في أن عليا أخص الناس برسول الله











في أن عليا أخص الناس برسول الله



1ـ «لما ولد عليه السلام لم يفتح عينيه ثلاثة أيام، فجاء النبي صلي الله عليه و آله و سلم ففتح عينيه و نظر إلي النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فقال: خصني بالنظر، و خصصته بالعلم[1] .

2ـ «إن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم کان إذا جلس ثم أراد أن يقوم، لا يأخذ بيده غير علي عليه السلام[2] .

3ـ «کان النبي صلي الله عليه و آله و سلم إذا جلس اتکا علي علي عليه السلام[3] .

4ـ سئل النبي صلي الله عليه و آله و سلم عن بعض أصحابه فذکر فيه، فقال له قائل: فعلي؟ فقال صلي الله عليه و آله و سلم: إنما سألتني عن الناس، و لم تسألني عن نفسي[4] .

5ـ قال صلي الله عليه و آله و سلم له: «أنت مني کروحي من جسدي، أنت مني کالضوء من الضوء، أنت مني و أنا منک، علي مني مثل رأسي من بدني[5] .

6ـ قال الصادق عليه السلام: «إنه )يعني النبي صلي الله عليه و آله و سلم( أخذ يمسح العرق عن وجه علي، و يمسح به وجهه[6] .

7ـ «إذا قام )رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم( وضع يده علي علي عليه السلام[7] .

8ـ «إن النبي صلي الله عليه و آله و سلم بعث عليا في سرية رافعا يديه يقول: اللهم لا تمتني حتي تريني عليا[8] .

9ـ عن ابن عباس رضي الله عنه، أنه قال: «کان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في مجلسه و مسجده، و عنده جماعة من المهاجرين و الأنصار، إذ نزل عليه جبرئيل عليه السلام و قال له: يا محمد! الحق يقرئک السلام و يقول لک: أحضر عليا، و اجعل وجهک مقابل وجهه. ثم عرج جبرئيل عليه السلام إلي السماء، فدعا النبي صلي الله عليه و آله و سلم عليا، فأحضروه، و جعل وجهه مقابل وجهه، فنزل ثانيا و معه طبق فيه رطب، فوضعه بينهما، ثم قال: کلا، فأکلا، ثم أحضر طستا و إبريقا و قال: يا رسول الله ـ صلي الله عليک و آلک ـ أمرک الله أن تصب الماء علي يدي علي بن أبي طالب، فقال له: السمع و الطاعة لله و لما أمرني به ربي، ثم أخذ الإبريق و قام يصب الماء علي يد علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال له علي عليه السلام: يا رسول الله أنا أولي أن أصل الماء علي يديک، فقال له: يا علي! إن الله سبحانه و تعالي أمرني بذلک، فکان کلما صب الماء علي يد علي عليه السلام لم يقع منه قطرة في الطست، فقال علي عليه السلام: يا رسول الله! إني لم أر شيئا من الما يقع في الطست؟ فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: يا علي! إن الملائکة يتسابقون علي أخذ الماء الذي يقع من يدک، فيغسلون به وجوههم يتبرکون به[9] .

10ـ قال ابن أبي الحديد: إن السنة التي ولد فيها علي عليه السلام هي السنة التي بدي ء فيها برسالة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فاسمع الهتاف من الأحجار و الأشجار، و کشف عن بصره، فشاهد أنوارا و أشخاصا. و کان النبي صلي الله عليه و آله و سلم يتيمن بتلک السنة و بولادة علي فيها، و قال لأهله ليلة ولادته: «و قد ولد لنا الليلة مولود يفتح الله علينا به أبوابا کثيرة من النعمة و الرحمة[10] .

11ـ «ولد علي في جوف الکعبة، و کان ميلاده ثمة إيذانا بعهد جديد للکعبة، و ولد مسلما لأنه فتح عينيه علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم[11] .

