معني شهادة الله تعالي











معني شهادة الله تعالي



أما شهادة الله تعالي فبالدلائل الواضحة و الحجج القاطعة من إظهار المعجزات و خوارق العادات علي يدي رسوله صلي الله عليه و آله و سلم لصدق رسالته، فعلي هذا تکون شهادة الله تعالي فعليا، لا قوليا، و هذه الشهادة مقصودة في قوله تعالي:/ شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائکة و أولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحکيم/[1] ، و هو عزشأنه و جل جلاله شهد علي وحدانية نفسه من عجيب خلقه و لطيف حکمته و وضع ميزانه فيما خلق. و الشاهد علي ذلک کون «قائما بالقسط» في الآية حالا من اسم الجلالة، کما في التفاسير.

فالقيام بالقسط إشارة إلي البرهان علي صدق شهادته تعالي في الآفاق و الأنفس، فإن وحدة النظام تدل علي وحدة واضعه، و لعلک لو تأملت ذيل الآية تتجلي لک الحقيقة، و هو قوله تعالي:/ لا إله إلا هو العزيز الحکيم/ تفرد بالالوهية و کمال العزة و الحکمة، فلا يغلبه أحد علي ما قام به من سنن القسط و العدل و وضع کل شي ء علي وفق حکمته. فإذا ظهرت لک الحقيقة من أن شهادته عزوجل علي وحدانيته قيامه بالقسط و عدله علي وفق الحکمة، و شهادته عزوجل علي صدق رسالة رسوله إظهار المعجزات و خرق العادات علي يده، فاعلم أن من جملة المعجزات، بل من أعظمها إنزال القرآن عليه بحيث تحدي به العرب، و عجزت الفصحاء و البلغاء عن الإتيان بسورة من مثله. و من الواضح قبح إظهار المعجزة علي يد الکاذب، تعالي الله عن ذلک.

إن قلت: لعل الآية الکريمة نزلت تسلية لرسول الله، يعني أن الله تعالي يعلم إنک رسوله فلا يضرک تکذيب الکفرة، کقول القائل في مقام تسلية نفسه: إن الله يعلم و يشهد بصدق إدعائي، فعلي هذا لا يلزم من شهادة الله تعالي علي رسالة رسوله إظهار المعجزات و خوارق العادات علي يده.

قلنا: بين المقامين فرق واضح، لأن الآية نزلت في رد الکفار المعاندين و في مقام الإحتجاج عليهم، فلا يتم الإحتجاج إلا بظهور المعجزات و خوارق العادات، و في الآية تلويح بل للمنصف تصريح بذلک، لأن الآية لو کانت هکذا کفي بالله شهيدا و من عنده علم الکتاب لاحتمل أن تکون في مقام التسلي لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقط دون الإحتجاج و الرد عليهم، و لکنها مع ذکر «قل» في صدرها، و ضم «بيني و بينکم» إليها تدل علي أنها في مقام الإحتجاج و الرد عليهم، و لکنها مع ذکر «قل» في صدرها، و ضم «بيني و بينکم» إليها تدل علي أنها في مقام الإحتجاج و الرد عليهم، و ذلک لا يمکن إلابالمعجزات و خوارق العادات.









  1. آل عمران، 18: 3.