حب علي و الائمة من ولده عبادة و مكفر للسيئات











حب علي و الائمة من ولده عبادة و مکفر للسيئات



1ـ عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، قال: «أيها الناس! من أراد أن يطفي ء غضب الله و أن يقبل الله عمله فلينظر إلي علي بن أبي طالب عليه السلام، فالنظر إليه يزيد في الإيمان، و إن حبه يذيب السيئات کما تذيب النار الرصاص[1] .

2ـ عن جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: «حب علي عبادة، و أفضل العبادة[2] .

3ـ روي عن محمد بن حميد، قال: سمعت مهران بن أبي عمر يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: «حب علي عليه السلام من العبادة، و أفضل العبادة ما کتم[3] .

4ـ عن الله عزوجل: )يا آدم! ( لو لا عبدان اريد أن أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتک. قال: إلهي فيکونان مني؟ قال: نعم، يا آدم ارفع رأسک و انظر، فرفع رأسه فإذا هو مکتوب علي العرش: لا إله إلا الله، محمد رسول الله نبي الرحمة، علي مقيم الجنة، و من عرف حق علي زکا و طاب، و من أنکر حقه لعن و خاب، أقسمت بعزتي أن ادخل الجنة من أطاعه و إن عصاني، و أقسمت بعزتي أن ادخل النار من عصاه و إن أطاعني[4] .

5ـ عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «حب علي بن أبي طالب عليه السلام يأکل السيئات کما تأکل النار الحطب[5] .

6ـ عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «لو اجتمع الناس علي حب ابن أبي طالب لما خلق الله عزوجل النار[6] .

7ـ عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «إن ملک الموت يترحم علي محبي علي بن أبي طالب کما يترحم علي الأنبياء عليه السلام[7] .

8ـ عن أبي علقمة مولي بني هاشم، قال: «صلي بنا النبي صلي الله عليه و آله و سلم الصبح ثم التفت إلينا، فقال: يا معاشر أصحابي! رأيت البارحة عمي حمزة بن عبد المطلب و أخي جعفر بن أبي طالب و بين يديهما طبق من نبق، فأکلا ساعة ثم تحول النبق عنبا، و أکلا ساعة فتحول العنب رطبا، و أکلا ساعة، و دنوت منهما فقلت: بأبي أنتما! أي الأعمال وجدتما أفضل؟ قالا: فديناک بالآباء و الامهات وجدنا أفضل الأعمال الصلاة عليک، و سقي الماء، و حب علي بن أبي طالب[8] .

9ـ عن أبي عبد الله عليه السلام: «إن فوق کل عبادة عبادة، و حبنا أهل البيت أفضل العبادة[9] .

10ـ عن أبي عبد الله عليه السلام: «من أحبنا و لقي الله و عليه مثل زبد البحر ذنوبا کان حقا علي الله أن يغفر له[10] .

11ـ عن أبي عبد الله عليه السلام: «إن الذنوب تساقط عن ظهور شيعتنا کما تسقط الريح الورق من الشجر[11] .

12ـ عن أبي عبد الله عليه السلام: «إن حبنا أهل البيت ليحط الذنوب عن العباد کما تحط الريح الشديدة الورق عن الشجر[12] .

13ـ عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «حب علي بن ابي طالب يحرق الذنوب کما تحرق النار الحطب[13] .

14ـ عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «حب علي يخمد النيران[14] .

15ـ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «من أحب عليا ناداه ملک من تحت العرش أن يا عبد الله استأنف العمل فقد غفر الله لک الذنوب کلها. ألا و من أحب عليا لا يخرج من الدنيا حتي يشرب من الکوثر، و يأکل من شجرة طوبي، و يري مکانه من الجنة، ألا و من أحب عليا و تولاه کتب الله له براءة من النار و جوازا علي الصراط و أمانا من العذاب[15] .

