المستدرك











المستدرک



قال العلامة المجلسي رحمه الله: ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لما حملت إليه جنازة البراء بن معرور ليصلي عليه قال: أين علي بن 7. أبي طالب؟ قالوا: يا رسول الله إنه ذهب في حاجة رجل من المسلمين إلي قبا، فجلس رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و لم يصل عليه، قالوا: يا رسول الله مالک لا تصلي عليه؟ فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: إن الله عزوجل أمرني أن أؤخر الصلاة عليه إلي أن يحضره علي فيجعله في حل مما کلمة به بحضرة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم[1] ليجعل الله موته بهذا السم کفارة له.

فقال بعض من حضر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و شاهد الکلام الذي تکلم به البراء: يا رسول الله إنما کان مزحا مازح به عليا لم يکن منه جدا فيؤاخذه الله عزوجل بذلک، قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: لو کان ذلک منه جدا لأحبط الله تعالي أعماله کلها، و لو کان تصدق بمثل ما بين الثري إلي العرش ذهبا و فضة، و لکنه کان مزحا و هو في حل من ذلک إلا أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يريد أن لا يعتقد أحد منکم أن عليا عليه السلام واجد عليه فيجدد بحضرتکم إحلالا، و يستغفر له ليزيده الله عزوجل بذلک قربة و رفعة في جنانه. فلم يلبث أن حضر علي بن أبي طالب عليه السلام فوقف قبالة الجنازة و قال: رحمک الله يا براء، فلقد کنت صواما قواما، و لقد مت في سبيل الله.

و قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: و لو کان أحد من الموتي يستغني عن صلاة رسول الله لاستغني صاحبکم هذا بدعاء علي عليه السلام له. ثم قام فصلي عليه و دفن. فلما انصرف وقعد في العزاء قال: أنتم يا أولياء البراء بالتهنية أولي منکم بالتعزية، لأن صاحبکم عقد له في الحجب قباب من السماء الدنيا إلي السماء السابعة، و بالحجب کلها إلي الکرسي إلي ساق العرش لروحه التي عرج بها فيها، ثم ذهب بها إلي ابض الجنان و تلقاها کل من کان فيها من خزانها، و اطلع إليه کل من کان فيها من حور حسانها، فقالوا بأجمعهم له: طوباک طوباک يا روح البراء، انتظر عليک رسول الله عليا صلوات الله و سلامه عليهما و آلهما الکرام ـ حتي ترحم عليک علي و استغفر لک، أما إن حملة عرش ربنا حدثونا عن ربنا أنه قال: يا عبدي الميت في سبيلي، لو کان عليک من الذنوب بعدد الحصي و الثري و قطر المطر و ورق الشجر و عدد شعور الحيوانات و لحظاتهم و أنفاسهم و حرکاتهم و سکناتهم لکانت مغفورة بدعاء علي عليه السلام لک.

قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: فتعرضوا عباد الله لدعاء علي لکم، و لا تتعرضوا لدعاء علي عليکم. فإن من دعا عليه أهلکه الله و لو کانت حسناته عدد ما خلق الله، کما أن من دعا له أسعده الله و لو کانت سيئاته بعدد ما خلق الله.[2] .









  1. و الکلام هو أن البراء حين أتي رسول الله إليه الزراع المسمومة و تناول قبل صلي الله عليه و آله و سلم لقمة و قال علي عليه السلام له: يا براء لا تتقدم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ـ قال: يا علي کأنک تبخل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟! فقال علي عليه السلام: ما ابخل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و لکني ابجله و أوقرة، ليس لي و لا لک و لا لأحد من خلق الله أن يتقدم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بقول و لا فعل و لا أکل و لا شرب.
  2. بحار الانوار 17: 320ـ 321.