شكواه من تكاهل أصحابه و تواكلهم











شکواه من تکاهل أصحابه و تواکلهم



28ـ قال ابن أبي الحديد: «قال إبراهيم: و قدم علج[1] من أهل الأنبار علي علي عليه السلام فأخبره الخبر، فصعد المنبر فخطب الناس و قال: «إن أخاکم البکري قد أصيب بالأنبار[2] و هو معتز لا يخاف ما کان، و اختار ما عند الله علي الدنيا، فانتدبوا إليهم حتي تلاقوهم، فإن أصبتم منهم طرفا أنکلتموهم عن العراق أبدا ما بقوا». ثم سکت عنهم رجاء أن يجيبوه أو يتکلم متکلم منهم بکلمة فلم ينبس أحد منهم بکلمة، فلما رأي صمتهم نزل و خرج يمشي راجلا حتي أتي النخيلة و الناس يمشون خلفه حتي أحاط به قوم من أشرافهم فقالوا: ارجع يا أميرالمؤمنين، و نحن نکفيک، فقال: ما تکفونني و لا تکفون أنفسکم، فلم يزالوا به حتي صرفوه إلي منزله و هو واجم کئيب.

و دعا سعيد بن قيس الهمداني فبعثه من النخيلة في ثمانية آلاف، و ذلک أنه اخبر أن القوم جاؤوا في جمع کثيف، فخرج سعيد بن قيس علي شاطي ء الفرات في طلب سفيان بن عوف حتي إذا بلغ عانات سرح أمامه هاني ء بن الخطاب الهمداني فأتبع آثارهم حتي دخل أداني أرض قنسرين و قد فاتوه و انصرف. قال: و لبث علي عليه السلام تري فيه الکآبة و الحزن حتي قدم عليه سعيد ابن قيس، و کان تلک الأيام عليلا فلم يقو علي القيام في الناس بما يريده من القول، فجلس بباب السدة التي تصل إلي المسجد و معه ابناه حسن و حسين عليهما السلام و عبد الله بن جعفر[3] .

29ـ و قال عليه السلام: «و لقد أصحبت الأمم تخاف ظلم رعاتها، و أصبحت أخاف ظلم رعيتي... أيها القوم الشاهدة أبدانهم، الغائبة عنهم عقولهم، المختلفة أهواؤهم، المبتلي بهم أمراؤهم، صاحبکم يطيع الله و أنتم تعصونه، و صاحب أهل الشام يعصي الله و هم يطيعونه، لوددت ـ و الله ـ أن معاوية صارفني بکم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منکم و أعطاني رجلا منهم[4] .

30ـ و قال عليه السلام: «... و لکن بمن و إلي من؟ أريد أن أداوي بکم و أنتم دائي، کناقش الشوکة بالشوکة و هو يعلم أن ضلعها معها. اللهم قد ملت أطباء هذا الداء الدوي، و کلت النزعة بأشطان الرکي[5] .

31ـ و قال عليه السلام: «يا أشباه الرجال و لا رجال، حلوم الأطفال و عقول ربات الحجال، لوددت أني لم أرکم و لم أعرفکم، معرفةـ و الله ـ جرت ندما و أعقبت سدما، قاتلکم الله لقد ملأتم قلبي قيحا، و شحنتم صدري غيظا، و جر عتموني نغب التهمام أنفاسا، و أفسدتم علي رأيي بالعصيان و الخذلان حتي قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع و لکن لا علم له بالحرب، لله أبوهم و هل أحد منهم أشد لها مراسا، و أقدم فيها مقاما مني؟ لقد نهضت فيها و ما بلغت العشرين، و ها أنا ذا قد ذرفت علي الستين، و لکن لا رأي لمن لا يطاع[6] .

و قال عليه السلام: «أنبئت بسرا قد اطلع اليمن، و إنيـ و الله ـ لأظن أن هؤلاء القوم سيد الون منکم باجتماعهم علي باطلهم و تفرقکم عن حقکم، و بمعصيتکم إمامکم في الحق. و طاعتهم إمامهم في الباطل، و بأدائهم الأمانة إلي صاحبهم و خيانتکم، و بصلاحهم في بلادهم و فسادکم، فلو ائتمنت أحدکم علي قعب لخشيت أن يذهب بعلاقته. اللهم إني قد مللتهم و ملوني، و سئمتهم و سئموني، فأبدلني بهم خيرا منهم، و أبدلهم بي شرا مني، اللهم مث قلوبهم کما يماث الملح في الماء[7] .

