التبري عن اعداء علي و لعنهم











التبري عن اعداء علي و لعنهم



1. قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: من تأثم أن يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله[1] .

2. عن ابن عباس، قال: إن لعلي بن أبي طالب في کتاب الله أسماء لا يعرفها الناس، قوله/ فأذن مؤذن بينهم/[2] فهو المؤذن بينهم، يقول: ألا لعنه الله علي الذين کذبوا بولايتي و استخفوا بحقي[3] .

3. عن علي بن عاصم الکوفي الأعمي قال ـ بعد کلام طويل ـ قلت له )لأبي محمد العسکري عليه السلام(: إني عاجز عن نصرتکم بيدي، و ليس أملک غير موالاتکم، و البرائة من أعدائکم، و اللعن لهم في خلواتي، فکيف حالي، يا سيدي؟ فقال عليه السلام: حدثني أبي، عن جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، قال: من ضعف علي )عن ـ ظ( نصرتنا أهل البيت، و لعن في خلواته أعدائنا بلغ الله صوته إلي جميع الملائکة، فکلما لعن أحدکم أعدائنا صاعدته الملائکة و لعنوا من لا يلعنهم، فإذا بلغ صوته إلي الملائکة استغفروا له و أثنوا عليه، و قالوا: اللهم صل علي روح عبدک هو الذي بذل في نصرة أوليائه جهده، و لو قدر علي أکثر من ذلک لفعل، فاذا النداء من قبل الله تعالي يقول: يا ملائکتي! إني قد أجبت دعائکم في عبدي هذا، و سمعت ندائکم، و صليت علي روحه مع أرواح الأبرار، و جعلته من المصطفين الأخيار[4] .

4. قال العالم العامل العابد الزاهد سيد العارفين رضي الدين، سيد بن طاوس رحمه الله: عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن الرضا عليه السلام، و بکير بن صالح، عن سليمان بن جعفر، عن الرضا عليه السلام، قالا: دخلنا عليه و هو ساجد في سجدة الشکر، فأطال في سجوده، ثم رفع رأسه فقلنا له: أطلت السجود، فقال: من دعا في سجدة الشکر بهذا الدعاء کان کالرامي مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يوم بدر[5] قالا: قلنا فنکتبه؟ قال: اکتبا: إذا أنتما سجدتما سجدة الشکر فتقولا:

اللهم العن اللذين بدلا دينک، و غيرا نعمتک، و اتهما رسولک صلي الله عليه و آله و سلم، و خالفا ملتک، و صدا عن سبيلک، و کفرا آلائک، و ردا عليک کلامک، و استهزءا برسولک، و قتلا ابن نبيک، و حرفا کتابک، و جحدا آياتک، و سخرا باياتک، و استکبرا عن عبادتک، و قتلا أوليائک، و جلسا في مجلس لم يکن لهما بحق، و حملا الناس علي أکتاف آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم. اللهم العنهما يتلو بعضهم بعضا، و احشرهما و أتباعهما إلي جهنم زرقا. اللهم انا نتقرب اليک باللعنة لهما، و البرائة منهما في الدنيا و الآخرة. اللهم العن قتلة أميرالمؤمنين، و قتلة الحسين بن علي، و ابن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. اللهم زدهما عذابا فوق عذاب، و هوانا فوق هوان، و ذلا فوق ذل، و خزيا فوق خزي. اللهم دعهما في النار دعا، و ارکسهما في اليم عقابک رکسا. اللهم احشرهما و اتباعهما إلي جهنم زمرا. اللهم فرق جمعهم، و شتت امرهم، و خالف بين کلمتهم، و بدد جماعتهم، و العن ائمتهم، و اقتل قادتهم و سادتهم و کبرائهم، و العن رؤسائهم، و اکسر رايتهم، و الق البأس بينهم، و لا تبق منهم ديارا، اللهم العن ابا جهل و الوليد لعنا يتلو بعضه بعضا و يتبع بعضه بعضا. اللهم العنهما لعنا يلعنهما به کل ملک مقرب و کل نبي مرسل و کل مؤمن امتحنت قلبه للايمان. اللهم العنهما لعنا يتعوذ منه اهل النار. اللهم العنهما لعنا لم يخطر لاحد ببال. اللهم العنهما في مستسر سرک، و ظاهر علانيتک، و عذبهما عذابا في التقدير، و شارک معهما ابنتيهما و اشياعهما و محبيهما و من شايعهما، إنک سميع الدعاء[6] .

5ـ عن أبي حمزة الثمالي: عن علي بن الحسين عليه السلام، قال: من لعن الجبت و الطاغوت لعنة واحدة کتب الله له سبعين ألف ألف حسنة، و محي عنه سبعين ألف ألف سيئة، و رفع له سبعين ألف ألف درجة. و من أمسي يلعنهما لعنة واحدة کتب له مثل ذلک. فمضي مولانا علي بن الحسين عليه السلام، فدخلت علي مولانا أبي جعفر الباقر فقلت: يا مولاي! حديث سمعته من أبيک، فقال: هات يا ثمالي...![7] .

