في أن عليا قسيم النار و الجنة
2ـ عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «يا علي! إنک قسيم الجنة و النار، و إنک تنقر باب الجنة فتدخلها بلا حساب[2] . 3ـ عن الأعمش، عن موسي بن طريف، عن عباية، عن علي عليه السلام قال: «أنا قسيم النار يوم القيامة، أقول: خذي هذا، و ذري ذا[3] . 4ـ عن أبي الصلت الهروي، قال: قال المأمون لعلي بن موسي الرضا عليهما السلام: «أخبرني عن جدک أميرالمؤمنين بأي وجه هو قسيم الجنة و النار؟ فقال له الرضا عليه السلام: ألم تر و عن آبائک، عن عبد الله بن عباس أنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «حب علي إيمان، و بغضه کفر»؟ فقال: بلي، فقال الرضا عليه السلام: فلما کانت الجنة للمؤمن، و النار للکافر، فقسمة الجنة و النار إذا کان علي حبه و بغضه فهو قسيم الجنة و النار. فقال المأمون: لا أبقاني الله بعدک إنک وارث جدک. قال أبو الصلت: لما انصرف الرضا عليه السلام إلي منزله، قلت له: جعلت فداک، ما أحسن ما أجبت به! فقال عليه السلام: يا أبا الصلت! إنما کلمته من حيث هو، و لقد سمعت أبي يحدث عن آبائه، عن علي عليهم السلام أنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: يا علي! أنت قسيم الجنة و النار يوم القيامة، تقول للنار: هذا لي، و هذا لک[4] . 5ـ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «يا أبا برزة! إن رب العالمين عهد إلي عهدا إلي عهدا في علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: إنه راية الهدي، و منار الإيمان، و نور جميع من أطاعني، و إمام أوليائي. يا أبا برزة! علي بن أبي طالب أميني غدا في القيامة، و صاحب رايتي في القيامة علي مفاتيح خزائن رحمة ربي[5] . 6ـ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لعلي عليه السلام: «إذا کان يوم القيامة يؤتي بک، يا علي! بسرير من نور، و علي رأسک تاج قد أضاء نوره و کاد يخطف أبصار أهل الموقف فيأتي النداء من عند الله عزوجل: أين وصي محمد رسول الله؟ فتقول: ها أنا ذا، فينادي المنادي: أدخل من أحبک الجنة، و أدخل من عاداک في النار. فأنت قسيم الجنة و النار[6] . 7ـ عن أبي بصير، عن الباقر عليه السلام، عن أبيه، عن جده، عن أميرالمؤمنين ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «کيف بک يا علي إذا وقفت علي شفير جهنم، و قد مد الصراط، و قلت للناس: جوزوا، و قلت لجهنم: هذا لي، و هذا لک[7] . 8ـ عن جعفر الصادق، عن آبائه، عن علي عليه السلام، عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم، قال: «إذا جمع الناس في صعيد واحد کنت أنا و أنت، يا علي، يومئذ عن يمين العرش، ثم يقول ربنا لي و لک: ألقيا في جهنم و من أبغضکما و کذبکما[8] . قال صاحب الينابيع: و مما ينسب إلي الإمام الشافعي: علي حبه جنة وصي المصطفي حقا 10ـ عن أبي سعيد الخدري ـ في حديث طويل ـ، عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، قال: إذا سألتم الله عزوجل فاسألوه لي الوسيلةـ إلي أن قال: ـ فبينما أنا کذلک إذا ملکان قد أقبلا علي، أما أحدهما فرضوان خازن الجنة، و أما الآخر فمالک خازن النار، فيدنو رضوان فيقول: السلام عليک يا أحمد، فأقول: السلام عليک يا ملک من أنت؟ فما أحسن وجهک و أطيب ريحک! فيقول: أنا رضوان خازن الجنة، و هذه مفاتيح الجنة، بعث بها إليک رب العزة، فخذها يا أحمد فأقول: قد قبلت ذلک من ربي، فله الحمد علي ما فضلني به، ادفعها إلي أخي علي بن أبي طالب عليه السلام. ثم يرجع رضوان، فيدنو مالک، فيقول: السلام عليک يا أحمد، فأقول: السلام عليک أيها الملک، من أنت؟ ما أقبح وجهک و أنکر رؤيتک! فيقول: أنا مالک خازن النار، و هذه مقاليد النار، بعث بها إليک رب العزة، فخذها يا أحمد. فأقول: قد قبلت ذلک من ربي، فله الحمد علي ما فضلني به، ادفعها إلي أخي علي بن أبي طالب عليه السلام. ثم يرجع مالک، فيقبل علي و معه مفاتيح الجنة و مقاليد النار، حتي يقف علي عجرة جهنم، و قد تطاير شرارها، و علا زفيرها، و اشتد حرها، و علي آخذ بزمانها، فتقول له جهنم: جزني يا علي فقد أطفأ نورک لهبي، فيقول لها علي عليه السلام: قري يا جهنم، خذي هذا، و اترکي هذا، خذي هذا عدوي، و اترکي هذا وليي. ثم قال صلي الله عليه و آله و سلم: فلجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي من غلام أحدکم لصاحبه، فإن شاء يذهبها يمنة، و إن شاء يذهبها يسرة، و لجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي فيما يأمرها به من جميع الخلائق[12] . يا أخي العزيز! بعد ما رأينا بعض الأخبار الواردة في هذا الباب، جدير بنا أن نعلم ما معني «إن عليا عليه السلام قسيم النار و الجنة»؟ أهو ما فسره بعض علماء الحديث من العامة کأحمد بن حنبل علي ما في «کفاية الطالب» و بعض أئمة اللغة و العربية کابن المنظور في «اللسان»، و إبن الأثير في «النهاية»، أو له معني ألطف و أدق مما فهمه هؤلاء؟ و الثاني هو الحق کما يتضح لک إن شاء الله تعالي. أما ما فسره أحمد بن حنبل، و بعض أئمة اللغة کذلک: فقال الحافظ الکنجي الشافعي في «کفاية الطالب»: قال محمد بن المنظور الطوسي: «کنا عند أحمد بن حنبل، فقال له رجل: يا أبا عبد الله! ما تقول في هذا الحديث الذي يروي: أن عليا قال: «أنا قسيم النار و الجنة»؟ قال أحمد: ما تنکرون من هذا الحديث؟ أليس روينا أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال لعلي: «لا يحبک إلا مؤمن، و لا يبغضک إلا منافق»؟ قلنا: بلي، قال: فأين المؤمن؟ قلنا في الجنة، قال: فأين المنافق؟ قلنا في النار، قال: فعلي قسيم النار و الجنة[13] . و قال ابن المنظور في «اللسان» في مادة قسم: في حديث علي: «أنا قسيم النار» قال القتيبي: أراد أن الناس فريقان: فريق معي و هم في الهدي، و فريق علي و هم علي ضلال کالخوارج، فأنا قسيم النار، نصف في الجنة معي، و نصف في النار. و قسيم فعيل في معني مقاسم، کالسمير و الجليس[14] . و قال إبن الأثير في «النهاية» مثله مع تقديم و تأخير. أقول: قال هؤلاء: لما کان موالوه عليه السلام من أهل الجنة، و مبغضوه من أهل النار، کأنه عليه السلام بهذا الاعتبار قسيم النار و الجنة، و هذا المعني لا يطابق الأخبار الواردة فيه عليه السلام، بل يستفاد من أکثر الأخبار أنه عليه السلام بنفسه الشريفة قسيمها لا باعتبار الموالين و المعادين، هلم معي أيها المنصف القاري ء أن ننظر الأخبار مرة اخري، و نمعن النظر فيها، ثم اجعل نفسک قاضيا. فعن النبي صلي الله عليه و آله و سلم ـ کما نقلناه مفصلاـ: «و إنک تقرع باب الجنة، و تدخلها بغير حساب» و«و إنک تنقر باب الجنة و تدخلها بغير حساب»، و«علي أميني علي مفاتيح رحمة ربي»، و«ألقيا في جهنم من أبغضکما و کذبکما»، و«إن جهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي من غلام أحدکم لصاحبه»، و«و اترکي هذا و خذي هذا»، «و إن شاء يذهب جهنم يمنة، و إن شاء يذهبها يسرة»، و«و لجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي فيما يأمرها به من جميع الخلائق»، و«علي آخذ بزمانها»، و«يقبل علي و معه مفاتيح الجنة و مقاليد النار»، و«يا علي، قلت للناس: جوزوا، و قلت لجهنم: هذا لي، و هذا لک».
1ـ عن علي عليه السلام، أنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «إنک قسيم النار، و إنک تقرع باب الجنة و تدخلها بغير حساب[1] .
قسيم النار و الجنة
إمام الإنس و الجنة[9] 9ـ عن شريک بن عبد الله قال: کنت عند الأعمش و هو عليل، فدخل عليه أبو حنيفه و ابن شبرمة و ابن أبي ليلي، فقالوا له: يا أبا محمد! إنک في آخر يوم من أيام الدنيا، و أول يوم من أيام الآخرة، و قد کنت تحدث في علي بن أبي طالب بأحاديث، فتب إلي الله منها. فقال: أسندوني أسندوني، فأسند، فقال: حدثنا أبو المتوکل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «إذ کان يوم القيامة، يقول الله تعالي لي و لعلي: ألقيا في النار من أبغضکما، و أدخلا الجنة من أحبکما، فذلک قوله تعالي:/ ألقيا في جهنم کل کفار عنيد/[10] . فقال أبو حنيفة للقوم: قوموا )بنا(، لا يجي ء بشي ء أشد من هذا[11] .