الاستدراك











الاستدراک



حديث رد الشمس و إن عليا عليه السلام يطيعه الجمادات

الصاحب بن عباد


لا تقبل التوبة من تائب
إلا بحب ابن أبي طالب


أخي رسول الله بل صهره
و الصهر لا يعدل بالصاحب


يا قوم من مثل علي و قد
ردت عليه الشمس من غائب[1] .


قدامة السعدي


رد الوصي لنا الشمس التي غربت
حتي قضينا صلاة العصر في مهل


لا أنسه حين يدعوها فتتبعه
طوعا بتلبية ها ها علي عجل


فتلک آيته فينا و حجته
فهل له في جميع الناس من مثل


أقسمت لا أبتغي يوما به بدلا
و هل يکون لنور الله من بدل


حسبي أبو حسن مولي أدين به
و من به دان رسل الله في الأول[2] .


ابن حماد


يا إماما ماله إلا
رسول الله شکل


لم يزل شأنک
عند الله يعلو و يجل


و عليک الشمس ردت
و دجي الليل مطل[3] .


و له أيضا:


ردت له الشمس و هو شأن
لو علم الناس أي شأن[4] .


شاعر


لا و من أمري و نهيي
و حياتي في يديه


لا تواليت سوي من
ردت الشمس عليه[5] .


ابن الرومي


و له عجائب يوم سار بجيشه
يبغي لقصد النهروان المخرجا


ردت عليه الشمس بعد غروبها
بيضاء تلمع وقدة و تأججا[6] .


شاعر


من له آخي النبي المصطفي
يوم خم بالوفا دون الأهال


و له معجزة مشهورة
حين رد الشمس من بعد الزوال[7] .


العوني


إمامي کليم الشمس راجع نورها
فهل لکليم الشمس في القوم من مثل[8] .


ابن حماد


من کلمته الشمس لما سلمت
جهرا عليه و کل شي ء يسمع


يا أولا يا آخرا يا ظاهرا
يا باطنا في الحجب سرا مودع[9] .


رواة حديث رد الشمس من الأعلام

قال العلامة الأميني رحمه الله: إن حديث رد الشمس أخرجه جمع من الحفاظ الأثبات بأسانيد جمة صحح جمع من مهرة الفن بعضها، و حکم آخرون بحسن آخر، و شدد جمع منهم النکير علي من غمز فيه و ضعفه و هم الأبناء الأربعة حملة الروح الاموية الخبيثة ألا و هم: ابن حزم، ابن الجوزي، ابن تيمية، ابن کثير.

و جاء آخرون من الأعلام و قد عظم عليهم الخطب بإنکار هذه المأثرة النبوية و المکرمة العلوية الثابتة فأفردوها بالتأليف، و جمعوا فيه طرقها و أسانيدها، فمنهم:

1ـ أبوبکر الوراق، له کتاب «من روي رد الشمس» ذکره له ابن شهر آشوب في

«المناقب» )ج 1: ص 458(.

2ـ أبو الحسن شاذان الفضيلي، له رسالة في طرق الحديث ذکر شطرا منها الحافظ السيوطي في «اللئالي المصنوعة» )ج 2: ص 175( و قال: أورد طرقه بأسانيد کثيرة و صححه بما لا مزيد عليه و نازع إبن الجوزي في بعض من طعن فيه من رجاله.

3ـ الحافظ أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الموصلي، له کتاب مفرد فيه، ذکره له الحافظ الکنجي في «الکفاية الطالب».

4ـ أبو القاسم الحاکم ابن الحداد الحسکاني النيسابوري الحنفي المترجم )ج 1: ص 112(، له رسالة في الحديث أسماها «مسئلة في تصحيح رد الشمس و ترغيم النواصب الشمس» ذکر شطرا منها ابن کثير في «البداية و النهاية» )ج 6: ص 80( و ذکره له الذهبي في تذکرته )ج 3: ص 368(.