6ـ عن الحسين بن ثوير، و ابن سلمة السراج قالا: سمعنا أبا عبد الله و هو يلعن في دبر کل مکتوبة أربعة من الرجال، و أربعا من النساء: فلانا و فلانا و فلانا و يسميهم، و معاوية و فلانة و فلانة و هندا و ام الحکم أخت معاوية[8] .

7ـ عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام: إذا انحرفت عن صلاة مکتوبة فلا تنحرف إلا بانصراف لعن بني أمية[9] .

8ـ عن أبي عبد الله عليه السلام، في حديث: أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قد قنت و دعا علي قوم بأسمائهم و أسماء آبائهم و عشائرهم، و فعله علي عليه السلام بعده[10] .

9ـ عن علي عليه السلام: أنه قنت في الصبح فلعن معاوية و عمرو بن العاص و أبا موسي و أبا الأعور و أصحابهم[11] .

10ـ و في حديث آخر أنه عليه السلام صلي بالناس المغرب فقنت في الرکعة الثانية، و لعن معاوية و عمرو العاص و أبا موسي الأشعري و أبا الأعور السلمي.

11ـ وـ ايضاـ: کان علي عليه السلام بعد الحکومة إذا صلي الغداة و المغرب و فرغ من الصلاة و سلم قال: اللهم العن معاوية و عمرا و أبا موسي و حبيب بن سلمة و عبد الرحمن بن خالد و الضحاک بن قيس و الوليد بن عقبة[12] .

12ـ علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حکيم، قال: قلت لأبي الحسن موسي عليه السلام: جعلت فداک، فقهنا في الدين، و أغنانا الله بکم عن الناس حتي إن الجماعة منا لتکون في المجلس ما يسأل رجل صاحبه تحضره المسألة و يحضره جوابها فيما من الله علينا بکم، فربما ورد علينا الشي ء لم يأتنا فيه عنک و لا عن آبائک شي ء فنظرنا إلي أحسن ما يحضرنا، و أوفق الأشياء لما جاءنا عنکم فنأخذ به، فقال: هيهات هيهات، في ذلک و الله هلک من هلک يابن حکيم! قال: ثم قال: لعن الله أبا حنيفة، کان يقول: قال علي، و قلت[13] .

13ـ عن إسحاق بن عمار الصيرفي، عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: جعلت فداک حدثني فيهما بحديث، فقد سمعت عن أبيک فيهما أحاديث عدة، قال: فقال لي: يا إسحاق الأول بمنزلة العجل، و الثاني بمنزلة السامري، قال: قلت: جعلت فداک زدني فيهما، قال: هما و الله نصرا و هودا و مجسا، فلا غفر الله ذلک لهما. قال: قلت: جعلت فداک زدني فيهما، قال: ثلاثة لا ينظر الله إليهم و لا يزکيهم و لهم عذاب أليم. قال: قلت: جعلت فداک فمن هم؟ قال: رجل ادعي إماما من غير الله، و آخر طعن في إمام من الله، و آخر زعم أن لهما في الإسلام نصيبا. قال: قلت: جعلت فداک زدني فيهما، قال: ما أبالي يا إسحاق، محوت المحکم من کتاب الله أو جحدت محمدا صلي الله عليه و آله و سلم النبوة أو زعمت أن ليس في السماء إله، أو تقدمت علي علي بن أبي طالب عليه السلام.

قال: قلت: جعلت فداک زدني، قال: فقال لي: يا إسحاق إن في النار لواديا يقال له: سقر، لم يتنفس منذ خلقه الله، لو أذن الله له في التنفس بقدر مخيط[14] لأحرق من علي وجه الأرض، و إن أهل النار يتعوذون من حر ذلک الوادي و نتنه و قذره و ما أعد الله فيه لأهله، و إن في ذلک الوادي لجبلا يتعوذ جميع أهل ذلک الوادي من حر ذلک الجبل و نتنه و قذره و ما أعد الله فيه لأهله، و إن في ذلک الجبل لشعبا يتعوذ جميع أهل ذلک الجبل من حر ذلک الشعب و نتنه و قذره و ما أعد الله فيه لأهله، و إن في ذلک الشعب لقليبا يتعوذ أهل ذلک الشعب من حر ذلک القليب و نتنه و قذره و ما أعد الله فيه لأهله، و إن في ذلک القليب لحية يتعوذ جميع أهل ذلک القليب من خبث تلک الحية و نتنها و قذرها و ما أعد الله عزوجل في أنيابها من السم لأهلها، و إن في جوف تلک الحية لسبع صناديق فيها خمسة من الامم السالفة و اثنان من هذه الامة، قال: قلت، جعلت فداک و من الخمسة؟ و من الاثنان؟ قال: أما الخمسة فقابيل الذي قتل هابيل، و نمرود الذي حاج إبراهيم في ربه، قال:/ أنا أحيي و أميت/[15] ، و فرعون الذي قال:/ أنا ربکم الأعلي/[16] ، و يهودا الذي هود اليهود، و بولس الذي نصر النصاري، و من هذه الامة أعرابيان[17] .

