الامام علي و المحققون











الامام علي و المحققون



1ـ سئل الجنيد عن محل علي بن أبي طالب عليه السلام في هذا العلم ـ يعني علم التصوف ـ فقال: «لو تفرغ إلينا من الحروب لنقلنا عنه من هذا العلم ما لا يقوم له القلوب، ذاک أميرالمؤمنين[1] .

2ـ عن بعض الفضلاءـ و قد سئل عن فضائله عليه السلام ـ فقال: «ما أقول في شخص أخفي أعداؤه فضائله حسدا، و أخفي أولياؤه فضائله خوفا و حذرا، و ظهر فيما بين هذين ما طبقت الشرق و الغرب[2] .

3ـ عن هارون الحضرمي، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: «ما جاء لاحد من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب عليه السلام[3] .

4ـ «أن عليا عليه السلام کان من معجزات النبي صلي الله عليه و آله و سلم کالعصا لموسي، و إحياء الموتي لعيسي عليه السلام[4] .

)محمد بن اسحقاق الواقدي(

5ـ «إن تصديق علي عليه السلام ـ و هو ما عليه من البراعة في البلاغةـ هو بنفسه دليل علي أن القرآن وحي إلهي، کيف و هو رب الفصاحة و البلاغة، و هو المثل الأعلي في المعارف؟[5] .

)آية الله العظمي الخوئي رحمه الله(

6ـ «إحتياج الکل إليه، و استغناؤه عن الکل دليل علي أنه إمام الکل[6] .

)خليل بن أحمد الفراهيدي صاحب علم العروض(

7ـ «قد أجمع المؤرخون و کتاب السير علي أن علي بن أبي طالب عليه السلام کان ممتازا بمميزات کبري لم يجتمع لغيره، هو أمة في رجل[7] .

)الدکتور السعادة(

8ـ «أحاط علي بالمعرفة دون أن تحيط به، و أدرکها دون أن تدرکه[8] .

)الدکتور مهدي محبوبة(

9ـ «في عقيدتي أن ابن أبي طالب کان أول عربي لازم الروح الکلية و جاورها، مات علي شهيد عظمته، مات و الصلاة بين شفتيه، مات و في قلبه الشوق إلي ربه، و لم يعرف العرب حقيقة مقامه و مقداره حتي قام من جيرانهم الفرس اناس يدرکون الفارق بين الجواهر و الحصي[9] .

10ـ «انظر إلي الفصاحة کيف تعطي هذا الرجل قيادها، و تملکه زمامها، فسبحان الله من منح هذا الرجل هذه المزايا النفيسة و الخصائص الشريفة، أن يکون غلام من أبناء عرب مکة لم يخالط الحکماء، و خرج أعرف بالحکمة من

أفلاطون و أرسطو، و لم يعاشر أرباب الحکم الخلقية، و خرج أعرف بهذا الباب من سقراط، و لم يرب بين الشجعان لأن أهل مکة کانوا ذوي تجارة، و خرج أشجع من کل بشر مشي علي الأرض. قيل لخلف الأحمر: أيما أشجع علي أم عنبسة و بسطام؟ فقال: إنما يذکر عنبسة و بسطام مع البشر و مع الناس، لا مع من يرتفع عن هذه الطبقة. فقيل له: فعلي کل حال، قال: و الله، لو صاح في وجوههما لماتا قبل أن يحمل عليهما[10] .

)ابن أبي الحديد(

11ـ عن الجاحظ قال: سمعت النظام يقول: «علي بن أبي طالب عليه السلام محنة للمتکلم، إن وفي حقه غلي، و إن بخسه حقه أساء، و المنزلة الوسطي دقيقة الوزن، حادة اللسان، صعبة الترقي إلا علي الحاذق الزکي[11] .

12ـ کان أميرالمؤمنين عليه السلام مشرع الفصاحة و موردها، و منشأ البلاغة و مولدها، و منه عليه السلام ظهر مکنونها، و عنه أخذت قوانينها، و علي أمثلته حذا کل قائل خطيب، و بکلامه استعان کل واعظ بليغ، و مع ذلک فقد سبق فقصروا، و تقدم و تأخروا، لأن کلامه عليه السلام الکلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي، و فيه عبقة من الکلام النبوي...