5ـ أبو عبد الله الجعل الحسين بن علي البصري ثم البغدادي )المتوفي 399( ذلک الفقيه المتکلم له کتاب «جواز رد الشمس» ذکره له ابن شهر آشوب.

6ـ أخطب أبو المؤيد موفق بن أحمد )المتوفي 568( المترجم في الجزء الرابع من کتابنا هذا، له کتاب «رد الشمس لأميرالمؤمنين» ذکره له معاصره ابن شهر آشوب.

7ـ أبو علي، الشريف محمد بن أسعد بن علي بن المعمر الحسني النقيب النسابة )المتوفي 588( له جزء في جمع طرق حديث رد الشمس لعلي، أورد فيه أحاديث مسغربة )لسان الميزان، ج 5: ص 76(.

8ـ أبو عبد الله، محمد بن يوسف الدمشقي الصالحي تلميذ ابن الجوزي )المتوفي 597( له جزء «مزيل اللبس عن حديث رد الشمس» ذکره له برهان الدين الکوراني المدني في کتابه «الامم لإيقاظ الهمم» )ص 63(.

9ـ الحافظ، جلال الدين السيوطي )المتوفي 991( له رسالة في الحديث أسماها «کشف اللبس عن حديث رد الشمس»[10] .

قال سبط ابن الجوزي في تذکرته )ص 49(: عن إبراهيم بن الحسن بن الحسن، عن فاطمة بنت الحسين عليه السلام، عن أسماء بنت عميس، قالت: کان رأس رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في حجر علي عليه السلام، و هو يوحي إليه فلم يصل العصر حتي غربت الشمس، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: اللهم إنه کان في طاعتک و طاعة نبيک فاردد عليه الشمس. قالت: فردها الله له.

فإن قيل: فقد قال جدک في الموضوعات: هذا حديث موضوع بلا شک، و روايته مضطربة، فإن في إسناده أحمد بن داود و ليس بشي ء، و کذا فيه فضل بن مرزوق ضعيف و جماعة منهم عبد الرحمن بن شريک ضعفه أبو حاتم. و قال جدک: أنا لا أتهم به إلا ابن عقدة فإنه کان رافضيا، فلو سلم فصلاة العصر صارت قضاء بغيبوبة الشمس، فرجوع الشمس لا يفيد لأنها لا تصير أداء. قالوا: و في الصحيح: إن الشمس لم تحبس علي أحد إلا يوشع بن نون. و الجواب: أن قول جدي رحمه الله: «هذا حديث موضوع بلا شک» دعوي بلا دليل لأن قدحه في رواته الجواب عنه ظاهر، لأنا ما رويناه إلا عن العدول الثقات الذين لا مغمز فيهم و ليس في إسناده أحد ممن ضعفه، و قد رواه أبو هريرةـ أيضاـ أخرجه عنه ابن مردويه، فيحتمل أن الذين أشار إليهم في طريق أبي هريرة. و کذا قول جدي «أنا لا أتهم به إلا ابن عقدة» من باب الظن و الشک لا من باب القطع و اليقين، و ابن عقدة مشهور بالعدالة کان يروي فضائل أهل البيت و يقتصر عليها و لا يتعرض للصحابةـ رضي الله عنهم ـ بمدح و لا بذم فنسبوه إلي الرفض. و قوله: «صارت صلاة العصر قضاء»، قلنا: أرباب العقول السليمة و الفطر الصحيحة لا يعتقدون أنها غابت ثم عادت و إنما وقفت عن السير

المعتاد، فکان يخيل للناظر أنها غابت و إنما هي سائرة قليلا قليلا، و الدليل عليه أنها لو غابت ثم عادت لاختلت الأفلاک و انسد نظام العالم، و قال الله تعالي: کل في فلک يسبحون و إنما نقول: إنها وقفت عن سيرها المعتاد، و لو ردت علي الحقيقة لم يکن عجبا لأن ذلک يکون معجزة لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و کرامة لعلي عليه السلام و قد حبست ليوشع بالإجماع، و لا يخلو إما أن يکون ذلک معجزة لموسي، أو کرامة ليوشع، فإن کان لموسي فنبينا أفضل منه و إن کان ليوشع فعلي عليه السلام أفضل من يوشع. قال صلي الله عليه و آله و سلم: علماء امتي کأنبياء بني إسرائيل، و هذا في حق الآحاد فما ظنک بعلي عليه السلام، و الدليل عليه ـ أيضاـ ما ذکر أحمد في «الفضائل» فقال: حدثنا محمد بن يونس، عن الحسن بن عبد الرحمن الأنصاري، عن عمر بن جميع، عن ابن أبي ليلي، عن أخيه عيسي، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: الصديقون ثلاثة: حزقيل مؤمن آل فرعون، و حبيب النجار و هو مؤمن آل ياسين، و علي بن أبي طالب و هو أفضلهم، و حزقيل کان نبيا من أنبياء بني إسرائيل مثل يوشع، فدل علي فضل علي عليه السلام علي أنبياء بني إسرائيل. و في وقوف الشمس يقول الصاحب کافي الکفاة:


من کمولاي علي
و الوغي تحمي لظاها


من يصيد الصيد فيها
بالظبي حين انتضاها


من له في کل يوم
وقعات لا تضاها


کم و کم حرب ضروس
سد بالمرهف فاها


اذکروا أفعال بدر
لست أبغي ما سواها


اذکروا غزوة احد
إنه شمس ضحاها


اذکروا حرب حنين
إنه بدر دجاها


اذکروا الأحزاب قدما
إنه ليث شراها


اذکروا مهجة عمرو
کيف أفناها شجاها


اذکروا أمر برائة
و اصدقوني من تلاها


اذکروا من زوجه الز
هراء قد طابت ثراها


حاله حالة هارون
لموسي فافهماها


أعلي حب علي لا
مني القوم سفاها


أول الناس صلاة
جعل التقوي حلاها


ردت الشمس عليه
بعد ما غاب سناها


و في الباب حکاية عجيبة حدثني بها جماعة من مشايخنا بالعراق، قالوا: شهدنا أبا منصور المظفر بن أردشير العبادي الواعظ و قد جلس بالتاجية مدرسة بباب أبرز محلة ببغداد و کان بعد العصر و ذکر حديث رد الشمس لعلي عليه السلام و طرزه بعبارته و نمقه بألفاظه، ثم ذکر فضائل أهل البيت عليهم السلام فنشأت سحابة غطت الشمس حتي ظن الناس أنها قد غابت، فقام أبو منصور علي المنبر قائما و أومي إلي الشمس و أنشد:


لا تغربي يا شمس حتي ينتهي
مدحي لآل المصطفي و لنجله


و اثني عنانک إن أردت ثنائهم
أنسيت إن کان الوقوف لأجله؟


إن کان للمولي وقوفک فليکن
هذا الوقوف لخيله و لرجله


قالوا: فانجاب السحاب عن الشمس و طلعت. اه )قال في هامش الکتاب(

قلت: بعد تسليم رد الشمس ليوشع و هو مسلم في الأخبار الصحيحة لا مناص من تسليم رد الشمس لأميرالمؤمنين عليه السلام بشهادة جملة من الأخبار عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم يکون في هذه الامة کل ما کان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل و القذه بالقذة )منه([11] .









  1. ابن شهر آشوب: مناقب آل أبي طالب، ج 2: صص 320ـ 323.
  2. ابن شهر آشوب: مناقب آل أبي طالب، ج 2: صص 320ـ 323.
  3. ابن شهر آشوب: مناقب آل أبي طالب، ج 2: صص 320ـ 323.
  4. المصدر.
  5. المصدر.
  6. المصدر.
  7. المصدر.
  8. المصدر.
  9. ابن شهر آشوب: مناقب آل أبي طالب، ج 2: صص 320ـ 323.
  10. الأميني: الغدير، ج 3: صص 127ـ 128.
  11. سبط ابن الجوزي: تذکرة الخواص، صص 49ـ 53.