عند دفن فاطمة











عند دفن فاطمة



14ـ عن أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام، قال: «لما قبضت فاطمة عليها السلام دفنها أميرالمؤمنين سرا، و عفا علي موضع قبرها، ثم قام فحول وجهه إلي قبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقال: السلام عليک يا رسول الله! عني، و السلام عليک عن ابنتک و زائرتک و البائتة في الثري ببقعتک و المختار الله لها سرعة اللحاق بک، قل يا رسول الله عن صفيتک صبري، و عفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي، إلا أن لي في التأسي بسنتک في فرقتک موضع تعز، فلقد وسدتک في ملحودة قبرک، و فاضت نفسک بين نحري و صدري بلي و في کتاب الله )لي( أنعم القبول:/ إنا لله و إنا إليه راجعون/[1] .

قد استرجعت الوديعة، و اخذت الرهينة، و اخلست الزهراء، فما أقبح الخضراء و الغبراء، يا رسول الله! أما حزني فسرمد، و أما ليلي فمسهد، و هم لا يبرح من قلبي أو يختار الله لي دارک التي أنت فيها مقيم، کمد مقيح، و هم مهيج، سرعان ما فرق بيننا، و إلي الله أشکوا، و ستنبئک ابنتک بتظافر امتک علي هضمها فأحفها السؤال، و استخبرها الحال، فکم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلي بثه سبيلا، و ستقول، و يحکم الله و هو خير الحاکمين، سلام مودع لا قال و لا سئم، فإن أنصرف فلا عن ملالة، و إن أقم فلا عن سوء ظن بما وعداـ وعد الله ـ الصابرين، واه واها و الصبر أيمن و أجمل، و لو لا غلبة المستولين لجعلت المقام و اللبث لزاما معکوفا، و لا عولت إعوال الثکلي علي جليل الرزية، فبعين الله تدفن ابنتک سرا، و تهضم حقها، و تمنع إرثها، و لم يتباعد العهد، و لم يخلق منک الذکر، و إلي الله يا رسول الله! المشتکي، و فيک يا رسول الله! أحسن العزاء، صلي الله عليک و عليها السلام و الرضوان[2] .









  1. البقرة، 156:2.
  2. الکليني: الاصول من الکافي، ج 1: ص 381، ط الاسلامية.