في أن النظر إلي علي بن أبي طالب و ذكره عبادة











في أن النظر إلي علي بن أبي طالب و ذکره عبادة



1ـ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: النظر إلي علي بن أبي طالب عبادة، و ذکره عبادة[1] ، لا يقبل الله إيمان عبد إلا بموالاته و البراءة من أعدائه[2] .

2ـ عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «النظر إلي علي عبادة[3] .

3ـ و في حديث عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «النظر إلي وجه علي عبادة[4] .

4ـ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «مثل علي فيکم ـ أو قال: في هذه الامةـ کمثل الکعبة المستورة، النظر إليها عبادة، و الحج إليها فريضة[5] .

5ـ إن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم جاءه رجل فقال: يا رسول الله! أما رأيت فلانا رکب البحر ببضاعة يسيرة، و خرج إلي الصين فأسرع الکرة و أعظم الغنيمة حتي قد حسده أهل وده، و أوسع قرباته جيرانه؟ فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: إن مال الدنيا کلما ازداد کثرة و عظما ازداد صاحبه بلاء، فلا تغتبطوا صاحب الأموال إلا بمن جاد بماله في سبيل الله، و لکن ألا أخبرکم بمن هو أقل من صاحبکم بضاعة و أسرع منه کرة و أعظم منه غنيمة و ما اعد له من الخيرات محفوظ له في خزائن عرش الرحمن؟ قالوا: بلي، يا رسول الله! فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: انظروا إلي هذا المقبل إليکم، فنظرنا فإذا رجل من الأنصار رث الهيئة، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: إن هذا قد صعد له في هذا اليوم إلي العلو من الخيرات و الطاعات ما لو قسم علي جميع أهل السموات و الأرض لکان نصيب أقلهم منه غفران ذنوبه، و وجوب الجنة له، قالوا: بماذا، يا رسول الله؟ فقال: سلوه يخبرکم عما صنع في هذا اليوم.

فأقبل عليه أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و قالوا له: هنيا لک ما برک به رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فماذا صنعت في يومک هذا حتي کتب لک ما کتب؟ قال الرجل: ما أعلم أني صنعت شيئا غير أني خرجت من بيتي، و أردت حاجة کنت أبطأت عنها فخشيت أن تکون فاتتني، فقلت في نفسي لأعتاضن منها النظر إلي وجه علي بن أبي طالب عليه السلام فقد سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «النظر إلي وجه علي عبادة»، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: إي و الله، عبادة و أي عبادة! إنک يا عبد الله ذهبت تبتغي أن تکتسب دينارا لقوت عيالک ففاتک ذلک، فاعتضت منه النظر إلي وجه علي و أنت له محب و بفضله معتقد، و ذلک خير لک من أن لو کانت الدنيا کلها لک ذهبة حمراء فأنفقتها في سبيل الله، و لتشفعن بعدد کل نفس تنفسته في مسيرک إليه في ألف رقبة، يعتقهم من النار بشفاعتک[6] .

6ـ عن أبي رافع، قال: «أتيت أباذر بالربذة اودعه، فلما أردت الانصراف قال لي و لا ناس معي: ستکون فتنة، فاتقوا الله، و عليکم بالشيخ علي بن أبي طالب فاتبعوه فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول له: أنت أول من آمن بي، و أول من يصافحني يوم القيامة، و أنت الصديق الأکبر، و أنت الفاروق الذي يفرق بين الحق و الباطل، و أنت يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الکافرين، و أنت أخي و وزيري و خير من أترک بعدي، تقضي ديني، و تنجز موعدي[7] .

تنبيه:

أيها القاري ء الکريم! إن النظر إلي وجه علي عليه السلام بنفسه عبادة لا أنه يحمل الناظر علي العبادة، کما قاله بعض أهل السنة و هو إبن الأثير صاحب «النهاية»، قال في حديث نقله عمران بن الحصين عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «النظر إلي وجه علي عبادة» قيل: معناه إن عليا رضي الله عنه کان إذا برز، قال الناس: لا إله إلا الله، ما أشرف هذا الفتي، لا إله إلا الله، ما أعلم هذا الفتي، لا إله إلا الله، ما أکرم هذا الفتي، لا إله إلا الله ما أشجع هذا الفتي، فکانت رؤيته تحملهم علي کلمة التوحيد[8] .

أقول: القائل هو محمد بن زياد، المعروف بابن الأعرابي الکوفي اللغوي، المتوفي 231 تلميذ الکسائي و ابن السکيت. و انظر أيها المنصف، کيف أول الرجل الحديث نفيا لمنقبة أميرالمؤمنين عليه السلام! مع أنه، کما قال العلامة المجلسي ـ رحمة الله عليه و حشره مع أوليائه الکرام ـ: أراد أن ينفي عنه عليه السلام منقبة فأثبت له أضعافها، و ما الباعث علي ذلک؟ و أي استبعاد في أن يکون محض النظر إليه ـ صلوات الله عليه ـ عبادة[9] .