و من عجائبه عليه السلام التي انفرد بها، و أمن المشارکة فيها، أن کلامه الوارد في الزهد و المواعظ، و التذکير و الزواجر، إذا تأمله المتأمل، و فکر فيه المتفکر، و خلع من قلبه أنه کلام مثله ممن عظم قدره، و نفذ أمره، و أحاط بالرقاب ملکه، لم يعترضه الشک في أنه من کلام من لا حظ له في غير الزهادة، و لا شغل له بغير العبادة، قد قبع في کسر بيت، أو انقطع إلي سفح جبل، لا يسمع إلا حسه و لا يري إلا نفسه، و لا يکاد يوقن بأنه کلام من ينغمس في الحرب مصلتا سيفه، فيقط الرقاب، و يجدل الابطال، و يعود به ينطف دما، و يقطر مهجا، و هو مع ذلک الحال زاهد الزهاد، و بدل الأبدال. و هذه من فضائله العجيبة، و خصائصه اللطيفة، التي جمع بها الأضداد، و ألف بين الأشتات[12] .

)العلامة السيد الرضي(

13ـ «و من اتخذ عليا إماما لدينه فقد استمسک بالعروة الوثقي في دينه و نفسه[13] .

)الفخر الرازي(

14ـ «أما إن علي بن أبي طالب عليه السلام کان يجهر بالتسمية، فقد ثبت بالتواتر، و من اقتدي في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدي، و الدليل عليه قوله عليه السلام: اللهم أدر الحق مع علي حيث دار[14] .

15ـ «إن علي بن أبي طالب عليه السلام کلام الله الناطق، و قلب الله الواعي، نسبته إلي من عداه من الأصحاب شبه المعقول إلي المحسوس، و ذاته من شدة الإقتراب ممسوس في ذات الله[15] .

16ـ «مات الإمام علي شأن جميع الأنبياء الباصرين الذين يأتون إلي بلد ليس ببلدهم، و إلي قوم ليس بقومهم، في زمن ليس بزمنهم[16] .

)جبران خليل(

17ـ «إن عليا لمن عمالقة الفکر و الروح و البيان في کل زمان و مکان[17] .

)جبران خليل(

18ـ «و ما أقول في رجل تحبه أهل الذمة علي تکذيبهم بالنبوة، و تعظمه الفلاسفة علي معاندتهم لأهل الملة، و تصور ملوک الفرنج و الروم صورته في بيعها و بيوت عباداتها، و تصور ملوک الترک و الديلم صورته علي أسيافها[18] .

19ـ «و ما أقول في رجل أقر له أعداوه و خصومه بالفضل، و لم يمکنهم جحد مناقبه و لا کتمان فضائله، فقد علمت أنه استولي بنو امية علي سلطان الإسلام في شرق الأرض و غربها، و اجتهدوا بکل حيلة في إطفاء نوره و التحريف عليه و وضع المعايب و المثالب له، و لعنوه علي جميع المنابر، و توعدوا مادحيه بل حبسوهم و قتلوهم، و منعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو يرفع له ذکرا، حتي حظروا أن يسمي أحد باسمه، فما زاده ذلک إلا رفعة و سموا، و کان کالمسک کلما ستر انتشر عرفه، و کلما کتم يتضوع نشره، و کالشمس لا تستر بالراح[19] ، و کضوء النهار إن حجبت عنه عينا واحدة أدرکته عيون کثيرة. و ما أقول في رجل تعزي إليه کل فضيلة، و تنتهي إليه کل فرقة، و تتجاذبه کل طائفة، فهو رئيس الفضائل و ينبوعها و أبو عذرها[20] .

أنا و جميع من فوق التراب

فداء تراب نعل أبي تراب

)لصاحب بن عباد(

20ـ «و إني لا طيل التعجب من رجل يخطب في الحرب بکلام يدل علي أن طبعه مناسب لطباع الأسود، ثم يخطب في ذلک الموقف بعينه إذا أراد الموعظةبکلام يدل علي أن طبعه مشاکل لطباع الرهبان الذين لم يأکلوا لحما و لم يريقوا دما، فتارة يکون في صورة بسطام بن قيس )الشجاع(، و تارة يکون في صورة سقراط و المسيح بن مريم الالهي. و اقسم بمن تقسم الأمم کلها به لقد قرأت هذه الخطبة[21] منذ خمسين سنة و إلي الآن أکثر من ألف مرة، ما قرأتها قط إلا و أحدثت عندي روعة و خوفا و عظة، أثرت في قلبي و جيبا، و لا تأملتها إلا و ذکرت الموتي من أهلي و أقاربي و أرباب ودي، و خيلت في نفسي أني أنا ذلک الشخص الذي وصف الإمام عليه السلام حاله[22] .