16ـ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «إن شأن علي عظيم، إن حال علي جليل، إن وزن علي ثقيل، ما وضع حب علي في ميزان أحد إلا رجح علي سيئاته، و لا وضع بغضه في ميزان أحد إلا رجح علي حسناته[16] .

17ـ عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «يا علي! حبک تقوي و إيمان، و بغضک کفر و نفاق[17] .

18ـ عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «حب علي نعمة. و اتباعه فضيلةـ إلي أن قال: ـ لو اوحي إلي أحد بعدي لاوحي إليه، فزين الله به المحافل، و أکرم به العساکر، و أخصب به البلاد، و أعز به الأجنادـ الحديث[18] .

19ـ عن سعد بن حذيفة، يقول: سمعت أبي حذيفة يقول: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «ما من عبد و لا أمة يموت و في قلبه مثقال حبة [من ] خردل من حب علي بن أبي طالب عليه السلام، إلا أدخله الله عزوجل الجنة[19] .

20ـ نزل جبرئيل عليه السلام علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم و قال: «يا محمد! الله العلي الأعلي يقري ء عليک السلام و قال: محمد نبي رحمتي، و علي مقيم حجتي، لا اعذب من والاه و إن عصاني، و لا أرحم من عاداه و إن أطاعني[20] .

21ـ عن جماعة: «قلنا: يا ابن عباس! أينفع حب علي عليه السلام في الآخرة؟ قال: تنازع أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في حبه حتي سألنا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقال: دعوني حتي أسأل الوحي، فلما هبط جبرئيل عليه السلام سأله، فقال: أسأل ربي عزوجل عن هذا، فرفع إلي السماء ثم هبط إلي الأرض، فقال: يا محمد! إن الله تعالي يقري ء عليک السلام و يقول: احب عليا، فمن أحبه فقد أحبني، و من أبغضه فقد أبغضني، يا محمد! حيث تکن يکن علي، و حيث يکن علي يکن محبوه )و إن اجترحوا، و إن اجترحوا[21] .

أيها الأخ العزيز! أنت بعد ما قرأت هذه الأخبار المروية من طرق العامة و الخاصة، و أحطت بألفاظها و معانيها تتجلي لک الحقيقة بأن حب علي عليه السلام يأکل السيئات، و يذيب الآثام و يحط الذنوب کما تسقط الريح الشديدة الورق من الشجر، و يحرق الذنوب کما تحرق النار الحطب، و أن من أحبه و أولاده و لقي الله و عليه مثل زبد البحر ذنوبا کان حقا علي الله أن يغفر له، و أنه ما وضع حبه في ميزان أحد إلا رجح علي سيئاته، أنه أن يغفر له، و أنه ما من عبد و لا أمة يموت و في قلبه مثقال حبة من خردل من حبه عليه السلام إلا أدخله الله عزوجل الجنة، و ليس کما يتوهمه بعض الفضلاء حيث يقول في کتابه المسمي بالفارسية: «کاوشهائي پيرامون ولايت[22] )تحقيقات حول الولاية(:

«هدف از الزام مودت آنان جز وسيله جوئي براي دين و آگاهي مردم از متن شريعت و عمل مردم به دستورات دين چيز ديگري نيست».

اي الغاية من إلزام مودتهم ليست إلا الوصول إلي وسيلة لبقاء الدين و البصيرة بمتن الشريعة و العمل بأحکام الدين.

و ايضا يقول في صفحة 80 من کتابه المذکور:

«زيرا دوستي خاندان رسالت خود مطلوب اساسي و به اصطلاح موضوعيت ندارد، و مقصود از محبت و مودت آنان پيروي از گفتار و کردار آنان است».

أي: لأن حب آل النبوة و مودتهم ليس بنفسه مطلوبا و لا له موضوعية، بل المقصود من المحبة و المودة الإتباع لهم في أقوالهم و أفعالهم ـ انتهي.