14ـ أقول: يعجبني في هذا الموقف نقل ما ذکره ابن أبي الحديد[18] ، فمن قرأه و تدبر فيه يکفيه. قال:

و حضرت عند النقيب أبي جعفر يحيي بن محمد العلوي البصري في سنة إحدي عشرة و ستمائة ببغداد، و عنده جماعة، و أحدهم يقرأ في «الأغاني» لأبي الفرج، فمر ذکر المغيرة بن شعبة و خاض القوم، فذمه بعضهم، و أثني عليه بعضهم، و أمسک عنه آخرون، فقال بعض فقهاء الشيعة ممن کان يشتغل بطرف من علم الکلام علي رأي الأشعري: الواجب الکف و الإمساک عن الصحابة و عما شجر بينهم، فقد قال أبو المعالي الجويني: إن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نهي عن ذلک، و قال: «إياکم و ما شجر بين صحابتي»، و قال: «دعوا لي أصحابي، فلو أنفق أحدکم مثل أحد ذهبا لما بلغ مد أحدهم و لا نصيفه»، و قال: «أصحابي کالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم»، و قال: «خيرکم القرن الذي أنا فيه، ثم الذي يليه، ثم الذي يليه، ثم الذي يليه»، و قد ورد في القرآن الثناء علي الصحابة و علي التابعين، و قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «و ما يدريک لعل الله اطلع علي أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لکم»، و قد روي عن الحسن البصري أنه ذکر عنده الجمل و صفين، فقال: تلک دماء طهر الله منها أسيافنا، فلا نلطخ بها ألسنتنا.

ثم إن تلک الأحوال قد غابت عنا و بعدت أخبارها علي حقائقها، فلا يليق بنا أن نخوض فيها، و لو کان واحد من هؤلاء قد أخطأ لوجب [أن يحفظرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيه، و من المرؤة] أن يحفظ رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في عائشة زوجته، و في الزبير ابن عمته، و في طلحة الذي وقاه بيده. ثم ما الذي ألزمنا و أوجب علينا أن نلعن أحدا من المسلمين أو نبرأ منه! و أي ثواب في اللعنة و البراءة! إن الله تعالي لا يقول يوم القيامة للمکلف: لم لم تلعن؟ بل قد يقول له: لم لعنت؟ و لو أن إنسانا عاش عمره کله لم يلعن إبليس لم يکن عاصيا و لا آثما، و إذا جعل الإنسان عوض اللعنة «أستغفر الله» کان خيرا له. ثم کيف يجوز للعامة أن تدخل أنفسها في أمور الخاصة، و اولئک قوم کانوا أمراء هذه الامة و قادتها، و نحن اليوم في طبقة سافلة جدا عنهم، فکيف يحسن بنا التعرض لذکرهم! أليس يقبح من الرعية أن تخوض في دقائق امور الملک و أحواله و شؤونه التي تجري بينه و بين أهله و بني عمه و نسائه و سراريه! و قد کان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم صهرا لمعاوية، و اخته أم حبيبة تحته، فالأدب أن تحفظ أم حبيبة و هي ام المؤمنين في أخيها.

و کيف يجوز أن يلعن من جعل الله تعالي بينه و بين رسوله مودة! أليس المفسرون کلهم قالوا: هذه الآية أنزلت في أبي سفيان و آله، و هي قوله تعالي:/ عسي الله أن يجعل بينکم و بين الذين عاديتم منهم مودة/[19] ! فکان ذلک مصاهرة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أبا سفيان و تزويجه ابنته. علي أن جميع ما تنقله الشيعة من الاختلاف بينهم و المشاجرة لم يثبت، و ما کان القوم إلا کبني أم واحدة، و لم يتکدر باطن أحد منهم علي صاحبه قط، و لا وقع بينهم اختلاف و لا نزاع.

فقال أبو جعفر رحمه الله: قد کنت منذ أيام علقت بخطي کلاما وجدته لبعض الزيدية في هذا المعني نقضا و ردا علي أبي المعالي الجويني فيما اختاره لنفسه من هذا الرأي، و أنا أخرجه إليکم لأستغني بتأمله عن الحديث علي ما قاله هذا الفقيه، فإني أجد ألما يمنعني من الإطالة في الحديث، لا سيما إذا خرج مخرج الجدل ومقاومة الخصوم. ثم أخرج من بين کتبه کراسا قرأناه في ذلک المجلس و استحسنه الحاضرون، و أنا أذکر هاهنا خلاصته.

