بکارة الهلالية
يا زيد دونک فاستشر من دارنا کان مذخورا لکل عظيمة فقال عمرو بن العاص: و هي القائلة يا أميرالمؤمنين: أتري ابن هند للخلافة مالکا منتک نفسک في الخلاء ضلالة فارجع بأنکد طائر بنحوسها فقال سعيد: يا أميرالمؤمنين و هي القائلة: لقد کنت آمل أن أموت و لا أري و الله، أخر مدتي فتطاولت في کل يوم لا يزال خطيبهم ثم سکت القوم، فقالت بکارة: نبحتني کلابک يا أميرالمؤمنين! و اعتورتني، فقصر محجني، و کسر عجي، و غشي بصري، و أناـ و الله ـ قائلة ما قالوا، لا أدفع بتکذيب، فامض شأنک، فلا خير في العيش بعد أميرالمؤمنين. قال معاوية: إنه لا يضعک شي ء فاذکري حاجتک تقضي، فقضي حوائجها و ردها إلي بلدها[1] .
3ـ قال عمر رضا کحالة: «کانت من نساء العرب الموصوفات بالشجاعة، و الإقدام، و الفصاحة، و الشعر، و النثر، و الخطابة، و کانت من أنصار علي بن أبي طالب في حرب صفين، فخطبت بها خطبا حماسية حضت بها القوم أن يخوضوا غمارات الحرب بدون خوف و لا وجل، و قد وفدت علي معاوية بن ابي سفيان بعد أن کبرت سنها و دق عظمها و معها خادمان لها و هي متکئة عليهما و بيدها عکاز، فسلمت علي معاوية بالخلافة فأحسن عليها الرد و أذن لها في الجلوس، و کان عنده مروان بن الحکم و عمرو بن العاص، فابتدأ مروان فقال: أما تعرف هذه يا أميرالمؤمنين؟ قال: و من هي؟ قال: هي التي کانت تعين علينا يوم صفين، و هي القائلة:
سيفا حساما في التراب دفينا
فاليوم أبرزه الزمان مصونا
هيهات ذاک و ما أراد بعيد
أغراک عمرو للشقا و سعيد
لاقت عليا أسعد و سعود
فوق المنابر من امية خاطبا
حتي رأيت من الزمان عجائبا
وسط الجموع لآلي أحمد عاتبا