33ـ و قال عليه السلام في کتاب له عليه السلام إلي عبد الله بن عباس بعد قتل محمد بن أبي بکر: «أما بعد فإن مصر قد افتتحت، و محمد بن أبي بکرـ رحمه الله ـ قد استشهد، فعند الله نحتسبه ولدا ناصحا، و عاملا کادحا، و سيفا قاطعا، و رکنا دافعا، و قد کنت حثثت الناس علي لحاقه، و أمرتهم بغياثه قبل الوقعة، و دعوتهم سرا و جهرا و عودا و بدءا، فمنهم الآتي کارها، و منهم المعتل کاذبا، و منهم القاعد خاذلا، أسأل الله أن يجعل لي منهم فرجا عاجلا، فو الله لو لا طمعي عند لقاء عدوي في الشهادة، و توطيني نفسي علي المنية لأحببت أن لا أبقي مع هؤلاء يوما واحدا، و لا التقي بهم أبدا[8] .

34ـ و قال عليه السلام في کتاب له إلي معاوية جوابا عنه: «و قلت: إني کنت أقاد کما يقاد الجمل المخشوش حتي ابايع، و لعمر الله لقد أردت أن تذم فمدحت، و أن تفضح فافتضحت، و ما علي المسلم من غضاضة في أن يکون مظلوما ما لم يکن شاکا في دينه و لا مرتابا بيقينه، و هذه حجتي إلي غيرک قصدها و لکني أطلقت لک منها بقدر ما سنح من ذکرها[9] .

35ـ عن سليم بن قيس: «فألقوا في عنقه )علي( حبلا، و حالت بينهم و بينه فاطمة عليها السلام عند باب البيت ـ إلي أن قال: ـ فماتت حين ماتت، و إن في عضدها کمثل المدملج، ثم انطلق بعلي عليه السلام يعتل عتلا[10] .

36ـ و قال عليه السلام: «غدا ترون أيامي، و يکشف لکم عن سرائري، و تعرفونني بعد خلو مکاني و قيام غيري مقامي[11] .

37ـ روي الکليني رحمه الله عنه عليه السلام في خطبة: «ثم أقبل بوجهه و حوله ناس من بيته و خاصته و شيعته فقال: قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم[12] متعمدين لخلافه، ناقضين لعهده، مغيرين لسنته، و لو حملت الناس علي ترکها و حولتها إلي مواضعها و إلي ما کانت في عهد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لتفرق عني جندي، حتي أبقي وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي و فرض إمامتي من کتاب الله عزوجل و سنة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

أرأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم عليه السلام فرددته إلي الموضع الذي وضعه فيه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، ورددت فدک إلي ورثة فاطمة عليها السلام، ورددت صاع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم کما کان، و أمضيت قطائع أقطعها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لأقوام لم تمض لهم و لم تنفذ، ورددت دار جعفر إلي ورثته و هدمتها من المسجد، ورددت قضايا من الجور قضي بها، و نزعت نساء تحت رجال بغير حق فرددتهن إلي أزواجهن و استقبلت بهن الحکم في الفروج و الأحکام، و سبيت ذراري بني تغلب، ورددت ما قسم من أرض خيبر، و محوت دواوين العطايا، و أعطيت کما کان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يعطي بالسوية و لم أجعلها دولة بين الأغنياء، و ألقيت المساحة، و سويت بين المناکح، و أنفذت خمس الرسول صلي الله عليه و آله و سلم کما أنزل الله عزوجل و فرضه، ورددت مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم إلي ما کان عليه، و سددت ما فتح فيه من الأبواب، و فتحت ما سد منه، و حرمت المسح علي الخفين، و حددت علي النبيذ، و أمرت بإحلال المتعتين، و أمرت بالتکبير علي الجنائز خمس تکبيرات و ألزمت الناس الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، و أخرجت من ادخل مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في مسجده ممن کان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أخرجه، و أدخلت من أخرج بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ممن کان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أدخله، و حملت الناس علي حکم القرآن، و علي الطلاق علي السنة، و أخذت الصدقات علي أصنافها و حدودها، و رددت الوضوء و الغسل و الصلاة إلي مواقيتها و شرائعها و مواضعها، ورددت أهل نجران إلي مواضعهم، ورددت سبايا فارس و سائر الامم. إلي کتاب الله و سنة نبيه صلي الله عليه و آله و سلم، إذا لتفرقوا عني.