قال: لو لا أن الله تعالي أوجب معاداة أعدائه، کما أوجب موالاة أوليائه، و ضيق علي المسلمين ترکها إذا دل العقل عليها، أو صح الخبر عنها بقوله سبحانه:/ لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الأخر يوادون من حاد الله و رسوله و لو کانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم/[20] ، و بقوله تعالي:/ و لو کانوا يؤمنون بالله و النبي و ما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء/[21] ، و بقوله سبحانه:/ لا تتولوا قوما غضب الله عليهم/[22] ، و لإجماع المسلمين علي أن الله تعالي فرض عداوة أعدائه، و ولاية أوليائه، و علي أن: البغض في الله واجب، و الحب في الله واجب ـ لما تعرضنا لمعاداة أحد من الناس في الدين، و لا البرائة منه، و لکانت عداوتنا للقوم تکلفا. و لو ظننا أن الله عزوجل يعذرنا إذ قلنا: يا رب! غاب أمرهم عنا، فلم يکن لخوضنا في أمر قد غاب عنا معني، لاعتمدنا علي هذا العذر، و واليناهم، و لکنا نخاف أن يقول سبحانه لنا: إن کان أمرهم قد غاب عن أبصارکم، فلم يغب عن قلوبکم و أسماعکم، قد أتتکم به الأخبار الصحيحة التي بمثلها ألزمتم أنفسکم الإقرار بالنبي صلي الله عليه و آله و سلم و موالاة من صدقه، و معاداة من عصاه و جحده، و أمرتم بتدبر القرآن و ما جاء به الرسول، فهلا حذرتم من أن تکونوا من أهل هذه الآية غدا:/ ربنا إنا أطعنا سادتنا و کبراءنا فأضلونا السبيلا/[23] !

فأما لفظة اللعن فقد أمر الله تعالي بها، و أوجبها، ألا تري إلي قوله:/ أولئک// يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون/[24] ، فهو إخبار معناه الأمر، کقوله:/ و المطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء/[25] ، و قد لعن الله تعالي العاصين بقوله:/ لعن الذين کفروا من بني إسرائيل علي لسان داود/[26] ، و قوله:/ إن الذين يؤذون الله و رسوله لعنهم الله في الدنيا و الآخرة و أعد لهم عذابا مهينا/[27] ، و قوله:/ ملعونين أينما ثقفوا أخذوا و قتلوا تقتيلا/[28] ، و قال الله تعالي لإبليس:/ و إن عليک لعنتي إلي يوم الدين/[29] ، و قال:/ إن الله لعن الکافرين و أعد لهم سعيرا/[30] .

فأما قول من يقول: «أي ثواب في اللعن! و إن الله تعالي لا يقول للمکلف لم لم تلعن؟ بل قد يقول له: لم لعنت؟ و أنه لو جعل مکان لعن الله فلانا، اللهم اغفرلي لکان خيرا له، و لو أن إنسانا عاش عمره کله لم يلعن إبليس لم يؤاخذ بذلک»، فکلام جاهل لا يدري ما يقول، اللعن طاعة، و يستحق عليها الثواب إذا فعلت علي وجهها، و هو أن يلعن مستحق اللعن لله و في الله، لا في العصبية و الهوي، ألا تري أن الشرع قد ورد بها في نفي الولد، و نطق بها القرآن، و هو أن يقول الزوج في الخامسة:/ أن لعنة الله عليه إن کان من الکاذبين/[31] فلو لم يکن الله تعالي يريد أن يتلفظ عباده بهذه اللفظة، و أنه قد تعبدهم بها، لما جعلها من معالم الشرع، و لما کررها في کثير من کتابه العزيز، و لما قال في حق القاتل:/ و غضب الله عليه و// لعنه/[32] ، و ليس المراد من قوله: «و لعنه» إلا الأمر لنا بأن نلعنه، و لو لم يکن المراد بها ذلک لکان لنا أن نلعنه، لأن الله تعالي قد لعنه، أفيلعن الله تعالي إنسانا و لا يکون لنا أن نلعنه! هذا ما لا يسوغ في العقل، کما لا يجوز أن يمدح الله إنسانا إلا و لنا أن نمدحه، و لا يذمه إلا و لنا أن نذمه، و قال تعالي:/