12ـ قال عبد الکريم خطيب: «دعا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عليا ليلة الهجرة، و طلب أن يبيت في المکان الذي اعتاد الرسول صلي الله عليه و آله و سلم أن يبيت فيه، و أن يتغطي بالبرد الحضرمي الذي کان النبي يتغطي به، حتي إذا نظر ناظر رأي کأن النبي نائم في مکانه مغطي بالبرد الحضرمي، أحسب أن أحدا لم ينظر إلي هذا حتي شيعة علي عليه السلام فإنا نراهم لا يلتفتون إلي هذه الواقعة، حين نظرنا إلي علي و هو في برد الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و في مثوي منامه، قلنا: هذا خلف الرسول[12] .

13ـ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «يا أنس! من يدخل عليک من هذا الباب أميرالمؤمنين، و سيد المسلمين، و قائد الغر المحجلين، و خاتم الوصيين. قال أنس: قلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصارـ و کتمته ـ، إذ جاء علي فقال: من هذا؟ فقلت: علي، فقام مستبشرا فاعتنقه، و جعل يمسح عرق وجهه بوجهه، و يمسح عرق علي بوجهه[13] .

14ـ عن علي عليه السلام قال: «أتانا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حتي وضع رجليه بيني و بين فاطمة عليهما السلام[14] .

15ـ عن علي عليه السلام قال: «و لقد علمتم أني کان لي مجلس سر لا يطلع عليه غيري، و أنه أوصي إلي دون أصحابه و أهل بيته، و لأقولن ما لم أقله لأحد قبل هذا اليوم: سألته مرة أن يدعو لي بالمغفرة، فقال: أفعل، ثم قام فصلي، فلما رفع يده للدعاء استمعت عليه فإذا هو قائل: «اللهم بحق علي عندک اغفر لعلي». فقلت: يا رسول الله! ما هذا؟ قال: أو أحد أکرم منک عليه فأستشفع به إليه؟[15] .

16ـ عن علي عليه السلام، قال: «کنت في أيام رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم کجزء من رسول الله، ينظر إلي الناس کما ينظر إلي الکواکب[16] .

17ـ «دخل النبي صلي الله عليه و آله و سلم دار فاطمة عليها السلام فقال: يا فاطمة! إن أباک اليوم ضيفک، فقالت عليها السلام: يا أبت! إن الحسن و الحسين يطالباني بشي ء من الزاد فلم أجد لهما شيئا يقتاتان به، ثم إن النبي صلي الله عليه و آله و سلم دخل و جلس مع علي و الحسن و الحسين و فاطمة عليه السلام، و فاطمة متحيرة ما تدري کيف تصنع، ثم إن النبي صلي الله عليه و آله و سلم نظر إلي السماء ساعة و إذا بجبرئيل عليه السلام قد نزل و قال: يا محمد! العلي الأعلي يقرئک السلام، و يخصک بالتحية و الإکرام، و يقول لک: قل لعلي و فاطمة و الحسن و الحسين أي شي ء يشتهون من فواکه الجنة؟ فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: يا علي و يا فاطمة و يا حسن و يا حسين! إن رب العزة علم أنکم جياع، فأي شي ء تشتهون من فواکه الجنة؟.

فأمسکوا عن الکلام، و لم يردوا جوابا حياء من النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فقال الحسين عليه السلام: عن إذنک يا أباه يا أميرالمؤمنين، و عن إذنک يا اماه يا سيدة نساء العالمين، و عن إذنک يا أخاه الحسن الزکي أختار لکم شيئا من فواکه الجنة؟ فقالوا جميعا: قل، يا حسين! ما شئت فقد رضينا بما تختاره لنا، فقال: يا رسول الله! قل لجبرئيل: إنا نشتهي رطبا جنيا، فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: قد علم الله ذلک، ثم قال: يا فاطمة! قومي، وادخلي البيت، و احضري إلينا ما فيه، فدخلت فرأت فيه طبقا من البلور مغطي بمنديل من السندس الأخضر و فيه رطب جني في غير أوانه، فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: يا فاطمة! أني لک هذا؟ قالت: هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، کما قالت مريم بنت عمران.

