ان نور صاحب الرسالة و نور صاحب الولاية خلقهما الله قبل كل شي











ان نور صاحب الرسالة و نور صاحب الولاية خلقهما الله قبل کل شي ء و هما متحدان في جميع الخصال



1ـ عن ابن عباس قال: «کنا عند رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فأقبل علي عليه السلام، فلما رآه النبي صلي الله عليه و آله و سلم تبسم في وجهه فقال: مرحبا بمن خلقه الله قبل کل شي ء، خلق نورا فقسمه نصفين فخلقني من نصفه و خلق عليا من النصف الآخر قبل الأشياء، فنورها من نوري و نور علي، فسبحنا و سبحت الملائکة، و کبرنا و کبر الملائکة، و کان ذلک من تعليمي و تعليم علي عليه السلام[1] .

2ـ و عن موسي بن جعفر عليهما السلام: «إن الله عزوجل خلق نور محمد صلي الله عليه و آله و سلم و علي عليه السلام من اختراعه و نور عظمته و جلاله، فلما أراد أن يخلق محمدا صلي الله عليه و آله و سلم قسم ذلک النور شطرين، فخلق من الشطر الأول محمدا صلي الله عليه و آله و سلم و من الشطر الآخر عليا عليه السلام، و لم يخلق من ذلک النور غيرهما[2] .

3ـ «... فقالت فاطمة عليها السلام: يا رسول الله! ما أراک قلت في علي شيئا؟ قال صلي الله عليه و آله و سلم: إن عليا نفسي، هل رأيت أحدا يقول في نفسه شيئا؟[3] و الحديث

طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

4ـ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «و الذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة، و تؤتن الزکاة أو لأبعثن إليکم رجلا هو مني کنفسي[4] .

5ـ سئل النبي صلي الله عليه و آله و سلم عن بعض أصحابه فذکر فيه، فقال له قائل: فعلي؟ فقال صلي الله عليه و آله و سلم: «إنما سألتني عن الناس و لم تسألني عن نفسي[5] .

6ـ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عند المباهلة مع نصاري نجران: «اللهم هذا نفسي، و هو عندي عدل نفسي، اللهم هذه نسائي أفضل نساء العالمين، و قال: اللهم هذان ولداي و سبطاي، فأنا حرب لمن حاربوا، و سلم لمن سالموا[6] .

7ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لما انهزم الناس يوم احد عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم إنصرف بوجهه إليهم و هو يقول: أنا محمد، أنا رسول الله، لم اقتل و لم أمت، فالتفت إليه فلان و فلان فقالا: الآن يسخر بنا أيضا و قد هزمنا. و بقي معه علي عليه السلام و سماک بن خرشة أبو دجانة رحمه الله فدعاه النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقال: يا أبا دجانة! انصرف، و أنت في حل من بيعتک، فأما علي فهو أنا و أنا هو.

فتحول و جلس بين يدي النبي صلي الله عليه و آله و سلم و بکي و قال: لا و الله، و رفع رأسه إلي السماء، و قال: لا و الله، لا جعلت نفسي في حل من بيعتي، إني بايعتک فإلي من أنصرف، يا رسول الله؟ إلي زوجة تموت، أو ولد يموت، أو دار تخرب، و مال يفني، و أجل قد اقترب؟ فرق له النبي صلي الله عليه و آله و سلم فلم يزل يقاتل حتي أثخنته الجراحة، هو في وجه، و علي في وجه، فلما اسقط احتمله علي عليه السلام فجاء به إلي النبي صلي الله عليه و آله و سلم...[7] .

8ـ عن علي عليه السلام: «کنت في أيام رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم کجزء من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ينظر إلي الناس کما ينظر إلي الکواکب في افق السماء، ثم غض الدهر مني فقرن بي فلان و فلان، ثم قرنت بخمسة أمثلهم عثمان، فقلت: و ازفراه[8] ، ثم لم يرض الدهر لي بذلک حتي أرذلني فجعلني نظيرا لابن هند[9] .

