الامام علي و إغاثة الملهوف و إعانة المظلوم











الامام علي و إغاثة الملهوف و إعانة المظلوم



1ـ ذکر الشيخ المفيد رحمه الله، عن ابن دأب، قال: «ذکر الکوفيون أن سعيد بن القيس الهمداني رآه )يعني أميرالمؤمنين عليه السلام( يوما في شدة الحر في فناء حائط، فقال: يا أميرالمؤمنين! بهذه الساعة؟ قال: ما خرجت إلا لأعين مظلوما، أو اغيث ملهوفا، فبينا هو کذلک إذ أتته امرأة قد خلع قلبها، لا تدري أين تأخذ من الدنيا حتي وقفت عليه، و قالت: يا أميرالمؤمنين! ظلمني زوجي و تعدي علي، و حلف ليضربني، فاذهب معي إليه، فطأطأ رأسه ثم رفعه و هو يقول: لا و الله، حتي يؤخذ للمظلوم حقه غير متعتع، و أين منزلک؟ قالت: في موضع کذا و کذا، فانطلق معها حتي انتهت إلي منزلها، فقالت: هذا منزلي.

قال: فسلم فخرج شاب عليه إزار ملونة، فقال: اتق الله فقد أخفت زوجتک، فقال: و ما أنت و ذاک ـ و الله، ـ لا حرقنها بالنار لکلامک ـ قال: و کان إذا ذهب إلي مکان أخذ الدرة بيده و السيف معلق تحت يده، فمن حل عليه حکم بالدرة ضربه، و من حل عليه حکم بالسيف عاجله ـ فلم يعلم الشاب إلا و قد أصلت السيف و قال له: آمرک بالمعروف و أنهاک عن المنکر، و ترد المعروف، تب و إلا قتلتک. قال: و أقبل الناس من السکک يسألون عن أميرالمؤمنين عليه السلام حتي وقفوا عليه، قال: فاسقط في يد الشاب[1] ، و قال: يا أميرالمؤمنين! اعف عني عفا الله عنک ـ و الله ـ لأکونن أرضا تطأني، فأمرها بالدخول إلي منزلها و انکفأ و هو يقول لا/ خير في کثير من نجويهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس/[2] ، الحمد لله الذي أصلح بي بين امرأة و زوجها، يقول الله تبارک و تعالي: «لا خير في کثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس و من يفعل ذلک ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما[3] .

2ـ قال المحدث النوري رحمه الله: إنه عليه السلام قال: «ما حصل الأجر بمثل إغاثة الملهوف، و قال: أفضل المعروف إغاثة الملهوف[4] .









  1. أي ندم علي فعله.
  2. النساء، 114:4.
  3. المفيد: الإختصاص، ص 151، ط بصيرتي.
  4. النوري مستدرک الوسائل، ج 2: ص 409.