حديث الغدير
قال العلامة المقبلي المترجم ص 142 )في الغدير ج 1( بعد سرده لبعض طرق هذا الحديث: فإن لم يکن هذا معلوما فما في الدين معلوم. و قال السيد الأمير محمد الصنعاني، المذکور في «الروضة الندية شرح تحفة العلوية»: و حديث الغدير متواتر عند أکثر أئمة الحديث. قال الحافظ الذهبي في «تذکرة الحفاظ»، في ترجمة الطبري: ألف محمد بن جرير فيه کتابا. و قال الذهبي وفقت عليه فاندهشت لکثرة طرقه[2] . قال العلامة الشيخ سليمان الحنفي: حکي عن أبي المعالي الجويني الملقب بإمام الحرمين استاذ أبي حامد الغزالي ـ رحمهما الله ـ يتعجب و يقول: رأيت مجلدا في بغداد في يد صحاف فيه روايات خبر غدير خم مکتوبا عليه المجلدة الثامنة و العشرون من طرق قوله صلي الله عليه و آله و سلم: «من کنت مولاه فعلي مولاه» و يتلوه المجلدة التاسعة و العشرون[3] . قال العلامة ابن المغازلي الشافعي )المتوفي سنة 483(. عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: من صام يوم ثمانية عشرة خلت من ذي الحجة کتب له صيام ستين شهرا، و هو يوم غدير خم، لما أخذ النبي صلي الله عليه و آله و سلم بيد علي بن أبي طالب فقال: ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلي، يا رسول الله! قال: من کنت مولاه، فعلي مولاه. فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لک يا علي بن أبي طالب! أصبحت مولاي و مولي کل مؤمن، فأنزل الله تعالي:/ اليوم اکملت لکم دينکم/[4] . و عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: من کنت وليه فعلي وليه، أو مولاه. و عن أبي سعيد الخدري، قال: رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: من کنت مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه[5] . و قال أبو القاسم الفضل بن محمد: هذا حديث صحيح عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و قد روي حديث غدير خم عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نحو من مائة نفر منهم العشرة، و هوحديث ثابت لا أعرف له علة، تفرد علي عليه السلام بهذه الفضيلة ليس يشرکه فيها أحد[6] . المستدرک لصفحة 183 عن عبد الواحد بن زيد أنه قال: کنت حاجا إلي بيت الله الحرام، فبينا أنا في الطواف إذ رأيت جاريتين واقفتين عند الرکن اليماني، إحداهما تقول لاختها: لا و حق المنتجب بالوصية، و الحاکم بالسوية، العادل في القضية، العالي البنية، الصحيح النية، بعل فاطمة المرضية، ما کان کذا و کذا. قال عبد الواحد: و کنت أسمع، فقلت: يا جارية، من المنعوت بهذه الصفة؟ فقالت: ذاک و الله علم الأعلام، و باب الأحکام، و قسيم الجنة و النار، و قاتل الکفار و الفجار، و رباني الامة، و رئيس الأئمة، ذاک أميرالمؤمنين و إمام المسلمين، الهزبر الغالب، أبو الحسن علي بن أبي طالب. قلتا: من أين تعرفين عليا؟ قالت: و کيف لا أعرف من قتل أبي بين يديه في يوم صفين، و لقد دخل علي أمي ذات يوم، فقال لها: کيف أصبحت يا ام الأيتام؟ فقالت له [أمي ]: بخير يا أميرالمؤمنين، ثم أخرجتني و أختي هذه إليه، و کان قد أصابني من الجدري ما ذهب [به ]ـ و الله ـ بصري، فلما نظر إلي تأوه، ثم طفق يقول: ما إن تأوهت من شي ء رزيت به قد مات و الدهم من کان يکفلهم ثم أمر بيده المبارکة علي وجهي، فانفتحت عيناي لوقتي و ساعتي، فو الله يا ابن أخي، إني لأنظر إلي الجمل الشارد في الليلة الظلماء، کل ذلک ببرکة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم أعطاها شيئا من بيت المال، و طيب قلبنا، و رجع. قال عبد الواحد: فلما سمعت هذا القول قمت إلي دينار من نفقتي فأعطيتها و قلت: خذي يا جارية هذا و استعيني به علي وقتک. قالت: إليک عني يا رجل، فقد خلفنا خير سلف علي خير خلف، نحن و الله اليوم في عيال أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام. [فولت ] و طفقت تقول: ما ينط حب علي في خناق فتي و لا له قدم زل الزمان به ما سرني أن أکن من غير شيعتة و في الختام لاننسي جميل مساعي الفاضل الألمعي «الحسين الاستاد ولي» وراء ترصيف الکتاب فلله دره و علينا شکره.
قال ابن کثير في «البداية و النهاية» ج 1، ص 208: و قد اعتني بأمر هذا الحديث أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، صاحب التفسير و التاريخ فجمع فيه مجلدين و أورد فيهما طرقه و ألفاظه[1] .
کما تأوهت للأطفال في الصغر
في النائبات و في الأسفار و الحضر
إلا له شهدت بالنعمة النعم
إلا له أثبتت من بعدها قدم
لو أن لي ما حوته العرب و العجم[7] .