فقام النبي صلي الله عليه و آله و سلم و تناوله، و قدمه بين أيديهم، ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم أخذ رطبة واحدة فوضعها في فم الحسين عليه السلام فقال: هنيئا مريئا لک يا حسين، ثم أخذ رطبة فوضعها في فم الحسن عليه السلام و قال: هنيئا مريئا )لک( يا حسن، ثم أخذ رطبة ثالثة فوضعها في فم فاطمة الزهراء، و قال لها: هنيئا مريئا لک، يا فاطمة الزهراء، ثم أخذ رطبة رابعة فوضعها في فم علي عليه السلام و قال: هنيئا مريئا لک، يا علي، ثم ناول عليا رطبة اخري و النبي يقول له: هنيئا مريئا لک يا علي، ثم وثب النبي صلي الله عليه و آله و سلم قائما ثم جلس، ثم أکلوا جميعا عن ذلک الرطب، فلما اکتفوا و شبعوا ارتفعت المائدة إلي السماء بإذن الله تعالي.

فقالت فاطمة: يا أبه! رأيت اليوم منک عجبا؟ فقال: يا فاطمة! أما الرطبة الأولي التي وضعتها في فم الحسين و قلت له: هنيئا، يا حسين، فإني سمعت ميکائيل و إسرافيل يقولان: هنيئا لک، يا حسين، فقلت أيضا موافقا لهما في القول، ثم أخذت الثانية فوضعتها في فم الحسن، فسمعت جبرئيل و ميکائيل يقولان: هنيئا لک، يا حسن، فقلت أنا موافقا لهما في القول، ثم أخذت الثالثة فوضعتها في فمک يا فاطمة فسمعت الحور العين مسرورين مشرفين علينا من الجنان، و هن يقلن: هنيئا لک، يا فاطمة، فقلت موافقا لهن بالقول، و لما أخذت الرابعة فوضعتها في فم علي سمعت النداء من )قبل( الحق سبحانه و تعالي يقول: هنيئا مريئا لک، يا علي، فقلت موافقا لقول الله عزوجل، ثم ناولت عليا رطبة اخري ثم اخري و أنا أسمع صوت الحق سبحانه و تعالي يقول: هنيئا مريئا لک، يا علي، ثم قمت إجلالا لرب العزة جل جلاله، فسمعته يقول: يا محمد! و عزتي و جلالي، لونا ولت عليا من هذه الساعة إلي يوم القيامة رطبة رطبة لقلت له: هنيئا مريئا بغير انقطاع[17] .

18ـ ذکر أبو القاسم في أخبار أبي رافع من ثلاثة طرق: «أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم حين تزوج خديجة، قال لعمه أبي طالب: إني احب أن تدفع إلي بعض ولدک يعينني علي أمري و يکفيني، و أشکر بک بلاءک عندي. فقال أبو طالب: خذ أيهم شئت، فأخذ عليا عليه السلام. فمن استقي عروقه من منبع النبوة، و رضعت شجرته ثدي الرسالة، و تهدلت أغصانه عن نبعة الإمامة، و نشأ في دار الوحي، و ربي في بيت التنزيل، و لم يفارق النبي صلي الله عليه و آله و سلم في حال حياته إلي حال وفاته، لا يقاس بسائر الناس[18] .

19ـ «و کان علي عليه السلام ينام مع النبي في سفره، فأسهرته الحمي ليلة أخذته، فسهر النبي صلي الله عليه و آله و سلم لسهر علي عليه السلام ينظر إليه حتي أصبح[19] .









  1. البحار، ج 38: ص 294.
  2. البحار، ج 38: ص 297.
  3. المصدر.
  4. البحار، ج 38: ص 296.
  5. المصدر..
  6. البحار، ج 38: ص 298.
  7. بحار الانوار، ج 38: ص 307.
  8. البحار، ج 38: ص 299.
  9. البحار، ج 38: ص 121.
  10. شرح نهج البلاغة، ج 4: ص 114.
  11. عبقرية الإمام، للعقاد.
  12. الإمام علي، صص 103 و 105.
  13. حلية الاولياء، ج 1: صص 63 و 70.
  14. المصدر..
  15. شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد، ج 20: ص 316.
  16. المصدر السابق، ج 20: ص 326.
  17. البحار، ج 43: ص 310.
  18. البحار، ج 38: صص 295 و 299.
  19. المصدر..