و الله، لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة، و أعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة، فتنادي بعض أهل عسکري ممن يقاتل معي: يا أهل الإسلام! غيرت سنة عمر! ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا. و لقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسکري مالقيت من هذه الامة من الفرقة و طاعة أئمة الضلالة و الدعاة إلي النار، و أعطيت من ذلک سهم ذي القربي الذي قال الله عزوجل:/ إن کنتم آمنتم بالله و ما أنزلنا علي عبدنا يوم الفرقان يوم التقي// الجمعان/[13] ، فنحن و الله عني بذي القربي الذي قرننا الله بنفسه و برسوله صلي الله عليه و آله و سلم، فقال تعالي:/ فلله و للرسول و لذي القربي و اليتامي و المساکين و ابن السبيل/ )فينا خاصة(/ کي لا يکون دولة بين الأغنياء منکم و ما آتاکم الرسول فخذوه و ما نهاکم عنه فانتهوا و اتقوا الله/ )في ظلم آل محمد(/ إن الله شديد العقاب/[14] لمن ظلمهم رحمة منه لنا و غني أغنانا الله به، و وصي به نبيه صلي الله عليه و آله و سلم، و لم يجعل لنا في سهم الصدقة نصيبا أکرم الله و رسوله صلي الله عليه و آله و سلم و أکرمنا أهل البيت أن يطعمنا من أوساخ الناس، فکذبوا الله و کذبوا رسوله، و جحدوا کتاب الله الناطق بحقنا، و منعونا فرضا فرضه الله لنا، ما لقي أهل بيت نبي من أمته ما لقينا بعد نبينا صلي الله عليه و آله و سلم، و الله المستعان علي من ظلمنا، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم[15] .

أقول: و نتعرض في شرح الخطبة لموردين لهما إلمام بمظلوميته و أهله عليهم السلام و نحيل القراء الکرام لشرح سائر الفقرات إلي کتاب الوافي )الجزء 14: ص 15( و شروح الکافي )قسم الروضة، ح 21(.

قوله عليه السلام: «ورددت فدک إلي ورثة فاطمة»، قال الياقوت: «فدک ـ بالتحريک و آخره کاف ـ قال ابن دريد: فدکت القطن تفديکا إذا نفشته. و فدک قرية بالحجاز بينها و بين المدينة يومان و قيل ثلاثة، أفاءها الله علي رسوله ـ صلي الله عليه )و آله( و سلم ـ في سنة سبع صلحا، و ذلک أن النبي صلي الله عليه و سلم لما نزل خيبر و فتح حصونها و لم يبق إلا ثلاث و اشتد بهم الحصار راسلوا رسول الله صلي الله عليه )و آله( و سلم يسألونه أن ينزلهم علي الجلاء، و فعل، و بلغ ذلک أهل فدک فأرسلوا إلي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أن يصالحهم علي النصف من ثمارهم و أموالهم، فأجابهم إلي ذلک، فهي مما لم يوجف عليه بخيل و لا رکاب فکانت خالصة لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، وفيها عين فوارة و نخيل کثيرة، و هي التي قالت فاطمةـ رضي الله عنهاـ: إن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نحلنيها، فقال أبو بکرـ رضي الله عنه ـ: أريد لذلک شهودا، و لها قصة...

فلما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة کتب إلي عامله بالمدينة يأمره برد فدک إلي ولد فاطمةـ رضي الله عنهاـ فکانت في أيديهم في أيام عمر بن عبد العزيز، فلما ولي يزيد بن عبد الملک قبضها، فلم تزل في أيدي بني أمية حتي ولي أبو العباس السفاح الخلافة فدفعها إلي الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب، فکان هو القيم عليها يفرقها في بني علي بن أبي طالب، فلما ولي المنصور و خرج عليه بنو الحسن قبضها عنهم، فلما ولي المهدي بن المنصور الخلافة أعادها عليهم، ثم قبضها موسي الهادي و من بعده إلي أيام المأمون فجاءه رسول بني علي بن أبي طالب فطالب بها فأمر أن يسجل لهم بها، فکتب السجل و قرء علي المأمون، فقام دعبل الشاعر و أنشد:


أصبح وجه الزمان قد ضحکا
برد مأمون هاشما فدکا[16] .