أقول: و إني لأتاسف جدا من مقال هذا الفاضل مع أنه من أهل التحقيق و المطالعة، فکأنه لم ير هذه الأخبار الکثيرة المروية من طريق العامة و الخاصة، نعوذ بالله من عثرات القلم و اللسان. هلم معي أخي المنصف نسائل هذا الفاضل و

نظراءه: إنا إذا فرضنا رجلين مسلمين: أحدهما يحب عليا و أولاده المعصومين ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ و الآخر بخلافه، و الحال أنهما لم يوفقا علي العمل بأحکام الإسلام قط، فهل هما عند الله تعالي سيان؟ اجعل نفسک قاضيا. أو نفرض أنهما عملا عملا تاما کاملا ثم ماتا، و لکن أحدهما مات مع حب علي عليه السلام، و الآخر بدونه فهل هما سيان عند الله عزوجل؟ فاجعل نفسک قاضيا، و اعلم أن الله عزوجل يعلم ما تخفي الصدور.

إن قلت: في مقابل هذه الأخبار و الأحاديث أخبارتنا فيها و تعارضها کما جاءت في «جامع البيان»، للحافظ الطبري: «حين نزلت هذه الآية/ و أنذر عشيرتک الأقربين/[23] قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: يا معشر قريش! اشتروا أنفسکم من الله، لا اغني عنکم من الله شيئا، يا بني عبد مناف! لا اغني عنکم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب! لا اغني عنک من الله شيئا، يا فاطمة بنت رسول الله! لا اغني عنک من الله شيئا[24] و عن أميرالمؤمنين عليه السلام: «إن ولي محمد صلي الله عليه و آله و سلم من أطاع الله و إن بعدت لحمته[25] ، و إن عدو محمد صلي الله عليه و آله و سلم من عصي الله و إن قربت قرابته[26] و ما إلي ذلک من أخبار و أحاديث.

قلت: لا تعارض و لا تنافي بين الأخبار الماضية الناطقة بأن حب أهل البيت عليهم السلام يأکل السيئات و تذيب الذنوب، و بين هذه الأخبار و نطائرها التي لا تبلغ عددا إلي الأخبار التي شاهدتها و ملاحظتها بکثرتها، لأن لأمثال هذه الأحاديث معاريض[27] و محامل مشخصة يعرفها من له إلمام بتعابيرها، کما أشار إلي ذلک مولانا الصادق عليه السلام بقوله: «لا يکون الرجل منکم فقيها حتي يعرف معاريض کلامنا، و إن الکلمة من کلامنا لتنصرف علي سبعين وجها[28] فإذا کان کذلک فلا تعارض و لا تنافي.

ثم اعلم، أنه من منن الله تعالي و ألطافه إلقاؤه الحقائق علي ألسن المخالفين و المعاندين کي تتم الحجة، و ما نحن فيه من تلک الموارد، فلا حظ حتي تصدق ما قلناه. أخرج ابن حجر الهيثمي المکي المتوفي سنة 974 في کتابه «الصواعق المحرقة» )ص 231( في باب الحث علي حبهم: «أن صفيةـ عمة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ـ توفي لها ابن فصاحت، فصبرها النبي صلي الله عليه و آله و سلم فخرجت ساکتة. فقال لها عمر: صراخک، إن قرابتک من محمد صلي الله عليه و آله و سلم لا تغني عنک من الله شيئا. فبکت، فسمعها النبي صلي الله عليه و آله و سلم ـ و کان يکرمها و يحبهاـ فسألها فأخبرته بما قال عمر، فأمر بلالا، فنادي بالصلاة، فصعد المنبر، ثم قال: «ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع؟ کل سبب و نسب ينقطع يوم القيامة إلا نسبي و سببي[29] ، فإنها موصولة في الدنيا و الآخرة».