ثم أقول: و إن شئت أن يتضح لک المقال فأمعن النظر في قول الحافظ الامام الکنجي الشافعي في «کفاية الطالب» )الباب 34، ص 75(: «أما النظر إلي وجه علي عليه السلام عبادة، من حيث إنه ابن عم الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، و زوج البتول عليها السلام، و والد السبطين الحسن و الحسين عليهما السلام، و أخو الرسول، و وصيه، و باب علمه، و المبلغ عنه، و المجاهد بين يديه، و الذاب عنه، و المجلي الکرب و الهموم عنه، و الباذل نفسه لله تعالي و لرسوله لنصرة دين الله، و داعي الناس إلي دار السلام و معرفة العزيز العلام، و يدل علي فضل النظر إليه فضل النظر إلي الکعبة کما جاء في الحديث: أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم وقف حيال الکعبة و قال: «ما أجلک و ما أشرفک و ما أعظمک عند الله عزوجل! و المؤمن عند الله عزوجل أعظم و أشرف منک عليه». ـ إلي أن قال ـ عن أبي هريرة قال: رأيت معاذ بن جبل يديم النظر إلي علي بن أبي طالب، فقلت: مالک تديم النظر إلي علي کأنک لم تره؟ فقال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: النظر إلي وجه علي عبادة».

7ـ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «زينوا مجالسکم بذکر علي بن أبي طالب عليه السلام[10] .

8ـ عن ام سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «ما قوم اجتمعوا يذکرون فضل علي بن أبي طالب عليه السلام إلا هبطت عليهم ملائکة السماء حتي تحف بهم، فإذا تفرقوا عرجت الملائکة إلي السماء، فيقول لهم الملائکة: إنا نشم من رائحتکم ما لا نشمه من الملائکة، فلم نر رائحة أطيب منها؟ فيقولون: کنا عند قوم يذکرون محمدا و أهل بيته فعلق فينا من ريحهم فتعطرنا، فيقولون: اهبطوا بنا إليهم، فيقولون: تفرقوا و مضي کل واحد منهم إلي منزله، فيقولون: اهبطوا بنا حتي نتعطر بذلک المکان[11] .

9ـ عن علي عليه السلام: «فطوبي لمن رسخ حبنا في قلبه، فو الله ما ذکر العالمون ذکرا أحب إلي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مني[12] .

10ـ عن حماد السمندري «قلت لابي عبد الله عليه السلام: إني أدخل بلاد الشرک و إن من عندنا يقولون: إن مت ثم حشرت معهم، فقال لي: يا حماد، إذا کنت ثم تذکر أمرنا و تدعو إليه؟ قلت: نعم، قال: فإذا کنت في هذه المدن مدن الإسلام تذکر أمرنا و تدعو إليه؟ قلت: لا، فقال لي: إنک إن تمت ثم تحشر امة وحدک، و يسعي نورک بين يديک[13] .

11ـ عن سعد الإسکافي، قال: «قلت لأبي جعفر عليه السلام: إني أجلس و أقص و أذکر حقکم و فضلکم. قال عليه السلام: وددت علي کل ثلاثين ذارعا قاصا مثلک[14] .

12ـ عن محمد بن سليمان، عن محمد بن محفوظ، عن أبي المغرا، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام، يقول: ليس شي ء أنکي[15] لإبليس و جنوده من زيارة الإخوان في الله بعضهم لبعض قال: و إن المؤمنين يلتقيان فيذکران الله ثم يذکران فضلنا أهل البيت، فلا يبقي علي وجه إبليس مضغة لحم إلا تخدد[16] حتي ان روحه لتستغيث من شده ما يجد من الألم، فتحس ملائکة السماء و خزان الجنان فيلعنونه حتي لا يبقي ملک مقرب إلا لعنه، فيقع خاسئا حسيرا مدحورا[17] .

13ـ عن أبي عبد الله عليه السلام: «شيعتنا الرحماء بينهم الذين إذا خلوا ذکروا الله، إن ذکرنا من ذکر الله، إنا إذا ذکرنا ذکر الله، و إذا ذکر عدونا ذکر الشيطان[18] .

14ـ عن أبي عبد الله عليه السلام: «إن لله ملائکة سياحين، سوي الکرام الکاتبين، فإذا مروا بقوم يذکرون محمدا و آل محمدـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ قالوا: قفوا، فقد أصبتم حاجتکم، فيجلسون فيتفقهون معهم، فإذا قاموا عادوا مرضاهم، و شهدوا جنائزهم، و تعاهدوا غائبهم، فذلک المجلس الذي لا يشقي به جليس[19] .









  1. من لا يحضره الفقيه تحت رقم 2145 و 2146.
  2. ينابيع المودة: ج 1: ص 121.
  3. المناقب للخوارزمي، الباب 23، ص 261.
  4. النهاية، لابن الاثير، باب النون، ج 5: ص 77.
  5. کفاية الطالب، الباب 34: ص 161. ک.
  6. البحار، ج 38: ص 197.
  7. شرح النهج، لابن أبي الحديد، ج 13: ص 228.
  8. النهاية، ج 5: ص 77.
  9. البحار، ج 38: ص 195»؟.
  10. البحار، ج 38: ص 199.
  11. البحار، ج 38: ص 199.
  12. البحار، ج 39: ص 393.
  13. الحر العاملي: وسائل الشيعة، ج 11: ص 77.
  14. رجال الکشي، ص 115.
  15. النکاية: القتل و الجرح، أي أجرح له.
  16. تخدد: نقص.
  17. الکليني: الأصول من الکافي، ج 2: صص 176 و 188، باب تذاکر الاخوان..
  18. الکليني: الأصول من الکافي، ج 2: صص 176 و 188، باب تذاکر الاخوان..
  19. الکليني: الأصول من الکافي، ج 2: صص 176 و 188، باب تذاکر الاخوان..