و قال الاستاذ عبد الفتاح عبد المقصود، الکاتب الشهير المصري، مؤلف الموسوعة العلوية «الإمام علي بن أبي طالب» في تقديمه للکتاب القيم «فدک» للعلامة السيد محمد حسين الموسوي القزويني الحائري )ص 6:( ذلک أن أرض فدک ـ نحلة کانت أو ميراثاـ هي حق خالص لفاطمة، لا يمکن المماراة فيه».

و قال السيوطي: «عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: لما نزلت هذه الآية:/ و آت ذا القربي حقه/[17] دعا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فاطمة فأعطاها فدک».

و أخرج ابن مردويه، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهماـ قال: لما نزلت و آت ذالقربي حقه أقطع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فاطمة فدکا[18] .

و قال البلاذري: «عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الکلبي: إن بني امية اصطفوا فدک و غيروا سنة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيها، فلما ولي عمر بن عبد العزيزـ رضي الله عنه ـ ردها إلي ما کانت عليه[19] .

و قوله عليه السلام: «فأعطيت من ذلک سهم ذي القربي» قال الحافظ الهيثمي: «إن أبابکر کان يقسم الخمس نحو قسم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم غير أنه لم يعطي قربي، رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم کما کان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يعطيهم[20] .

و قال الطبري: «عن ابن عباس، قال: جعل سهم الله و سهم الرسول واحدا و لذي القربي، فجعل هذان السهمان في الخيل و السلاح، و جعل سهم اليتامي و المساکين و ابن السبيل لا يعطي غيرهم[21] و عن قتادة «إنه سئل عن سهم ذي القربي فقال: کان طعمة لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فلما توفي حمل عليه أبوبکر و عمر في سبيل الله صدقة علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم[22] .

و قال الحافظ أبو عبيد القاسم بن سلام )المتوفي 224(: «حدثنا حجاج عن الليث بن سعد، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب أن يزيد بن هرمز حدثه أن نجدة کتب إلي ابن عباس يساله عن سهم ذي القربي، فکتب إليه: انه لنا، و قد دعانا عمر لينکح أيامانا، و يخدم منه عائلنا، فأبينا عليه إلا أن يسلمه لنا کله، و أبي ذلک علينا، قال ابن هرمز: أنا کتبت ذلک الکتاب من ابن عباس إلي نجدة[23] و قال ـ أيضا: «إن عمر بن الخطاب قال: جاءني خمس العراق، لا أدع هاشميا إلا زوجته، و لا من لا جارية له إلا أخدمته. قال: و کان يعطي الحسن و الحسين عليهما السلام[24] .

و قال ابن أبي الحديد: «و اعلم أن الناس يظنون أن نزاع فاطمة أبابکر کان في أمرين في الميراث و النحلة، و قد وجدت في الحديث أنها نازعت في أمر ثالث، و منعها أبوبکر إياه أيضا و هو سهم ذوي القربي...

إن فاطمة عليها السلام أتت أبابکر فقالت: لقد علمت الذي ظلمتنا عنه أهل البيت من الصدقات و ما أفاء الله علينا من الغنائم في القرآن من سهم ذوي القربي، ثم قرأت عليه قوله تعالي:/ و اعلموا أنما غنمتم من شي ء فأن لله خمسه و للرسول و لذي القربي/ ـ الآية[25] ، فقال لها أبوبکر: بأبي أنت و امي و والد ولدک السمع و الطاعة لکتاب الله و لحق رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و حق قرابته، و أنا أقرء من کتاب الله الذي تقرئين منه و لم يبلغ علمي منه أن هذا السهم من الخمس يسلم إليکم کاملا، قالت: أفيک هو و لأقربائک؟ قال: لا، بل أنفق عليکم منه و أصرف الباقي في مصالح المسلمين...».

و قال ـ أيضا: عن عروة قال: أرادت فاطمة أبابکر علي فدک و سهم ذوي القربي، فأبي عليها و جعلهما في مال الله تعالي».

وـ أيضاـ عن جويبر، عن أبي الضحاک، عن الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب عليه السلام: إن أبابکر منع فاطمة و بني هاشم سهم ذوي القربي، و جعله في سبيل الله في السلاح و الکراع[26] .

و قال البخاري: «عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة: أن فاطمة عليها السلام بنت النبي صلي الله عليه و آله و سلم أرسلت إلي أبي بکر تسأله ميراثها من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مما أفاء الله عليه بالمدينة و فدک و ما بقي من خمس خيبر، فقال أبوبکر: إن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: لا نورث، ما ترکنا صدقة، إنما يأکل آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم في هذا المال، و إني و الله لا اغير شيئا من صدقة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم...