و صح أنه صلي الله عليه و آله و سلم قال علي المنبر: «ما بال رجال يقولون: إن رحم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لا تنفع قومه يوم القيامة، و الله إن رحمي موصولة في الدنيا و الآخرة، و إني ـ أيها الناس! ـ فرطکم علي الحوض». و لا تنافي هذه الأحاديث ما في الصحيحين و غيرهما أنه لما نزل قوله تعالي:/ و أنذر عشيرتک الأقربين/ خرج فجمع قومه، ثم عم و خص بقوله: لا اغني عنکم من الله شيئا، حتي قال: «يا فاطمة بنت محمد!». إما لأن هذه الرواية محمولة علي من مات کافرا، أو أنها خرجت مخرج التغليظ و التنفير، أو أنها قبل علمه بأنه يشفع عموما و خصوصا.

و جاء عن الحسن ـ رضي الله عنه ـ أنه قال لرجل يغلو فيهم: «ويحکم أحبونا لله، فإن أطعنا الله فأحبونا، و إن عصينا فأبغضوناـ الحديث». و ورد: «إنما سميت ابنتي فاطمة لأن الله فطمها و محبيها عن النار». قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «الزموا مودتنا أهل البيت، فإنه من لقي الله و هو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، و الذي نفسي بيده لا ينفع أحدا عمله إلا بمعرفة حقنا». و في رواية: «إن الله قد غفر لشيعتک )شيعة علي( و لمحبي شيعتک». و حديث: «حب آل محمد يوما خير من عبادة سنة» و حديث: «حبي و حب آل بيتي نافع في سبعة مواطن أهوا لهن عظيمة» و حديث: «معرفة آل محمد براءة من النار» و «حب آل محمد جواز علي الصراط» و «و الولاية لآل محمد أمان من العذاب» إلي آخر ما قال ابن حجر.









  1. کشفي النجفي: المناقب المرتضوية، ص 123.
  2. الخطيب: تاريخ بغداد: ص 351.
  3. إبن کثير: تاريخ دمشق، )ترجمة علي بن ابي طالب عليه السلام(/ تحقيق، الشيخ محمد باقر المحمودي ج 3: ص 254.
  4. اخطب الخوارزم: المناقب، ص 227.
  5. ابن حجر: لسان الميزان، ج 1: ص 185، الخطيب: تاريخ بغداد، ج 4: ص 195، الکنجي: کفاية الطالب، ص 325.
  6. اخطب الخوارزم: المناقب، ص 28.
  7. اخطب الخوارزم: المناقب، ص 31.
  8. اخطب الخوارزم: المناقب، ص 33.
  9. المجلسي: بحار الأنوار، ج 27، ص 91.
  10. المجلسي: بحار الأنوار، ج 27: ص 121.
  11. المجلسي: بحار الأنوار، ج 27: ص 123.
  12. المصدر: ص 77.
  13. المجلسي: بحار الأنوار، ج 39: ص 266.
  14. المجلسي: بحار الأنوار، ج 39: ص 304.
  15. المصدر: ص 277.
  16. المصدر: ص 26.
  17. المصدر: ص 263.
  18. المجلسي: بحار الأنوار، ج 39: ص 37.
  19. المصدر: ص 247.
  20. المصدر: ص 259.
  21. المصدر: ص 294.
  22. سبحاني، الشيخ جعفر: کاوشهايي پيرامون ولايت، ص 82.
  23. الشعرا، 214: 26.
  24. المجلسي، بحار الأنوار، ج 19: ص 66، ط القاهرة. ما ولدت فاطمة عليها السلام عند نزول الآية و دعوة قريش، و الآية نزلت في أول الأمر قبل دعوة الناس و کان قبل ميلادها بسنتين..
  25. اللحمة: القرابة.
  26. نهج البلاغة، قسم الحکم: الرقم 95.
  27. أي لطائف الآية و دعوة قريش، و الآية نزلت في أول الأمر قبل دعوة الناس و کان قبل ميلادها.
  28. المجلسي: بحار الأنوار، ج 2: ص 184.
  29. لا يخفي ما في قوله: «سببي» و کانه من المخاريق إلا أن يکون المراد منه الدين أو القران لا القرابة السببية.