9ـ عن علي عليه السلام: «أنا من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم کالعضو من المنکب، و کالذراع من العضد، و کالکف من الذراع، رباني صغيرا، و آخاني کبيرا، و لقد علمتم أني کان لي منه مجلس سر لا يطلع عليه غيري، و أنه أوصي إلي دون أصحابه و أهل بيته، و لاقولن ما لم أقله لأحد قبل هذا اليوم، سألته يوما أن يدعو لي بالمغفرة، فقال: أفعل، ثم قام فصلي، فلما رفع يده للدعاء استمعت عليه فإذا هو قائل: اللهم بحق علي عندک اغفر لعلي فقلت: يا رسول الله ما هذا؟ فقال: أو أحد أکرم منک عليه فأستشفع به إليه[10] .

أقول: أيها القاري ء الصديق! هل ينفک جزء الشي ء عن الشي ء؟

10ـ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «علي مني بمنزلة رأسي من بدني[11] .

قال العلامة المناوي في شرحه: هذا التنزيل الذي يفوه به رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مبالغة في شدة الاتصال و اللصوق به.

11ـ و قال صلي الله عليه و آله و سلم: «علي مني و أنا من علي، و لا يؤدي عني إلا أنا أو علي». و قال المناوي: أي هو متصل بي، و أنا متصل به في الاختصاص و المحبة و غيرهما. و )من( هذه تسمي اتصالية، من قولهم: فلان کأنه بعضه متحدة به، لاختلاطهما.

و قال أيضا: کان الظاهر أن يقال: لا يؤدي عني إلا علي، فأدخل أنا تأکيدا

لمعني الاتصال[12] .

12ـ عن علي عليه السلام: «أنا من أحمد کالکف من اليد، و کالذراع من العضو، و کالضوء من الضوء[13] .

13ـ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «يا ابن أبي طالب! فإنما أنت عضو من أعضائي، تزول أينما زلت[14] .

14ـ و قوله صلي الله عليه و آله و سلم «أنت مني کروحي من جسدي» و قوله صلي الله عليه و آله و سلم «أنت مني کالضوء من الضوء». و قوله صلي الله عليه و آله و سلم«أنت مني زري[15] من قميصي[16] .

15ـ عن علي عليه السلام: «و إن الحسن و الحسين عليهما السلام سبطا هذه الامة، و هما من محمد صلي الله عليه و آله و سلم کمکان العينين من الرأس، و أما أنا فکمکان اليد من البدن، و أما فاطمة عليها السلام فکمکان القلب من الجسد. مثلنا مثل سفينة نوح، من رکبها نجا، و من تخلف عنها غرق[17] .

16ـ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «خلق الله الأنبياء من أشجار شتي، و خلقني و عليا من شجرة واحدة، فأنا أصلها، و علي فرعها، و فاطمة لقاحها، و الحسن و الحسين ثمرها، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا، و من زاغ هوي. و لو أن عبدا عبد الله بين الصفا و المروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام، ثم لم يدرک محبتنا أهل البيت لاکبه الله علي منخريه في النار[18] .

17ـ عن علي عليه السلام قال: «سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و هو يقول: خلق الناس من أشجار شتي، و خلقت أنا و علي من شجرة واحدة، فأنا أصلها، و علي فرعها، فطوبي لمن استمسک بأصلها، و أکل من فرعها[19] .

18ـ عن علي عليه السلام: «نحن أهل البيت عجنت طينتنا بيد العناية بعد أن رش علينا فيض الهداية، ثم خمرت بخميرة النبوة، و سقيت بماء الوحي، و نفخ فيها روح الامر، فلا أقدامنا تزل، و لا أبصارنا تضل، و لا أنوارنا تفل، و إذا ضللنا فمن بالقوم يدل؟ الناس من شجرة شتي، و شجرة النبوة واحدة: محمد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و سلم أصلها، و أنا فرعها، و فاطمة الزهراء ثمرها، و الحسن و الحسين أغصانها، أصلها نور، و فرعها نور، و ثمرها نور، و غصنها نور، يکاد زيتها يضي ء و لو لم تمسسه نار، نور علي نور[20] .