هل انبئکم بشر من ذلک مثوبة عند الله من لعنه الله/[33] ، و قال:/ ربنا آتهم ضعفين من العذاب و العنهم لعنا کبيرا/[34] ، و قال عزوجل:/ و قالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم و لعنوا بما قالوا/[35] و کيف يقول القائل: إن الله تعالي لا يقول للمکلف: لم لم تلعن؟ ألا يعلم هذا القائل أن الله تعالي أمر بولاية أوليائه، و أمر بعداوة أعدائه، فکما يسأل عن التولي يسأل عن التبري! ألا تري أن اليهودي إذا أسلم يطالب بأن يقال له: تلفظ بکلمة الشهادتين، ثم قل: برئت من کل دين يخالف دين الإسلام، فلا بد من البرائة، لأن بها يتم العمل! ألم يسمع هذا القائل قول الشاعر:


تود عدوي ثم تزعم أنني
صديقک، إن الرأي عنک لعازب


فمودة العدو خروج عن ولاية الولي، و إذا بطلت المودة لم يبق إلا البرائة، لأنه لا يجوز أن يکون الإنسان في درجة متوسطة مع أعداء الله تعالي و عصاته بألا يودهم و لا يبرأ منهم بإجماع المسلمين علي نفي هذه الواسطة.

و أما قوله: «لو جعل عوض اللعنة أستغفر الله لکان خيرا له»، فإنه لو استغفر من غير أن يلعن أو يعتقد وجوب اللعن لما نفعه استغفاره و لا قبل منه، لأنه يکون عاصيا لله تعالي، مخالفا أمره في أمساکه عمن أوجب الله تعالي عليه البرائة منه، وإظهار البرائة، و المصر علي بعض المعاصي لا تقبل توبته و استغفاره عن البعض الآخر، و أما من يعيش عمره و لا يلعن إبليس، فإن کان لا يعتقد وجوب لعنه فهو کافر، و إن کان يعتقد وجوب لعنه و لا يلعنه فهو مخطي ء، علي أن الفرق بينه و بين ترک لعنه رؤوس الضلال في هذه الأمة کمعاوية و المغيرة و أمثالهما، أن أحدا من المسلمين لا يورث عنده الإمساک عن لعن إبليس شبهة في أمر إبليس، و الإمساک عن لعن هؤلاء و أضرابهم يثير شبهة عند کثير من المسلمين في أمرهم، و تجنب ما يورث الشبهة في الدين واجب، فلهذا لم يکن الإمساک عن لعن إبليس نظير الإمساک عن أمر هؤلاء.

قال: ثم يقال للمخالفين: أرأيتم لو قال قائل: قد غاب عنا أمر يزيد بن معاوية و الحجاج بن يوسف، فليس ينبغي أن نخوض في قصتهما، و لا أن نلعنهما و نعاديهما و نبرأ منهما، هل کان هذا إلا کقولکم: قد غاب عنا أمر معاوية و المغيرة بن شعبة و أضرابهما، فليس لخوضنا في قصتهم معني!

و بعد، فکيف أدخلتم أيها العامة و الحشوية و أهل الحديث أنفسکم في أمر عثمان و خضتم فيه، و قد غاب عنکم! و برئتم من قتلته، و لعنتموهم! و کيف لم تحفظوا أبابکر الصديق في محمد ابنه فأنکم لعنتموه و فسقتموه، و لا حفظتم عائشة أم المؤمنين في أخيها محمد المذکور، و منعتمونا أن نخوض و ندخل أنفسنا في أمر علي و الحسن و الحسين و معاوية الظالم له و لهما، المتغلب علي حقه و حقوقهما! و کيف صار لعن ظالم عثمان من السنة عندکم، و لعن ظالم علي و الحسن و الحسين تکلفا! و کيف أدخلت العامة أنفسها في أمر عائشة و برئت ممن نظر إليها، و من القائل لها: يا حميراء! أو إنما هي حميراء، و لعنته بکشفه سترها، و منعتنا نحن عن الحديث في أمر فاطمة و ما جري لها بعد وفاة أبيها! فإن قلتم: إن بيت فاطمة إنما دخل، و سترها إنما کشف، حفظا لنظام الإسلام، و کيلا ينتشر الأمر و يخرج قوم من المسلمين أعناقهم من ربقة[36] الطاعة و لزوم الجماعة.