21ـ «و أما فضائله عليه السلام فإنها قد بلغت من العظم و الجلال و الإنتشار و الإشتهار مبلغا يسمج معه التعرض لذکرها و التصدي لتفصيلها فصارت کما قال أبو العيناء لعبيد الله بن يحيي بن خاقان، وزير المتوکل و المعتمد: «رأيتني فيما أتعاطي من وصف فضلک کالمخبر عن ضوء النهار الباهر و القمر الزهر، الذي لا يخفي علي الناظر، فأيقنت أني حيث انتهي بي القول منسوب إلي العجز، مقصر عن الغاية، فانصرفت عن الثناء عليک الي الدعاء لک، و وکلت الإخبار عنک إلي علم الناس بک[23] .

22ـ «بطولات الإمام ما اقتصرت يوما علي ميادين الحرب، فقد کان بطلا في صفاء بصيرته، و طهارة وجدانه و سحر بيانه، و حرارة إيمانه، و سمودعته، و نصرته للمحروم و المظلوم، و تعبده للحق أينما تجلي له الحق هذه البطولات لا تزال غنيا نعود إليه اليوم و في کل يوم[24] .

)ميخائيل نعيمة( ـ «الإمام علي بن أبي طالب عظيم العظماء، نسخة مفردة لم يرلها الشرق و لا الغرب، صورة طبق الأصل لا قديما و لا حديثا[25] .

)شبلي شميل(

24ـ «فالتاريخ و الحقيقة يشهد ان أنه الضمير العملاق الشهيد أبو الشهداء و شخصية الشرق الخالدة و ماذا عليک يا دنيا لو حشدت قواک فأعطيت في کل زمن عليا بعقله و قلبه و لسانه و ذي فقاره![26] .

25ـ «عن عامر الشعبي قال تکلم أميرالمؤمنين عليه السلام بتسع کلمات ارتجلهن ارتجالا فقأن عيون البلاغة و أيتمن جواهر الحکمة و قطعن جميع الانام عن اللحاق بواحدة منهن ثلاث منها في المناجاة و ثلاث منها في الحکمة و ثلاث منها في الأدب فأما اللاتي في المناجاة فقال الهي کفي بي عزا أن أکون لک عبدا و کفي بي فخرا أن تکون لي ربا أنت کما احب فاجعلني کما تحب و أما الللاتي في الحکمة فقال قيمة کل امرء ما يحسنه و ما هلک امرء عرف قدره و المرء مخبو تحت لسانه و اللاتي في الأدب فقال امنن علي من شئت تکن أميره و استغن عمن شئت تکن نظيره و احتج الي من شئت تکن أسيره[27] .

26ـ «هل کان علي عليه السلام من عظماءالدنيا ليحق للعظماء أن يتحدثوا عنه، أم ملکوتيا ليحق للملکوتيين أن يفهموا منزلته؟ لاي رصد يريد أن يعرفوه أهل العرفان غير رصد مرتبتهم العرفانية؟ و بأية مؤونة يريد الفلاسفة سوي ما لديهم من علوم محدودة؟ ما فهمه العظماء و العرفاء و الفلاسفة بکل ما لديهم من فضائل و علوم سامية إنما فهموه من خلال وجودهم و مرآة نفوسهم المحدودة، و علي غير ذلک[28] .









  1. فرائد السمطين، ج 1: ص 380.
  2. مقدمة المناقب للخوارزمي، ص 8.
  3. فرائد السمطين، ج 1: ص 79.
  4. الفهرست، لابن نديم، ص 111.
  5. البيان في تفسير القرآن، ص 91.
  6. عبقرية الإمام، للدکتور مهدي محبوبة، ص 138.
  7. مقدمة الإمام علي، للدکتور السعادة..
  8. عبقرية الإمام، للدکتور مهدي محبوبة، ص 138.
  9. الإمام علي صوت العدالة الانسانية، ج 5: ص 1222.
  10. شرح نهج البلاغة، ج 16: ص 146 بالتلخيص.
  11. سفينة البحار، ج 1: ص 146، مادة «جحظ».
  12. مقدمة نهج البلاغة..
  13. التفسير الکبير، ج 1: صص 205 و. 207.
  14. المصدر..
  15. حاشية الشفاء، ص 566، باب الخليفة و الامام..
  16. صوت العدالة، ج 5: ص 1213.
  17. صوت العدالة، ج 5: ص 1213.
  18. شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد، ج 1: صص 29 و 17.
  19. أي الکف.
  20. شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد، ج 1: صص 29 و 17.
  21. يعني الخطبة 216، أوله: «يا له مراما ما أبعده.
  22. شرح النهج، لابن أبي الحديد، ج 11: ص 150.
  23. شرح النهج، ج 1: ص 16.
  24. صوت العدالة، ج 1: ص 22.
  25. صوت العدالة، ج 1: ص 37 و 49.
  26. المصدر..
  27. سفينة البحار، ج 1: ص 123.
  28. نبراس السياسة و منهل الشريعه، لآية الله الخميني: ص 17.