19ـ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «لما اسري بي في ليلة المعراج فاجتمع علي الأنبياء في السماء، فأوحي الله تعالي إلي: سلهم يا محمد بما ذا بعثتم؟ فقالوا: بعثنا علي شهادة أن لا إله إلا الله وحده، و علي الإقرار بنبوتک، و الولاية لعلي عليه السلام[21] .

20ـ عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «لما اسري بي إلي السماء إذا ملک قد أتاني فقال لي: يا محمد «و سئل من أرسلنا من قبلک من رسلنا[22] علي ما بعثوا؟ قلت: يا معاشر الرسل و النبيين علي ما بعثکم الله؟ قالوا: علي ولايتک و ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام[23] .

أقول: فلاحظ أيها الاخ المکرم، کيف وقع الاقرار بنبوة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و الولاية لعلي عليه السلام معا موردا لبعثة الأنبياء العظام عليهم السلام؟

21ـ عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم «في يوم الدار، بعد إجتماع قريش و أکلهم الطعام»: «يا بني عبد المطلب! إني، و الله، ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتکم به، إني قد جئتکم بخير الدنيا و الآخرة، و قد أمرني الله تعالي أن أدعوکم إليه، فأيکم يوازرني علي هذا الأمر، علي أن يکون أخي و وصيي و خليفتي فيکم؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا و قلت ـ و إني لأحدثهم سنا و أرمصهم عينا و أعظمهم بطنا و أحمشهم ساقاـ: أنا يا نبي الله أکون وزيرک عليه. فأخذ برقبتي، ثم قال: إن هذا أخي و وصيي و خليفتي فيکم فاسمعوا له و أطيعوا» قال: فقام القوم يضحکون و يقولون لأبي طالب: قد أمرک أن تسمع لابنک و تطيع[24] .

أقول: فانظر، أيها الأخ الأعز! کيف حين دعاهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم إلي ما امر به من الرسالة دعاهم إلي الوصاية و الولاية لعلي عليه السلام، و قال: أطيعوه و اسمعوا له. و هذا دليل علي أن الرسالة و النبوة و الولاية و الخلافة لا تنفک إحداهما عن الاخري. اللهم بحق علي أميرالمؤمنين ثبتنا علي ولاية أميرالمؤمنين عليه السلام.

22ـ عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: «إن النبي صلي الله عليه و آله و سلم يوم دعا الناس إلي علي )بن أبي طالب عليه السلام( في غدير خم أمر بما کان تحت الشجرة من الشوک، فقم، و ذلک يوم الخميس. ثم دعا الناس إلي علي عليه السلام فأخذ بضبعه فرفعه حتي نظر الناس إلي بياض إبطيه، ثم لم يتفرقا حتي نزلت هذه الآية:/ اليوم أکملت لکم دينا أتممت عليکم نعمتي و رضيت لکم الإسلام دينا/[25] .

فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: الله أکبر علي إکمال الدين، و إتمام النعمة، و رضا الرب برسالتي و الولاية لعلي عليه السلام[26] .

أقول: إن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نبه بتکبيره و حمده علي أن إکمال الدين و تمام الرسالة و رضا الرب برسالته و ولاية علي عليه السلام معا، فأشاد: أيها الناس إن ولاية علي لا تنفک عن النبوة و الرسالة.

23ـ عن زاذان، عن سلمان قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «کنت أنا و علي نورا بين يدي الله مطيعا، يسبح ذلک النور و يقدسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم رکز ذلک النور في صلبه، فلم يزل في شي ء واحد حتي افترقنا في صلب عبد المطلب فجزء أنا و جزء علي[27] .