قيل لکم: و کذلک ستر عائشة إنما کشف، و هودجها إنما هتک، لأنها نشرت حبل الطاعة[37] ، و شقت عصا المسلمين، و أراقت دماء المسلمين من قبل وصول علي بن أبي طالب عليه السلام إلي البصرة، و جري لها مع عثمان بن حنيف و حکيم بن جبلة و من کان معهما من المسلمين الصالحين من القتل و سفک الدماء ما تنطق به کتب التواريخ و السير، فإذا جاز دخول بيت فاطمة لأمر لم يقع بعد جاز کشف ستر عائشة علي ما قد وقع و تحقق، فکيف صار هتک ستر عائشة من الکبائر التي يجب معها التخليد في النار، و البرائة من فاعله، و من أوکد عري الإيمان، و صار کشف بيت فاطمة و الدخول عليها منزلها و جمع حطب ببابها، و تهددها بالتحريق من أوکد عري الدين، و أثبت دعائم الإسلام، و مما أعز الله به المسلمين و أطفأ به نار الفتنة، و الحرمتان واحدة، و الستران واحد! و ما نحب أن نقول لکم: إن حرمة فاطمة أعظم، و مکانها أرفع، و صيانتها لأجل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أولي، فإنها بضعة منه، و جزء من لحمه و دمه، و ليست کالزوجة الأجنبية التي لا نسب بينها و بين الزوج، و إنما هي وصلة مستعارة، و عقد يجري مجري إجارة المنفعة، و کما يملک رق الأمة بالبيع و الشراء، و لهذا قال الفرضيون: أسباب التوارث ثلاثة: سبب، و نسب، و ولاء، فالنسب القرابة، و السبب النکاح، و الولاء: ولاء العتق، فجعلوا النکاح خارجا عن النسب، و لو کانت الزوجة ذات نسب لجعلوا الأقسام الثلاثة قسمين. و کيف تکون عائشة أو غيرها في منزلة فاطمة، و قد أجمع المسلمون کلهم من يحبها و من لا يحبها منهم أنها سيدة نساء العالمين!

قال: و کيف يلزمنا اليوم حفظ رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في زوجته، و حفظ أم حبيبة في أخيها، و لم تلزم الصحابة أنفسها حفظ رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في أهل بيته، و لا ألزمت الصحابة أنفسها حفظ رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في صهره و ابن عمه عثمان بن عفان، و قد قتلوهم و لعنوهم، و لقد کان کثير من الصحابة يلعن عثمان و هو خليفة، منهم عائشة کانت تقول: اقتلوا نعثلا، لعن الله نعثلا، و منهم عبد الله بن مسعود، و قد لعن معاوية علي بن أبي طالب و ابنيه حسنا و حسينا و هم أحياء يرزقون بالعراق، و هو يلعنهم بالشام علي المنابر، و يقنت عليهم في الصلوات، و قد لعن أبوبکر و عمر سعد بن عبادة و هو حي، و برئا منه، و أخرجاه من المدينة إلي الشام، و لعن عمر خالد بن الوليد لما قتل مالک بن نويرة، و ما زال اللعن فاشيا في المسلمين إذا عرفوا من الإنسان معصية تقتضي اللعن و البرائة.

قال: و لو کان هذا أمرا معتبرا و هو أن يحفظ زيد لأجل عمرو فلا يلعن، لوجب أن تحفظ الصحابة في أولادهم، فلا يلعنوا لأجل آبائهم، فکان يجب أن يحفظ سعد بن أبي وقاص فلا يلعن ابنه عمر بن سعد قاتل الحسين، و أن يحفظ معاوية فلا يلعن يزيد صاحب وقعة الحرة و قاتل الحسين، و مخيف المسجد الحرام بمکة، و أن يحفظ عمر بن الخطاب في عبيد الله ابنه قاتل الهرمزان، و المحارب عليا عليه السلام في صفين.

قال: علي أنه لو کان الإمساک عن عداوة من عادي الله من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من حفظ رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في أصحابه و رعاية عهده و عقده لم نعادهم و لو ضربت رقابنا بالسيوف، و لکن محبة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لأصحابه ليست کمحبة الجهال الذين يضع أحدهم محبته لصاحبه موضع العصبية، و إنما أوجب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم محبة أصحابه لطاعتهم لله، فإذا عصوا الله و ترکوا ما أوجب محبتهم فليس عند رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم محاباة في ترک لزوم ما کان عليه من محبتهم، و لا تغطرس في العدول عن التمسک بموالاتهم، فلقد کان صلي الله عليه و آله و سلم يحب أن يعادي أعداء الله و لو کانوا عترته، کما يحب أن يوالي أولياء الله و لو کانوا أبعد الخلق نسبا منه، و الشاهد علي ذلک إجماع الأمة علي أن الله تعالي قد أوجب عداوة من ارتد بعد الإسلام، و عداوة من نافق و إن کان من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم هو الذي أمر بذلک و دعا إليه و ذلک أنه صلي الله عليه و آله و سلم قد أوجب قطع السارق و ضرب القاذف، و جلد البکر إذا زني، و إن کان من المهاجرين أو الأنصار، ألا تري أنه قال: لو سرقت فاطمة لقطعتها، فهذه ابنته الجارية مجري نفسه، لم يحابها في دين الله، و لا راقبها في حدود الله، و قد جلد أصحاب الإفک، و منهم مسطح بن أثاثة، و کان من أهل بدر.