فأبي أبوبکر أن يدفع إلي فاطمة عليها السلام منها شيئا، فوجدت فاطمة علي أبي بکر في ذلک[27] فهجرته فلم تکلمه حتي توفيت، و عاشت بعد النبي صلي الله عليه و آله و سلم ستة أشهر، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا، و لم يؤذن بها أبابکر، و صلي عليها، و کان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة، فلما توفيت استنکر علي وجوه الناس ـ الخبر[28] .









  1. علج ـ بالکسرـ: اشتد.
  2. و هو حين أغار علي أهله أخو غامد سفيان بن عوف.
  3. ابن ابي الحديد: شرح نهج البلاغة، ج 4: ص 88.
  4. السيد الرضي )المجمع(: نهج البلاغة، خ 95.
  5. الضلع ـ بفتح الضاد و تسکين اللام: الميل. و أصل المثل: «لا تنقش الشوکة بالشوکة فان ضلعها معها» يضرب للرجل يخاصم آخر و يستعين عليه بمن هو من قرابته أو أهل مشربه. و نقش الشوکة: اخراجها من العضو تدخل فيه. و کلت: ضعفت. و النزعة: جمع نازع. و الاشطان: جمع شطن و هو الحبل. و الرکي: جمع رکية، و هي البئر. و الخبر في النهج )خ 119(. و في «اختصاص» المفيد رحمه الله )ص 156(.
  6. السيد الرضي: نهج البلاغة، خ 27. و الحلم: الاناة و العقل، أي لکم حلوم الاطفال. و السدم ـ محرکةـ: الندم و الحزن مع أسف أو غيظ. و النغبة: الجرعة، و التهمام ـ بفتح التاءـ الاغتمام. و النفس أيضا: الجرعة. لله أبوهم: دعاء لهم بالخير. و ذرفت: أي زدت.
  7. السيد الرضي )المجمع(: نهج البلاغة، خ 25. و «سيدالوان منکم» أي تکون لهم الدولة دونکم.
  8. السيد الرضي: نهج البلاغة، ر 35.
  9. السيد الرضي: نهج البلاغة، ر 28. و الخشاش ـ کتاب ـ: ما يدخل في عظم ألف البعير من خشب لينقاد. و الغضاضة: النقض. و سنح: أي ظهر.
  10. کتاب سليم بن قيس، ص 84، ط بيروت»

    و عتله: جذبه و جره عنيفا.

  11. السيد الرضي )المجمع(: نهج البلاغة، خ 147.
  12. أعمالهم التي خالفوا فيها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم کثيرة جدا: ذکر طائفة منها غير واحد من علمائنا الامامية رحمه الله فراجع «شرح التجريد» لنصير الدين الطوسي رحمه الله، و «الشافي» للشريف المرتضي، و «دلائل الصدق» للعلامة المظفر، و «عبقات الانوار» للمير حامد حسين، و «الغدير» للعلامة الاميني، و «معالم المدرستين» للعلامة العسکري، و أجودها جمعا و تحريرا کتاب «النص و الاجتهاد» للسيد شرف الدين العاملي رحمه الله.
  13. الانفال، 41:8.
  14. الحشر، 7:59.
  15. الکليني: الروضة من الکافي، صص 59ـ 63، القاساني: الوافي، الجزء 14: ص 14.
  16. الحموي: معجم البلدان، ج 4، ص 238.
  17. الاسراء، 25:17.
  18. السيوطي: الدر المنثور، ج 4: ص 177.
  19. البلاذري: فتوح البلدان، ص 44.
  20. الهيثمي: مجمع الزوائد، ج 5، ص 241.
  21. الطبري: جامع البيان، ج 10: صص 7 و 6.
  22. الطبري: جامع البيان، ج 10: صص 7 و 6.
  23. الاموال، ص 466.
  24. الاموال، ص 466.
  25. الانفال، 41:8.
  26. ابن ابي الحديد: شرح نهج البلاغة، ج 16: صص 230 و 231. و الکراع: من ذوات الحافر و الابل.
  27. وجد عليه: غضب.
  28. صحيح البخاري، ج 5: ص 177/ باب غزوة خيبر، وـ أيضاـ ج 4: ص 96 قريبا منه.