من ألقابه: أميرالمؤمنين
فقال الله تعالي: أنا ربکم، و محمد نبيکم، و علي أميرکم[2] . 13ـ عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام: قلت: جعلت فداک، لم سمي أميرالمؤمنين أميرالمؤمنين؟ قال عليه السلام: «لأنه يميرهم العلم، أما سمعت کتاب الله عزوجل: و نمير أهلنا[3] . 14ـ عن أبان بن الصلت، عن الصادق عليه السلام: «سمي أميرالمؤمنين، إنما هو من ميرة العلم، و ذلک أن العلماء من علمه امتاروا، و من ميرته استعملوا[4] . 15ـ عن عبد المؤمن، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «قلت له: لم سمي أميرالمؤمنين أميرالمؤمنين؟ فقال لي: لأن ميرة المؤمنين منه، هو کان يميرهم العلم[5] . 16ـ لما ولد علي عليه السلام، و جاء رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم إلي بيت أبي طالب اهتز و تبسم في وجهه، فقال: «السلام عليک يا رسول الله. ثم قال:/ بسم الله الرحمن الرحيم قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون/[6] . فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: قد أفلحوا بک، أنت و الله، أميرهم تميرهم من علومک، و أنت و الله دليلهم و بک يهتدون[7] . أقول: المستفاد من هذه الأخبار أن تسمية علي عليه السلام بأميرالمؤمنين هي لامتيار المؤمنين منه و ميرته لهم، و هذا يشعر بأن الأمير مشتق من المير، و هذا خلاف واضح، لأن الأمير فعيل من الأمرـ مهموز الفاءـ، و المير أجوف يائي، و لا تناسب بينهما في الاشتقاق. و الجواب ما اختاره العلامة المجلسي ـ رحمه الله ـ، قال في البحار )ج 37: ص 293(: «الميرةـ بالکسرـ جلب الطعام، يقال: مار عياله، يمير ميرا، و أمارهم و امتار لهم. و يرد عليه أن الأمير فعيل من الأمر، لا من الأجوف. و يمکن التفصي عنه بوجوه: الأول: أن يکون علي القلب، و فيه بعد من وجوه، لا يخفي. الثاني: أن يکون أمير فعلا مضارعا علي صيغة المتکلم، و يکون عليه السلام قد قال ذلک ثم اشتهر به کما في تأبط شرا. الثالث: أن يکون المعني أن امراء الدنيا إنما يسمون بالأمير، لکونهم متکفلين لميرة الخلق، و ما يحتاجون إليه في معاشهم بزعمهم. و أما أميرالمؤمنين عليه السلام فإمارته لأمر أعظم من ذلک، لأنه يميرهم ما هو سبب لحياتهم الأبدية و قوتهم الروحانية، و إن يشارک سائر الأمراء في الميرة الجسمانية. و هذا أظهر الوجوه». تم کلامه رفع مقامه. أقول: قوله ـ رحمه الله ـ: أما الوجه الأول ففيه بعد من وجوه، لأن القلب بنفسه خلاف القاعدة الأدبية. و ثانيا إذا نقل من مير عين الفعل ـ و هي الياءـ إلي مکان فاء الفعل ـ و هو الميم ـ يصير مير: يمر، و مع ذلک إذا اشتق الأمير من يمر لم يحصل المقصود، لأن الأمير مهموز الفاء، و اليمير ليس کذلک. و هذا خلاف المقصود. و اما قوله ـ رحمه الله ـ: «و الثاني إن يکون أمير فعلا مضارعا متکلما ـ إلي آخر کلامه )ره(» فهذا و إن کان أقرب إلي الواقع من الوجه الأول، و لکن هذا أيضا غير صحيح، لأن الفعل إذا نقل علي نحو الحکاية ک «تأبط شرا» لا يتغير إعرابه، و لازم ذلک أن يکون أمير في أميرالمؤمنين دائما بالضم. و هذا فاسد بالضرورة، لأنه يتغير بحسب العوامل المختلفة بلا شک. و أما قوله ـ رحمه الله ـ: «الثالث أن يکون المعني أن امراء الدنيا يسمون بالأميرـ إلي آخر کلامه، رفع مقامه» فهذا کلام وجيه، و قول لطيف يحتاج إلي بسط الکلام حتي يتضح المقصود و المرام. أخي العزيز! إن عليا عليه السلام حيث إنه باب مدينة علم النبي و فقهه و حکمته، و إن نوره متحد مع نوره و مشتق من منبعه، و إنه نفس النبي و روحه و عيبة علمه، إنهما تراضعا من ثدي واحد، و إنهما مشتقان من نور الله عزوجل، فکل ما ثبت من الفضائل و الکمالات لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فهو ثابت لعلي عليه السلام. و ها نحن ننقل ـ بعون الله تعالي ـ کلمات من کبار علماء العامة و الخاصة حتي يتبين الحق إن شاء الله تعالي.
12ـ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «لو يعلم الناس متي سمي علي أميرالمؤمنين لما أنکروا فضائله، سمي بذلک و آدم بين الروح و الجسد، و حين قال )الله(: الست بربکم قالوا: بلي[1] .