الامام علي و مظلوميته











الامام علي و مظلوميته



1ـ عن أبي عثمان النهدي، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: «مررت مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بحديقة فقلت: يا رسول الله! ما أحسنها! قال: لک في الجنة خير منها، حتي مررت بسبع حدائق ـ و قال أحمد بن زهير بتسع حدائق ـ کل ذلک أقول له، و يقول: لک في الجنة خير منها، قال ثم جذبني رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و بکي، فقلت: يا رسول الله! ما يبکيک؟ قال: ضغائن في صدور رجال عليک لن يبدوها لک للأمر بعدي، فقلت: بسلامة من ديني؟ قال: نعم، بسلامة من دينک[1] .

2ـ عن ابن عباس قال: «خرجت أنا و النبي صلي الله عليه و آله و سلم و علي في حشان المدينة فمررنا بحديقة، فقال علي: ما أحسن هذه الحديقة، يا رسول الله! فقال: حديقتک في الجنة أحسن منها، ثم أومأ بيده إلي رأسه ثم بکي حتي علا بکاؤه، قلت: ما يبکيک؟ قال: ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لک حتي يفقدوني[2] .

3ـ في خبر طويل، قال له: «اتق الضغائن التي لک في صدور من لا يظهرها إلابعد موتي، أولئک يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون. ثم بکي النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقيل: مم بکاؤک، يا رسول الله؟ قال: أخبرني جبرئيل عليه السلام أنهم يظلمونه و يمنعونه حقه و يقاتلونه و يقتلون ولده[3] .

4ـ قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم لعلي عليه السلام: «إذ مت ظهرت لک ضغائن في صدور قوم يتمالئون عليک و يمنعونک حقک».

5ـ روي جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: «دخلت فاطمة عليها السلام علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و هو في سکرات الموت، فانکبت عليه تبکي، ففتح عينه و أفاق، ثم قال: يا بنية! أنت المظلومة بعدي، و أنت المستضعفة بعدي، فمن آذاک فقد اذاني و من غاظک فقد غاظني، و من سرک فقد سرني، و من برک فقد برني، و من جفاک فقد جفاني، و من وصلک فقد وصلني، و من قطعک فقد قطعني، و من أنصفک فقد أنصفني، و من ظلمک فقد ظلمني، لأنک مني و أنا منک، و أنت بضعة مني و روحي التي بين جنبي، ثم قال صلي الله عليه و آله و سلم: إلي الله أشکو ظالميک من أمتي.

ثم دخل الحسن و الحسين عليهما السلام فانکبا علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و هما يبکيان و يقولان: أنفسنا لنفسک الفداء، يا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم! فذهب علي عليه السلام لينحيهما عنه فرفع رأسه إليه، ثم قال: دعهما، يا أخي! يشماني و أشمهما، و يتزودا و أتزود منهما فإنهما مقتولان بعدي ظلما و عدوانا، فلعنة الله علي من يقتلهما، ثم قال: يا علي! أنت المظلوم بعدي، و أنا خصم لمن أنت خصمه يوم القيامة[4] .

6ـ عن معاوية بن ثعلبة، قال: «جاء رجل إلي أبي ذر رحمه الله ـ و هو جالس في المسجد و علي عليه السلام يصلي أمامه ـ فقال: يا أباذر! ألا تحدثني بأحب الناس إليک؟ فو الله، لقد علمت أن أحبهم إليک أحبهم إلي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، قال: أجل، و الذي نفسي بيده، إن أحبهم إلي لأحبهم إلي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و هو هذا الشيخ المظلوم المضطهد حقه[5] .

7ـ الحسن بن علي، عن أبيه عليهما السلام قال: «لما نزلت «الم أحسب الناس الآيات» قلت: يا رسول الله ما هذه الفتنة؟ قال: يا علي إنک مبتلي و مبتلي بک، و إنک مخاصم فأعد للخصومة».

8ـ عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن علي بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن علي ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لعلي عليه السلام: يا علي! أنت حجة الله، و أنت باب الله، و أنت الطريق إلي الله، و أنت النبأ العظيم، و أنت الصراط المستقيم، و أنت المثل الأعلي، يا علي! أنت إمام المسلمين، و أميرالمؤمنين، و خير الوصيين، و سيد الصديقين، يا علي! أنت الفاروق الأعظم، و أنت الصديق الأکبر، يا علي! أنت خليفتي علي أمتي، و أنت قاضي ديني، و أنت منجز عداتي، يا علي! أنت المظلوم بعدي، يا علي! أنت المفارق بعدي، يا علي! أنت المهجور بعدي، أشهد الله و من حضر من امتي أن حزبک حزبي، و حزبي حزب الله، و أن حزب أعدائک حزب الشيطان[6] .

9- عن أبي الحسن الهادي عليه السلام أنه کان يقول عند قبر أميرالمؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ: «السلام عليک، يا ولي الله! أشهد أنک انت أول مظلوم، و أول من غصب حقه، صبرت و احتسبت حتي أتاک اليقين، و أشهد أنک لقيت الله و أنت شهيد، عذب الله قاتلک بأنواع العذاب، و جدد عليه العذاب، جئتک عارفا بحقک، مستبصرا بشأنک، معاديا لأعدائک و من ظلمک، ألقي علي ذلک ربي إن شاء الله، يا ولي الله إن لي ذنوبا کثيرة فاشفع لي إلي ربک يا مولاي! فإن لک عند الله مقاما معلوما، و إن لک عند الله جاها و شفاعة، و قد قال الله تعالي:/ و لا يشفعون إلا لمن ارتضي/[7] [8] .









  1. الخطيب: تاريخ بغداد، ج 12: ص 398.
  2. الهشمي: مجمع الزوائد، ج 9: ص 118. و الحشان: البساتين.
  3. المجلسي: بحار الأنوار، ج 28: ص 45 و 50.
  4. المجلسي: بحار الأنوار، ج 28: ص 69.
  5. المجلسي: بحار الأنوار، ج 8: ص 17، ط الکمباني.
  6. المجلسي: بحار الأنوار، ج 28: ص 76، بالصدوق: عيون الاخبار الرضا عليه السلام، ج 2: ص 61.
  7. الانبياء، 28:21.
  8. المجلسي: بحار الأنوار، ج 100: ص 265.