قال: و بعد، فلو کان محل أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم محل من لا يعادي إذا عصي الله سبحانه و لا يذکر بالقبيح، بل يجب أي يراقب لأجل اسم الصحبة، و يغضي عن عيوبه و ذنوبه، لکان کذلک صاحب موسي المسطور ثناؤه في القرآن لما اتبع هواه، فانسلخ مما أوتي من الآيات و غوي، قال سبحانه:/ و اتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فکان من الغاوين/[38] ، و لکان ينبغي أن يکون محل عبدة العجل من أصحاب موسي هذا المحل، لأن هؤلاء کلهم قد صحبوا رسولا جليلا من رسل الله سبحانه.

قال: و لو کانت الصحابة عند أنفسها بهذه المنزلة، لعلمت ذلک من حال أنفسها، لأنهم أعرف بمحلهم من عوام أهل دهرنا، و إذا قدرت أفعال بعضهم ببعض دلتک علي أن القصة کانت علي خلاف ما قد سبق إلي قلوب الناس اليوم، هذا علي و عمار، و أبو الهيثم بن التيهان، و خزيمة بن ثابت، و جميع من کان مع علي عليه السلام من المهاجرين و الأنصار، لم يروا أن يتغافلوا عن طلحة و الزبير حتي فعلوا بهما و بمن معهما ما يفعل بالشراة في عصرنا. و هذا طلحة و الزبير و عائشة و من کان معهم و في جانبهم لم يروا أن يمسکوا عن علي، حتي قصدوا له کما يقصد للمتغلبين في زماننا، و هذا معاوية و عمرو لم يريا عليا بالعين التي يري بها العامي صديقه أو جاره، و لم يقصرا دون ضرب وجهه بالسيف و لعنه و لعن أولاده و کل من کان حيا من أهله، و قتل أصحابه، و قد لعنهما هوـ أيضاـ في الصلوات المفروضات، و لعن معهما أبا الأعور السلمي، و أبا موسي الأشعري، و کلاهما من الصحابة و هذا سعد بن أبي وقاص، و محمد بن مسلمة، و اسامة بن زيد، و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، و عبد الله بن عمر، و حسان بن ثابت، و أنس بن مالک، لم يروا أن يقلدوا عليا في حرب طلحة، و لا طلحة في حرب علي، و طلحة و الزبير بإجماع المسلمين أفضل من هؤلاء المعدودين، لأنهم زعموا أنهم قد خافوا أن يکون علي قد غلط و زل في حربهما، و خافوا أن يکونا قد غلطا و زلا في حرب علي. و هذا عثمان قد نفي أباذر إلي الربذة کما يفعل بأهل الخنا و الريب. و هذا عمار و ابن مسعود تلقيا عثمان بما تلقياه به لما ظهر لهماـ بزعمهماـ منه ما وعظاه لأجله، ثم فعل بهما عثمان ما تناهي إليکم، ثم فعل القوم بعثمان ما قد علمتم و علم الناس کلهم. و هذا عمر يقول في قصة الزبير بن العوام لما استأذنه في الغزو: ها إني ممسک بباب هذا الشعب أن يتفرق أصحاب محمد في الناس فيضلوهم، و زعم أنه و أبوبکر کانا يقولان: إن عليا و العباس في قصة الميراث زعماهما کاذبين ظالمين فاجرين، و ما رأينا عليا و العباس اعتذرا و لا تنصلا، و لا نقل أحد من أصحاب الحديث ذلک، و لا رأينا أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: أنکروا عليهما ما حکاه عمر عنهما، و نسبه إليهما، و لا أنکروا أيضا علي عمر قوله في أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: إنهم يريدون إضلال الناس و يهمون به، و لا أنکروا علي عثمان دوس بطن عمار، و لا کسر ضلع ابن مسعود، و لا علي عمار و ابن مسعود ما تلقيا به عثمان، کإنکار العامة اليوم الخوض في حديث الصحابة، و لا اعتقدت الصحابة في أنفسها ما يعتقده العامة فيها، اللهم إلا أن يزعموا أنهم أعرف بحق القوم منهم. و هذا علي و فاطمة و العباس ما زالوا علي کلمة واحدة يکذبون الرواية: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث»، و يقولون إنها مختلقة.

قالوا: و کيف کان النبي صلي الله عليه و آله و سلم يعرف هذا الحکم غيرنا و يکتمه عنا و نحن الورثة، و نحن أولي الناس بأن يؤدي هذا الحکم إليه! و هذا عمر بن الخطاب يشهد لأهل الشوري أنهم النفر الذين توفي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و هو عنهم راض، ثم يأمر بضرب أعناقهم إن أخروا فصل حال الإمامة، هذا بعد أن ثلبهم، و قال في حقهم ما لو سمعته العامة اليوم من قائل لوضعت ثوبه في عنقه سحبا إلي السلطان، ثم شهدت عليه بالرفض و استحلت دمه، فإن کان الطعن علي بعض الصحابة رفضا فعمر بن الخطاب أرفض الناس و إمام الروافض کلهم. ثم ما شاع و اشتهر من قول عمر: «کانت بيعة أبي بکر فلتة، وقي الله شرها، فمن عاد إلي مثلها فاقتلوه»، و هذا طعن في العقد، و قدح في البيعة الأصلية.

