره: «قال عبد الله بن عطاء: قلت لأبي جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنهم ـ: زعموا أن الذي عنده علم الکتاب عبد الله بن سلام، فقال: انما ذلک علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ، و کذلک قال محمد بن الحنفية[11] .

13ـ قال ابو حيان الاندلسي المغربي في تفسيره: «قال قتاده: کعبد الله بن سالم و تميم الداري و سلمان الفارسي». و قال مجاهد: عبد الله بن سلام خاصة. و هذان القولان لا يستقيمان إلا أن تکون الآية مدنية، و الجمهور علي أنها مکية. و قال محمد ابن الحنفية و الباقر عليه السلام: هو علي بن أبي طالب[12] .

14ـ قال الالوسي في تفسيره: «قال محمد ابن الحنفية و الباقر عليه السلام: المراد ب «من» علي کرم الله تعالي وجهه[13] .









  1. القندوزي: ينابيع المودة، الباب الثلاثون..
  2. النمل، 40: 27.
  3. الاعراف، 145: 7.
  4. الزخرف، 63: 43.
  5. الانعام، 59: 6.
  6. الرعد، 7: 13.
  7. هود، 17: 11.
  8. آل عمران، 81: 3.
  9. الشعراء، 214: 26.
  10. القندوزي: ينابيع المودة، صص 102 الي 105.
  11. الجامع الاحکام القرآن، ج 9: ص 336.
  12. ابو حيان: البحر المحيط، ج 5: ص 401.
  13. الآلوسي: روح المعاني، ج 13: ص 158.