24ـ عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «يا علي! خلقني الله و خلقک من نوره، فلما خلق آدم عليه السلام أودع النور في صلبه، فلم نزل أنا و أنت شيئا واحدا، ثم افترقنا في صلب عبد المطلب، ففي النبوة و الرسالة، و فيک الوصية و الامامة[28] .

25ـ عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: «لما خلق الله تعالي آدم و نفخ فيه من روحه، التفت آدم يمنة العرش، فإذا في النور خمسة أشباح سجدا و رکعا، قال آدم: يا رب هل خلقت أحدا من طين قبلي؟ قال: لا، يا آدم! قال: فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي و صورتي؟ قال: هؤلاء خمسة من ولدک، لولاهم ما خلقتک، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي، لولاهم ما خلقت الجنة و لا النار و لا العرش و لا الکرسي و لا السماء و لا الارض و لا الملائکة و لا الإنس و الجن. فأنا المحمود و هذا محمد، و أنا العالي و هذا علي، و أنا الفاطر و هذه فاطمة[29] ، و أنا الإحسان و هذا الحسن، و أنا المحسن و هذا الحسين، آليت

بعزتي أنه لا يأتيني أحد بمثقال ذرة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته ناري و لا ابالي، يا آدم هؤلاء صفوتي من خلقي، بهم انجيهم، و بهم اهلکهم، فإذا کان لک إلي حاجة فهؤلاء توسل[30] .

26ـ روي أنه قال صلي الله عليه و آله و سلم لعلي: «أنا و أنت أبوا هذه الامة[31] .









  1. عبقات الانوار المعرب، ج 4: ص 125.
  2. المصدر السابق، ص 121.
  3. کفاية الطالب، الباب: 71 ص 289، ط النجف.
  4. ينابيع المودة، ص 38.
  5. البحار، ج 38: ص 296.
  6. البحار، ج 37: ص 49.
  7. البحار، ج 20: ص 107.
  8. کلمة تأسف وهم.
  9. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج 20: ص 326.
  10. المصدر، ص 316»؟!.
  11. فيض القدير للعلامة المناوي، ج 4: ص 357.
  12. فيض القدير، ج 4: ص 357، ط دار المعرفة بيروت.
  13. ينابيع المودة، ج 1: ص 138. و لعل الصواوب «الصنو من الصنو.
  14. بحار الانوار، ج 38: ص 311.
  15. المصدر، ج 8: ص 296.
  16. و الزر ما به قوام الشي ء.
  17. البحار، ج 39: ص 353.
  18. تاريخ دمشق لابن عساکر، ج 1: ص 132. و شواهد التنزيل، ج 2: ص 141.
  19. المصدر السابق، ج 1: ص 131.
  20. عبقات الأنوار المعرب، ج 4: ص 108.
  21. ينابيع المودة: ج 2: ص 62: ط اسلامبول.
  22. الزخرف: 45.
  23. شواهد التنزيل، ج 2: ص 156، و فرائد السمطين، ج 1: ص 81، و تاريخ دمشق، ج 2: ص 97.
  24. تاريخ الطبري، ج 2: ص 321. تحقيق محمد أبي الفضل ابراهيم.
  25. المائدة: 3.
  26. فرائد المسطين، ج 1: ص 73.
  27. کفاية الطالب، الباب 87: ص 315.
  28. انتهاء الأفهام للعلامة المولوي السيد أبي محمد الحسيني، ص 224 )علي ما في ذيل إحقاق الحق، ج 5: ص 253(.
  29. لا يخفي إختلاف مادة اشتقاقهما، ففاطر من فطر، و فاطمة من فطم فلعل المراد بالاشتقاق، هو الاشتقاق الکبير.
  30. فرائد السمطين، ج 1: ص 37.
  31. مفردات الراغب حرف الالف.