ثم ما نقل عنه من ذکر أبي بکر في صلاته، و قوله عن عبد الرحمن ابنه: «دويبة سوء و لهو خير من أبيه». ثم عمر القائل في سعد بن عبادةـ و هو رئيس الأنصار و سيدهاـ: «اقتلوا سعدا، قتل الله سعدا، اقتلوه فإنه منافق». و قد شتم أبا هريرة و طعن في روايته، و شتم خالد بن الوليد و طعن في دينه، و حکم بفسقه و بوجوب قتله، و خون عمرو بن العاص و معاوية بن أبي سفيان و نسبهما إلي سرقة مال الفي ء و اقتطاعه، و کان سريعا إلي المساءة، کثير الجبه و الشتم و السب لکل أحد، و قل أن يکون في الصحابة من سلم من معرة لسانه أو يده، و لذلک أبغضوه و ملوا أيامه مع کثيرة الفتوح فيها، فهلا احترم عمر الصحابة کما تحترمهم العامة! إما أن يکون عمرمخطئا، و إما أن تکون العامة علي الخطأ!

فإن قالوا: عمر ما شتم و لا ضرب، و لا أساء إلا إلي عاص مستحق لذلک، قيل لهم: فکأنا نحن نقول: إنا نريد أن نبرأ و نعادي من لا يستحق البرائة و المعاداة؟! کلا، ما قلنا هذا و لا يقول هذا مسلم و لا عاقل.

و إنما غرضنا الذي نجري بکلامنا هذا أن نوضح أن الصحابة قوم من الناس لهم ما للناس، و عليهم ما عليهم، من أساء منهم ذممناه، و من أحسن منهم حمدناه، و ليس لهم علي غيرهم من المسلمين کبير فضل إلا بمشاهدة الرسول و معاصرته لا غير، بل ربما کانت ذنوبهم أفحش من ذنوب غيرهم، لأنهم شاهدوا الأعلام و المعجزات، فقربت اعتقاداتهم من الضرورة، و نحن لم نشاهد ذلک، فکانت عقائدنا محض النظر و الفکر، و بعرضية الشبه و الشکوک، فمعاصينا أخف لأنا أعذر.

المستدرک لصفحة 42









  1. الحر العاملي: الاثنا عشرية/ الفصل التاسع، ص 195.
  2. الأعراف، 44:7.
  3. الحسکاني: شواهد التنزيل، ج 1: ص 202، ط بيروت.
  4. المجلسي: بحار الانوار، ج 50: ص 316.
  5. و في «مصباح» الکفعمي )ص 553( في بدر و احد و حنين بألف ألف سهم.
  6. سيد بن طاووس: مهج الدعوات/ باب أدعية مولانا علي بن موسي الرضا عليه السلام.
  7. الطهراني: شفاء الصدور في شرح زيارة العاشور، ص 371.
  8. الحر العاملي: وسائل الشيعة، ج 6: ص 462/ باب 19، ط آل البيت.
  9. الحر العاملي: وسائل الشيعة، ج 6: ص 462/ باب 19، ط آل البيت.
  10. الحر العاملي: وسائل الشيعة، ج 6: ص 284/ باب 13.
  11. المجلسي: بحار الانوار، ط کمپاني، ج 8: ص 566.
  12. المجلسي: بحار الانوار، ط کمپاني، ج 8: ص 591.
  13. الکليني: الاصول من الکافي، ج 1: ص 56/ ح 9.
  14. في بعض النسخ: «لو طلع منه شرارة.
  15. البقرة/ 258.
  16. النازعات/ 24.
  17. ثواب الاعمال، ص 255 و 256.
  18. ابن أبي الحديد: شرح النهج، ج 20: ص 10.
  19. الممتحنة، 7:60.
  20. المجادلة، 22:58.
  21. المائدة، 81:5.
  22. الممتحنة، 13:60.
  23. الأحزاب، 67:33.
  24. البقرة، 159:2.
  25. البقرة، 228:2.
  26. المائدة، 78:5.
  27. الاحزاب، 57:33.
  28. الاحزاب، 61:33.
  29. ص، 78:38.
  30. الاحزاب، 64:33.
  31. النور، 7:24.
  32. النساء، 93:4.
  33. المائدة، 60:5.
  34. الاحزاب، 68:33.
  35. المائدة، 64:5.
  36. ربقة الطاعة: عرقها.
  37. نشرت حبل الطاعة: أي قطعته.
  38. الاعراف، 175:7.