الاستدراک
الصاحب بن عباد لا تقبل التوبة من تائب أخي رسول الله بل صهره يا قوم من مثل علي و قد قدامة السعدي رد الوصي لنا الشمس التي غربت لا أنسه حين يدعوها فتتبعه فتلک آيته فينا و حجته أقسمت لا أبتغي يوما به بدلا حسبي أبو حسن مولي أدين به ابن حماد يا إماما ماله إلا لم يزل شأنک و عليک الشمس ردت و له أيضا: ردت له الشمس و هو شأن شاعر لا و من أمري و نهيي لا تواليت سوي من ابن الرومي و له عجائب يوم سار بجيشه ردت عليه الشمس بعد غروبها شاعر من له آخي النبي المصطفي و له معجزة مشهورة العوني إمامي کليم الشمس راجع نورها ابن حماد من کلمته الشمس لما سلمت يا أولا يا آخرا يا ظاهرا رواة حديث رد الشمس من الأعلام قال العلامة الأميني رحمه الله: إن حديث رد الشمس أخرجه جمع من الحفاظ الأثبات بأسانيد جمة صحح جمع من مهرة الفن بعضها، و حکم آخرون بحسن آخر، و شدد جمع منهم النکير علي من غمز فيه و ضعفه و هم الأبناء الأربعة حملة الروح الاموية الخبيثة ألا و هم: ابن حزم، ابن الجوزي، ابن تيمية، ابن کثير. و جاء آخرون من الأعلام و قد عظم عليهم الخطب بإنکار هذه المأثرة النبوية و المکرمة العلوية الثابتة فأفردوها بالتأليف، و جمعوا فيه طرقها و أسانيدها، فمنهم: 1ـ أبوبکر الوراق، له کتاب «من روي رد الشمس» ذکره له ابن شهر آشوب في «المناقب» )ج 1: ص 458(. 2ـ أبو الحسن شاذان الفضيلي، له رسالة في طرق الحديث ذکر شطرا منها الحافظ السيوطي في «اللئالي المصنوعة» )ج 2: ص 175( و قال: أورد طرقه بأسانيد کثيرة و صححه بما لا مزيد عليه و نازع إبن الجوزي في بعض من طعن فيه من رجاله. 3ـ الحافظ أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الموصلي، له کتاب مفرد فيه، ذکره له الحافظ الکنجي في «الکفاية الطالب». 4ـ أبو القاسم الحاکم ابن الحداد الحسکاني النيسابوري الحنفي المترجم )ج 1: ص 112(، له رسالة في الحديث أسماها «مسئلة في تصحيح رد الشمس و ترغيم النواصب الشمس» ذکر شطرا منها ابن کثير في «البداية و النهاية» )ج 6: ص 80( و ذکره له الذهبي في تذکرته )ج 3: ص 368(. 5ـ أبو عبد الله الجعل الحسين بن علي البصري ثم البغدادي )المتوفي 399( ذلک الفقيه المتکلم له کتاب «جواز رد الشمس» ذکره له ابن شهر آشوب. 6ـ أخطب أبو المؤيد موفق بن أحمد )المتوفي 568( المترجم في الجزء الرابع من کتابنا هذا، له کتاب «رد الشمس لأميرالمؤمنين» ذکره له معاصره ابن شهر آشوب. 7ـ أبو علي، الشريف محمد بن أسعد بن علي بن المعمر الحسني النقيب النسابة )المتوفي 588( له جزء في جمع طرق حديث رد الشمس لعلي، أورد فيه أحاديث مسغربة )لسان الميزان، ج 5: ص 76(. 8ـ أبو عبد الله، محمد بن يوسف الدمشقي الصالحي تلميذ ابن الجوزي )المتوفي 597( له جزء «مزيل اللبس عن حديث رد الشمس» ذکره له برهان الدين الکوراني المدني في کتابه «الامم لإيقاظ الهمم» )ص 63(. 9ـ الحافظ، جلال الدين السيوطي )المتوفي 991( له رسالة في الحديث أسماها «کشف اللبس عن حديث رد الشمس»[10] . قال سبط ابن الجوزي في تذکرته )ص 49(: عن إبراهيم بن الحسن بن الحسن، عن فاطمة بنت الحسين عليه السلام، عن أسماء بنت عميس، قالت: کان رأس رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في حجر علي عليه السلام، و هو يوحي إليه فلم يصل العصر حتي غربت الشمس، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: اللهم إنه کان في طاعتک و طاعة نبيک فاردد عليه الشمس. قالت: فردها الله له. فإن قيل: فقد قال جدک في الموضوعات: هذا حديث موضوع بلا شک، و روايته مضطربة، فإن في إسناده أحمد بن داود و ليس بشي ء، و کذا فيه فضل بن مرزوق ضعيف و جماعة منهم عبد الرحمن بن شريک ضعفه أبو حاتم. و قال جدک: أنا لا أتهم به إلا ابن عقدة فإنه کان رافضيا، فلو سلم فصلاة العصر صارت قضاء بغيبوبة الشمس، فرجوع الشمس لا يفيد لأنها لا تصير أداء. قالوا: و في الصحيح: إن الشمس لم تحبس علي أحد إلا يوشع بن نون. و الجواب: أن قول جدي رحمه الله: «هذا حديث موضوع بلا شک» دعوي بلا دليل لأن قدحه في رواته الجواب عنه ظاهر، لأنا ما رويناه إلا عن العدول الثقات الذين لا مغمز فيهم و ليس في إسناده أحد ممن ضعفه، و قد رواه أبو هريرةـ أيضاـ أخرجه عنه ابن مردويه، فيحتمل أن الذين أشار إليهم في طريق أبي هريرة. و کذا قول جدي «أنا لا أتهم به إلا ابن عقدة» من باب الظن و الشک لا من باب القطع و اليقين، و ابن عقدة مشهور بالعدالة کان يروي فضائل أهل البيت و يقتصر عليها و لا يتعرض للصحابةـ رضي الله عنهم ـ بمدح و لا بذم فنسبوه إلي الرفض. و قوله: «صارت صلاة العصر قضاء»، قلنا: أرباب العقول السليمة و الفطر الصحيحة لا يعتقدون أنها غابت ثم عادت و إنما وقفت عن السير المعتاد، فکان يخيل للناظر أنها غابت و إنما هي سائرة قليلا قليلا، و الدليل عليه أنها لو غابت ثم عادت لاختلت الأفلاک و انسد نظام العالم، و قال الله تعالي: کل في فلک يسبحون و إنما نقول: إنها وقفت عن سيرها المعتاد، و لو ردت علي الحقيقة لم يکن عجبا لأن ذلک يکون معجزة لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و کرامة لعلي عليه السلام و قد حبست ليوشع بالإجماع، و لا يخلو إما أن يکون ذلک معجزة لموسي، أو کرامة ليوشع، فإن کان لموسي فنبينا أفضل منه و إن کان ليوشع فعلي عليه السلام أفضل من يوشع. قال صلي الله عليه و آله و سلم: علماء امتي کأنبياء بني إسرائيل، و هذا في حق الآحاد فما ظنک بعلي عليه السلام، و الدليل عليه ـ أيضاـ ما ذکر أحمد في «الفضائل» فقال: حدثنا محمد بن يونس، عن الحسن بن عبد الرحمن الأنصاري، عن عمر بن جميع، عن ابن أبي ليلي، عن أخيه عيسي، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: الصديقون ثلاثة: حزقيل مؤمن آل فرعون، و حبيب النجار و هو مؤمن آل ياسين، و علي بن أبي طالب و هو أفضلهم، و حزقيل کان نبيا من أنبياء بني إسرائيل مثل يوشع، فدل علي فضل علي عليه السلام علي أنبياء بني إسرائيل. و في وقوف الشمس يقول الصاحب کافي الکفاة: من کمولاي علي من يصيد الصيد فيها من له في کل يوم کم و کم حرب ضروس اذکروا أفعال بدر اذکروا غزوة احد اذکروا حرب حنين اذکروا الأحزاب قدما اذکروا مهجة عمرو اذکروا أمر برائة اذکروا من زوجه الز حاله حالة هارون أعلي حب علي لا أول الناس صلاة ردت الشمس عليه و في الباب حکاية عجيبة حدثني بها جماعة من مشايخنا بالعراق، قالوا: شهدنا أبا منصور المظفر بن أردشير العبادي الواعظ و قد جلس بالتاجية مدرسة بباب أبرز محلة ببغداد و کان بعد العصر و ذکر حديث رد الشمس لعلي عليه السلام و طرزه بعبارته و نمقه بألفاظه، ثم ذکر فضائل أهل البيت عليهم السلام فنشأت سحابة غطت الشمس حتي ظن الناس أنها قد غابت، فقام أبو منصور علي المنبر قائما و أومي إلي الشمس و أنشد: لا تغربي يا شمس حتي ينتهي و اثني عنانک إن أردت ثنائهم إن کان للمولي وقوفک فليکن قالوا: فانجاب السحاب عن الشمس و طلعت. اه )قال في هامش الکتاب( قلت: بعد تسليم رد الشمس ليوشع و هو مسلم في الأخبار الصحيحة لا مناص من تسليم رد الشمس لأميرالمؤمنين عليه السلام بشهادة جملة من الأخبار عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم يکون في هذه الامة کل ما کان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل و القذه بالقذة )منه([11] .
حديث رد الشمس و إن عليا عليه السلام يطيعه الجمادات
إلا بحب ابن أبي طالب
و الصهر لا يعدل بالصاحب
ردت عليه الشمس من غائب[1] .
حتي قضينا صلاة العصر في مهل
طوعا بتلبية ها ها علي عجل
فهل له في جميع الناس من مثل
و هل يکون لنور الله من بدل
و من به دان رسل الله في الأول[2] .
رسول الله شکل
عند الله يعلو و يجل
و دجي الليل مطل[3] .
لو علم الناس أي شأن[4] .
و حياتي في يديه
ردت الشمس عليه[5] .
يبغي لقصد النهروان المخرجا
بيضاء تلمع وقدة و تأججا[6] .
يوم خم بالوفا دون الأهال
حين رد الشمس من بعد الزوال[7] .
فهل لکليم الشمس في القوم من مثل[8] .
جهرا عليه و کل شي ء يسمع
يا باطنا في الحجب سرا مودع[9] .
و الوغي تحمي لظاها
بالظبي حين انتضاها
وقعات لا تضاها
سد بالمرهف فاها
لست أبغي ما سواها
إنه شمس ضحاها
إنه بدر دجاها
إنه ليث شراها
کيف أفناها شجاها
و اصدقوني من تلاها
هراء قد طابت ثراها
لموسي فافهماها
مني القوم سفاها
جعل التقوي حلاها
بعد ما غاب سناها
مدحي لآل المصطفي و لنجله
أنسيت إن کان الوقوف لأجله؟
هذا الوقوف لخيله و لرجله